استحواذ جديد يعزز طموحات OpenAI في تطوير ذكاء اصطناعي مخصص لكل مستخدم

3 د
استحوذت OpenAI على تطبيق «Roi» لتعزيز استراتيجيتها بتقديم منتجات مخصصة للمستهلكين.
سوجيث فيشواجيث سينضم إلى OpenAI لتطوير تطبيقات بواجهات ذكاء تتكيف مع المستخدم.
سيتوقف تطبيق «Roi» عن العمل نهائيًا في 15 أكتوبر، ليتم دمج تقنياته في مشاريع OpenAI.
تهدف OpenAI لتحويل تجربة المستخدم إلى أنظمة تفاعلية وشخصية بمرور الوقت.
توسع OpenAI في الأسواق الاستهلاكية يعزز منافستها مع شركات كبرى مثل Google وMeta.
استكملت شركة OpenAI سلسلة استحواذاتها خلال عام 2025 بإضافة جديدة في مسارها نحو بناء منتجات مخصصة للمستهلكين، إذ أعلنت عن استحواذها على تطبيق التمويل الشخصي «Roi»، وهو منصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تركز على إدارة الاستثمارات والأصول بطريقة تفاعلية مخصصة لكل مستخدم. وبحسب التقارير، سينضم الرئيس التنفيذي للتطبيق، سوجيث فيشواجيث، إلى فرق OpenAI فيما تُغلق الشركة خدماتها نهائيًا في 15 أكتوبر المقبل.
استحواذ يعزّز استراتيجية "التخصيص" في تطبيقات الذكاء الاصطناعي
جاء هذا الاستحواذ ضمن سلسلة من التحركات المماثلة لـOpenAI خلال الأشهر الماضية، بعد استقطابها فرقًا من شركات ناشئة متخصصة مثل Context.ai وCrossing Minds، في خطوة تهدف إلى تحويل تجارب المستخدم من واجهات جامدة إلى أنظمة تتعلم سلوك الفرد وتتكيف معه بمرور الوقت.
تطبيق «Roi» الذي انطلق عام 2022 من نيويورك، اعتمد على واجهة ذكاء اصطناعي قادرة على تحليل المحافظ المالية بما يشمل الأسهم والعملات الرقمية والعقارات وNFTs، وتقديم قرارات استثمارية بلغة قريبة من شخصية المستخدم نفسه. في نماذج التطبيق السابقة، طُور أسلوب الحوار مع المستخدم ليحاكي نبرته المفضلة، بدءًا من اللهجة الجادة وصولًا إلى الأسلوب الساخر، في تجربة حاولت جعل التمويل الشخصي أقرب إلى تفاعل اجتماعي حي.
- تأسس «Roi» عام 2022 بدعم من صناديق مثل Spark Capital وGradient Ventures.
 
- قدّم تجربة محادثة مالية مخصصة مع قدرة على تحليل الأصول الرقمية والمادية.
 
- انضم مؤسس الشركة وحده إلى OpenAI دون نقل بقية الفريق.
 
- من المقرر إيقاف كل خدمات التطبيق بحلول منتصف أكتوبر.
 
OpenAI بين التمويل والمنتجات الاستهلاكية الذكية
تحمل هذه الصفقة دلالة واضحة على تركيز OpenAI على تطوير واجهات ذكاء اصطناعي موجّهة للمستهلكين، لا كمجرّد واجهات للمطورين عبر واجهات API. وقد بدأت الشركة بالفعل في بناء منظومة من التطبيقات مثل ChatGPT Pulse، المخصص لتلخيص الأخبار اليومية، وتطبيق الفيديو «Sora»، وهو بديل تفاعلي لـTikTok مزوّد بمحتوى مُنتج بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي. هذه المبادرات تشير إلى محاولة واضحة للاستفادة من النمو المتسارع في إيرادات التطبيقات بدلاً من الاعتماد فقط على تراخيص النماذج.
ينبع هذا التحول أيضًا من ضغط مالي متزايد. فوفق تقارير TechCrunch، تستثمر الشركة مليارات الدولارات في مراكز بيانات جديدة لدعم توسع قدراتها الحسابية، وهو ما يجعل بناء تطبيقات ذات دخل مباشر ضرورة استراتيجية. انضمام فيشواجيث والذي سبق له العمل على تحسين سلوك المستخدم في Airbnb من خلال تحسينات بسيطة ذات أثر مالي كبير، قد يمهد الطريق لخطوات مماثلة داخل تطبيقات OpenAI.
«اكتشفنا أن التخصيص ليس مستقبل التمويل فحسب، بل مستقبل البرمجيات كلها» – سوجيث فيشواجيث
انعكاسات الصفقة وسيناريوهات المرحلة المقبلة
التحرك الأخير يضع OpenAI على مسار واضح نحو دمج الذكاء الاصطناعي في مهام الحياة اليومية: إدارة الأموال، التسوق، المحتوى، وحتى التسلية. فبدلاً من بناء أدوات عامة، تتجه الشركة نحو «أنظمة شخصية» تتعلم رغبات المستخدم وتتكيف معها في الزمن الحقيقي. وهو توجه يتقاطع مع سباق أكبر بين شركات مثل Google وMeta قد يجد فيه المستخدم النهائي نفسه أمام مساعد رقمي شامل يخطط، يقترح، ويشتري بالنيابة عنه.
ومع أن تفاصيل كيفية دمج عناصر من «Roi» في منظومة OpenAI لم تتضح بعد، إلا أن الفكرة الجوهرية المتمثلة في "التخصيص على نطاق واسع" قد تصبح محور الجيل التالي من خدمات الذكاء الاصطناعي. وفي سوق تزداد فيه التجارب الفردية أهمية، يبدو أن قدرة هذه الأنظمة على فهم المستخدم بعمق ستكون العملة الأهم في السنوات القادمة.









