هجوم OpenAI على خدمات البرمجيات يبدأ وهذه أبرز الشركات المستهدفة

3 د
أطلقت OpenAI أدوات ذكاء اصطناعي تعالج مجالات المبيعات ودعم العملاء ومراجعة العقود.
هبطت أسهم HubSpot وDocuSign وSalesforce عقب الإعلان بسبب المنافسة المباشرة.
رأت OpenAI ضرورة تطوير برامج داخلية بدلاً من الاعتماد على الآخرين.
تحول أدوات الذكاء الاصطناعي إلى أساسيات قد يعيد تشكيل مشهد المنافسة.
تتمثل التحديات الأساسية في السوق في كيفية التكيّف مع هذا الوضع الجديد سريعًا.
أطلقت شركة OpenAI شرارة جديدة في سوق البرمجيات العالمية بعد أن عرضت لأول مرة أدوات داخلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمعالجة مجالات المبيعات، دعم العملاء، ومراجعة العقود. العرض الذي جرى نشر تفاصيله في مدونة الشركة يوم الاثنين، لم يكن مجرد تطبيقات تجريبية، بل إشارة مباشرة إلى نية الشركة لعب دور مزدوج: مورّد للبنية التحتية، ومنافس محتمل لشركات برمجيات كبرى.
من الشريك إلى المنافس المباشر
لطالما اعتُبرت OpenAI مزوّدًا أساسيًا لحلول الذكاء الاصطناعي التي تبني عليها الشركات الأخرى خدماتها. لكن السرد تغيّر الآن، إذ بدأت الشركة في دمج تقنياتها عميقًا في أنظمة العمل اليومية الخاصة بها، وهو ما يضع عمالقة مثل Salesforce وHubSpot وDocuSign في حالة استنفار. شركات عدة بالفعل شهدت تراجعًا في أسهمها فور الإعلان، إذ هبط سهم HubSpot بنسبة 10%، وتراجعت DocuSign بـ 12%، في حين فقدت Salesforce أكثر من 3% في جلسة تداول واحدة.
هذا التوتر في السوق ليس مفاجئًا؛ فالمحللون يرون أن تحول OpenAI من مزوّد خلف الكواليس إلى منافس مباشر في سوق البرمجيات السحابية قد يغيّر قواعد اللعبة. التموضع الجديد يجعلها خصمًا غير تقليدي: يمتلك القدرة على بناء أدوات موجهة للاستعمال الفعلي داخل الشركات، بدلًا من الاكتفاء بعرض نماذج يمكن للآخرين استغلالها.
تفاصيل ما عرضته OpenAI
- أداة لمراجعة العقود تختصر وقت الفِرق القانونية بشكل كبير.
 
- نظام دعم عملاء يعتمد على تحويل التذاكر التقليدية إلى خطوط أتمتة مصممة من قِبل الموظفين أنفسهم.
 
- منصة مبيعات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لزيادة معدلات الإغلاق وتقليل زمن الاستجابة الأول (FRT).
 
“لماذا لا نطوّر البرامج التي نحتاج إليها نحن، بدلًا من انتظار الآخرين؟” - سارة فراير، المديرة المالية في OpenAI.
بحسب مذكرة مصرف RBC الأخيرة، فإن أكبر المخاوف تتركز حول سوق إدارة علاقات العملاء والعقود، وهو مجال تهيمن عليه Salesforce منذ سنوات. التداخل في نطاق المنتجات لن يترك للمنافسين سوى خيارين: التعاون مع OpenAI لتعزيز كفاءاتهم، أو الدخول في مواجهة مباشرة على العملاء.
ماذا يعني هذا لمستقبل سوق البرمجيات؟
تزامن هذا الإعلان مع مرحلة اضطراب في السوق، حيث تخشى شركات SaaS من أن تصبح حلول الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من بنية البرامج، لا مجرد ميزة إضافية. هذا يعيد رسم مشهد المنافسة بطريقة شبيهة بما جرى عند انتقال الحوسبة من الأجهزة المحلية إلى السحابة. ولعل المعضلة الأكبر اليوم تكمن في نماذج التسعير: إذا طرحت OpenAI أدواتها عبر اشتراك لكل مستخدم، فإن شركات مثل HubSpot ستعاني من ضغط مباشر، أما إذا اعتمدت نموذج الدفع بالاستخدام، فقد تصبح التكاملات والتحالفات السيناريو الأجدر بالاختيار.
بالعودة إلى تصريحات إطلاق ChatGPT Enterprise قبل أشهر، يظهر أن OpenAI تتحرك بخطوات مدروسة نحو سوق المؤسسات، حيث يشكل الأمان والخصوصية والتخصيص عناصر جذابة لقطاع يعتمد على الثقة بقدر ما يعتمد على الكفاءة. وفي ضوء ذلك، يبدو أن السؤال لم يعد ما إذا كانت OpenAI ستخوض غمار SaaS، بل متى ستقرر طرح هذه الأدوات كمُنتجات فعلية.
في النهاية، يجدر النظر إلى أن توغل الذكاء الاصطناعي في صميم عمليات المبيعات والدعم والتمويل قد يصبح معيارًا جديدًا في برمجيات المؤسسات. وإن كان الخاسرون أوائل هم شركات البرمجيات التقليدية، فإن الفائز الأكبر قد يكون المستخدم الذي سيستفيد من أدوات أكثر سرعة وذكاءً وتكيفًا مع السياق. يبقى التحدي اليوم هو مَن سيتمكن من التكيّف أولًا، قبل أن تتحول المنافسة إلى لعبة مقاعد موسيقية في سوق لا يتسامح مع التباطؤ.









