زيارة سرية لسام ألتمان إلى تايوان لبحث رقاقات الذكاء الاصطناعي مع TSMC!

3 د
التقى ألتمان ممثلين من TSMC وFoxconn خلال زيارته "السرية" لتايوان.
تركّز اللقاءات على مبادرة "Stargate" وبناء شرائح مخصّصة.
تسعى OpenAI لتقليل الاعتماد على إنفيديا بمنهجيات تنافسية.
شركة TSMC تعتبر شريكًا أساسيًا لبناء معالجات الذكاء الاصطناعي بقدرة 3 نانومتر.
تشير التقارير إلى تنفيذ الخطط بحلول 2026 لشرائح ASIC.
زار الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، تايوان مؤخرًا في زيارة وُصفت بـ"السرية"، حيث التقى ممثلين من كل من TSMC وFoxconn لمناقشة مشاريع الذكاء الاصطناعي الضخمة التي تعمل عليها الشركة، بما في ذلك مبادرة بناء شرائح مخصّصة ومعمارية البنية التحتية لمشروع "Stargate". هذه الخطوة تسلط الضوء على المنافسة المتصاعدة في مجال العتاد الموجّه للذكاء الاصطناعي، وعلى سعي الشركات الكبرى إلى تحرير نفسها من الاعتماد الكلي على مورد واحد مثل إنفيديا.
من الفكرة إلى التصنيع: لماذا تايوان في قلب المشهد؟
يرى محللون أن اختيار ألتمان لتايوان ليس مفاجئًا، إذ تُعد شركة TSMC الشريك الأبرز عالميًا في تصنيع المعالجات المتقدمة بدقة 3 نانومتر، وهو ما يجعلها وجهة طبيعية لأي مؤسسة تسعى لبناء شرائح مصممة خصيصًا. أما Foxconn، فتُعد ركيزة أساسية في تصنيع الخوادم على نطاق ضخم، ما يجعلها القاعدة الصناعية المثالية لدعم مشروع بحجم Stargate الذي قد تصل قيمته إلى نصف تريليون دولار.
وفق التقارير، ناقش ألتمان مع Foxconn خطط إنتاج خوادم الذكاء الاصطناعي التي ستشكل البنية التحتية لمراكز البيانات العملاقة التي يتضمنها المشروع. في المقابل، ركّزت مباحثاته مع TSMC على إمكانية بدء خط إنتاج مخصّص لشرائح ASIC الخاصة بـ OpenAI، والتي قد يتم دمجها فعليًا عام 2026 إذا سارت الخطط على النحو المتوقع.
ملامح مشروع الشرائح المخصّصة
- التقنية المستخدمة: يُتوقع أن يعتمد المشروع على تقنية تصنيع الشرائح بدقة 3 نانومتر من شركة TSMC.
- البداية: انطلق المشروع بفريق مشترك بين OpenAI وBroadcom.
- التحول الداخلي: بدأت OpenAI بالاعتماد على خبرات داخلية بعد استقطاب مهندسين من مشروع TPU التابع لجوجل.
- الهدف الاستراتيجي: تقليل الاعتماد على شركة إنفيديا، وتوفير بدائل استراتيجية في سوق تهيمن عليه جهة واحدة.
- الاستخدامات المتوقعة: الشرائح ستُستخدم لتلبية احتياجات التدريب والاستدلال في تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
هذا التحول نحو تطوير شرائح داخلية يضع OpenAI في موقع مماثل لعمالقة آخرين مثل أمازون ومايكروسوفت، اللتين تبحثان أيضًا عن استراتيجيات بديلة عبر بناء وحدات معالجة مخصصة أو توسعة تعاوناتهما مع جهات تصنيع آسيوية، في محاولة لمواجهة ندرة المعروض وارتفاع تكاليف وحدات GPU من إنفيديا.
"في حال نفذت OpenAI مشروعها بالشكل المعلن، فإنها ستصبح أول من يجرب نموذجًا صناعيًا منافسًا لإنفيديا على أرض الواقع".
— باحث في سياسات الذكاء الاصطناعي
انعكاسات على مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي
زيارة ألتمان تمثل خطوة حاسمة في معركة السيطرة على الموارد الحسابية للذكاء الاصطناعي، حيث تتنافس شركات أمريكية وآسيوية وأوروبية لجعل نفسها جزءًا من السلسلة الصناعية لما قد يصبح أهم بنية تحتية في العقد المقبل. ومهما بدت الخطط طموحة، فإن تحديات مثل صعوبة سلاسل الإمداد، التوترات الجيوسياسية بين واشنطن وبكين، والتكاليف الهائلة لتطوير شرائح جديدة ستفرض نفسها خلال كل مرحلة من التنفيذ.
حين تُنفّذ هذه الرؤية، قد يُكتب للولايات المتحدة أن تمتلك "مصافي بيانات" تضاهي استراتيجيتها في الطاقة أو الفضاء، إلا أن منحنى المخاطر يبقى عاليًا. السؤال الأهم ليس فقط: هل ستنجح OpenAI في تصنيع شرائحها الخاصة؟ بل: أي تحولات ستفرضها هذه الخطوة على ميزان القوى في صناعة الذكاء الاصطناعي عالميًا؟