ذكاء اصطناعي

هل يمكنك التفريق بين النص البشري ونصوص GPT-5 بعد طفرته في أسلوب الكتابة العفوي؟

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أوضح التقرير أن نموذج GPT-5 يتمتع "بأسلوب كتابة أكثر حيوية ومرونة" مقارنة بالسابق.

وضمّت تجربة تومز جايد نصوصًا متنوعة كشفت مدى قرب الأداء اللغوي للنموذج من الإنسان.

تضمن التحسينات "أسلوب غير رسمي وتحسينًا في التحكم بالإيموجي والرموز التعبيرية".

أثار التقرير مسألة تحديات "اكتشاف النصوص المولّدة" بفعل تطور قدرات النموذج الجديد.

يكمن التحدي الأخلاقي في "ضمان حق الكتّاب" أمام القدرات المتقدمة لمحاكاة أساليبهم.

أعلنت منصة "تومز جايد" عن تجربة مثيرة لاختبار قدرات نموذج GPT‑5 الجديد من OpenAI، والذي قيل إنه أصبح أكثر مرونة وإقناعًا في محاكاة الأسلوب البشري مقارنة بالنسخ السابقة. التقرير أوضح كيف تلاشت العلامات التقليدية التي كانت تكشف عن الكتابة الآلية، في خطوة تعكس مدى تقدّم نماذج اللغة في تبنّي أسلوب أقل صرامة وأكثر طبيعية.


أسلوب أكثر "إنسانية".. وأقل صرامة

بحسب التقرير، فإن GPT‑5 يقدّم أسلوب كتابة يبدو أقرب إلى النصوص البشرية بفضل اعتماد نغمة أكثر حيوية ومرونة. ولم تعد الجمل الطويلة والمنسقة بدقة أو علامات الترقيم الكاملة دليلاً قاطعًا على تدخل الذكاء الاصطناعي. فالنموذج بات قادرًا على محاكاة العفوية في النص، وحتى اختزال الجُمل أو التلاعب بإيقاعها بما يشبه تفاعل الكاتب مع القارئ.

التجربة التي تناولها التقرير ضمّت نماذج متنوعة من النصوص: رسائل تغطية وظيفية، مقتطفات من تقارير سنوية، مقاطع شعرية، وحتى كلمات أغنيات. والمثير أن المشاركين لم يتمكنوا في أغلب الحالات من تحديد النص المزيف، ما أظهر مدى قُرب الأداء اللغوي للنموذج من الكتابة البشرية الحقيقية.


ما وراء الاختبار.. تطوّر في اتجاهات الكتابة الذكية

هذا التحسّن لا يرتبط فقط بالدقة اللغوية، بل بقدرة GPT‑5 على فهم السياق ونمط الكتابة المطلوب. فبحسب مصادر في مجتمع المطورين، تم تدريب النموذج على طيف واسع من الأنماط والأساليب بما يشمل الرسائل التجارية والمحتوى التحريري وحتى الشعر الكلاسيكي. والنتيجة هي نظام يتقن "النغمة" قبل "المعلومة"، في انعكاس واضح لتحوّل الذكاء الاصطناعي من النصوص الآلية إلى "الكتابة بالهوية".

  • إضافة أسلوب غير رسمي (informal) يمكن تفعيله عند الطلب
  • تحسينات في التحكم بالإيموجي والرموز التعبيرية
  • قدرة أكبر على إعادة إنتاج البنية البلاغية البشرية
  • تحسين دقة التلخيص والانتقال بين الأفكار

ولعل المهم أن مثل هذا التطور يفتح باباً جديداً أمام تحدّيات الكشف عن النصوص المولّدة. فحتى أدوات اكتشاف الكتابة الآلية التي تعتمد على البنية النحوية والتركيب اللغوي فقدت فعاليتها أمام هذا النموذج. وهو ما يفرض إعادة النظر في المعايير المستخدمة لتقييم أصالة المحتوى الرقمي.


من واقعية النص إلى مسؤولية الاستخدام

ذو صلة

يأتي هذا التطور في وقت يتسارع فيه تبنّي الذكاء الاصطناعي في مجالات التحرير والإنتاج الإعلامي، حيث أصبحت الحدود الفاصلة بين النصوص البشرية وتلك المُولّدة رقمياً أكثر ضبابية من أي وقت مضى. وإذا كان GPT‑4 قد جلب معه احترافية عالية، فإن GPT‑5 يبدو وكأنه يطارد "الطبيعية" ذاتها في الكتابة.

لكن هذه القفزة التقنية تفتح بدورها تساؤلات أخلاقية تتجاوز جودة النص إلى موضوع الثقة والمساءلة. فكيف سيُضمن حق الكتّاب في عالم يستطيع فيه نموذج لغوي تقليد أساليبهم بدقة شبه تامة؟ الإجابة قد لا تأتي سريعاً، غير أن المؤكد هو أن المستقبل سيقيس جودة الذكاء الآلي بقدرته على قول الحقيقة كما يُحسن قول الأسلوب.

ذو صلة