ذكاء اصطناعي

كيف تعيد OpenAI توجيه المحادثات الحساسة إلى GPT-5 Instant لتقديم إجابات أكثر عمقاً ومراعاة للمستخدمين

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أعلنت "OpenAI" تحسين تعامل GPT‑5 Instant مع المحادثات الحساسة في "ChatGPT"، لردود أسرع وأكثر تعاطفًا.

يبدأ التحديث بالوصول عالمياً مع تحسينات لدقة واستجابة النموذج في المواقف الحساسة.

تؤكد OpenAI على الشفافية بإبقاء المستخدم على علم بالنموذج النشط.

يوازن التحديث الجديد بين الفهم الإنساني والدقة اللغوية، مع تركيز على الوعي السياقي.

أعلنت شركة "OpenAI" عن تحديث جديد يغيّر طريقة تعامل نماذجها اللغوية مع المحادثات الحساسة، حيث أكدت أن نموذج GPT‑5 Instant سيصبح مسؤولًا عن إدارة الأجزاء الدقيقة من المحادثات داخل "ChatGPT" لتقديم ردود أسرع وأكثر تعاطفًا مع المستخدمين. يأتي هذا التطور في لحظة يتزايد فيها الاهتمام العالمي بمسؤولية الذكاء الاصطناعي الاجتماعية ودوره في المواقف شديدة الخصوصية أو الانفعال.


تحسينات تركز على الدعم الإنساني داخل المحادثة

وفقًا لما نشرته الشركة عبر حسابها الرسمي في منصة X، بدأ التحديث بالوصول تدريجيًا إلى مستخدمي ChatGPT حول العالم. وتهدف الخطوة إلى جعل النموذج أكثر وعيًا بلغة الارتباك أو التوتر النفسي التي قد تظهر في الحوارات اليومية، بحيث يتم "توجيه" هذه المقاطع تلقائيًا إلى GPT‑5 Instant، وهو الإصدار المعروف بسرعة الاستجابة وقدرته على تقديم دعم محادثاتي أكثر توازنًا دون التضحية بالدقة أو الحس الإنساني.

وقد أكدت OpenAI أن المستخدمين سيظلون قادرين على معرفة النموذج النشط عند الطلب، في استمرار لنهج الشفافية الذي تتبعه منذ إطلاق سلسلة GPT‑5. وبهذا التحديث، تبدو الشركة عازمة على تحويل نماذجها من مجرّد أدوات للذكاء الاصطناعي إلى وسائط قادرة على التفاعل الآمن والداعم في المواقف الحساسة، وهو توجه بدأ يتبلور فعليًا منذ العام الماضي.

  • تحديد أجزاء المحادثة الحساسة بشكل فوري.
  • توجيهها نحو GPT‑5 Instant لمعالجة أسرع وأكثر لطفًا.
  • استمرار إمكانية المستخدم في التعرف على النموذج العامل.
  • بدء التحديث عالميًا لمستخدمي ChatGPT على مراحل.

خطوة متزامنة مع تحديثات أوسع لأدوات OpenAI

في الوقت ذاته، كشف الرئيس التنفيذي سام ألتمان عن تحديثات جديدة لأداة الفيديو التجريبية "Sora"، تتيح لمالكي الحقوق مزيدًا من التحكم في كيفية استخدام شخصياتهم داخل المنصة. وتأتي هذه الخطوة استجابةً لمطالب صناع المحتوى وشركات الإنتاج، وتؤسس لنظام يوازن بين حرية الإبداع والاستخدام الأخلاقي للمحتوى الرقمي.

يرى مراقبون أن إحكام السيطرة على المحتوى السمعي البصري وتطوير قدرات الاستجابة الحساسة على السواء يعكسان اتجاهًا استراتيجيًا لدى OpenAI للتركيز على "الوعي السياقي" للذكاء الاصطناعي، أي جعله يفهم الإشارات النفسية والثقافية، لا الكلمات فحسب. وهو مسار قد يعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة مستقبلاً، خصوصًا في أدوات الدعم النفسي أو التعليم التفاعلي.


“نحدث GPT‑5 Instant ليدرك ويدعم الأشخاص في لحظات الضيق بصورة أسرع وأكثر فاعلية.” — من منشور OpenAI على X


ما الذي يعنيه ذلك لمستقبل التفاعل البشري مع الذكاء الاصطناعي؟

ذو صلة

التوجه الجديد يجعل الذكاء الاصطناعي أكثر قربًا من فهم التجربة البشرية اليومية، لكنه يفتح في الوقت نفسه نقاشًا واسعًا حول الخصوصية وحدود "التدخل العاطفي" من قبل الأنظمة الذكية. وإذا كانت OpenAI تراهن على أن GPT‑5 Instant سيقلل من أخطاء التفسير ويقدّم دعمًا محسنًا أثناء الأزمات، فإن الرهان القادم سيكون في بناء الثقة المستدامة بين المستخدم والنموذج ذاته.

الجديد في هذا التحديث لا يكمن فقط في التقنية، بل في الفلسفة التي تقف وراءها: تحويل الاستجابة من كونها "دقيقة لغويًا" إلى أن تكون "مدركة إنسانيًا". ومع استمرار التجارب في أدوات مثل Sora، يتضح أن السنوات المقبلة ستشهد تقاطعًا متزايدًا بين الإبداع والمشاعر والذكاء الاصطناعي، في علاقة لا تُكتب شيفراتها بالكود فقط، بل بنوايا التصميم نفسها.

ذو صلة