ذكاء اصطناعي

أوبن آي تقتحم مشهد التكنولوجيا وتقلب موازين المنافسة مع عمالقة وادي السيليكون خلال يومين

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أطلقت OpenAI ميزة التسوق عبر ChatGPT، مما ينافس غوغل وأمازون في التجارة الإلكترونية.

كشفت OpenAI عن تطبيق "سورا" للفيديو القصير، مُنَافِسًا لتيك توك وإنستغرام.

يسمح "سورا" بتوليد مقاطع مرئية قصيرة من أوامر كتابية بسهولة.

تسعى OpenAI لإعادة تعريف المشهد الرقمي، مواجهًا عمالقة التقنيات الكبرى.

تشكل هذه التطورات فرصة للإبداع لكنها تثير تساؤلات حول المحتوى الاصطناعي.

أعلنت شركة OpenAI خلال يومين متتاليين عن إطلاق ميزتين جديدتين وضعت بها نفسها في مواجهة مباشرة مع عمالقة التقنية مثل غوغل وأمازون ومِيتا وتيك توك، في خطوة تعكس طموحها في توسيع هيمنتها خارج حدود تطبيقات المحادثة الذكية. ففي يوم الاثنين، أضافت الشركة خاصية للتسوق المباشر عبر ChatGPT، تتيح للمستخدمين شراء منتجات من بائعي Etsy داخل واجهة المحادثة، فيما كشفت الثلاثاء عن تطبيق جديد للفيديوهات القصيرة يعتمد على نموذجها المتطور لتوليد المقاطع المرئية "سورا".


تسوق مباشر من داخل المحادثة

الميزة الأولى بدت وكأنها خطوة طبيعية لدمج التجارة الإلكترونية داخل حوارات الذكاء الاصطناعي. فالمستخدم بات قادرًا على البحث عن منتج، والحصول على توصيات، ثم شرائه مباشرة دون مغادرة واجهة ChatGPT. وهو أمر يعكس تشابهًا ملحوظًا مع نتائج بحث غوغل المليئة بخيارات الشراء، ومع زر "اشتر الآن" الذي تبنته أمازون. وبحسب المدونة الرسمية لـOpenAI، سيدفع البائعون رسومًا صغيرة على كل معاملة ناجحة، ما يشير إلى توجه الشركة نحو نموذج ربحي أقرب إلى المنصات المتخصصة في التجارة الإلكترونية.

هذا التكامل قد يغير معادلة المنافسة من خلال نقل عملية اتخاذ القرار الشرائي إلى مساحة المحادثة، بدلًا من البحث التقليدي عبر محركات البحث. لكنه في الوقت نفسه يثير تساؤلات حول مصداقية التوصيات: هل ستظل محايدة و"موجهة من الذكاء الاصطناعي" فقط، أم أنها ستتأثر بالتحالفات التجارية ورسوم الإدراج؟


فيديوهات قصيرة بُنيت بالكامل بالذكاء الاصطناعي

الإعلان الثاني كان أكثر جرأة: إطلاق تطبيق "سورا" للفيديوهات القصيرة، وهو منصة تعرض محتويات مُنشأة بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي. يقوم المستخدم بكتابة جملة واحدة أو وصف، فيحوّلها النموذج إلى مقطع قصير شبه واقعي ضمن ثوانٍ معدودة. بذلك يدخل التطبيق في منافسة مباشرة مع تيك توك وإنستغرام Reels، ولكن مع فارق جوهري: كل المحتوى اصطناعي بالكامل.

تُسوّق الشركة لفكرتها باعتبارها مساحة للإبداع والتجريب، حيث يمكن للأشخاص ابتكار لقطات غير مألوفة أو أعمال فنية جديدة. إلا أن التحديات هنا تبدو أكبر من الفرص؛ إذ حذر سام ألتمان في مدونته الشخصية من احتمالية أن يتحول التطبيق إلى منصة إدمان تشبه منصات الترفيه الحالية أو أن يستغل للتنمر وإنشاء محتويات مُضللة. وكتب: "ما يهم هو أن يشعر المستخدم بعد ستة أشهر بأن حياته باتت أفضل مع سورا مما كانت عليه من دونه".

  • إمكانية توليد مقاطع فيديو قصيرة من أوامر كتابية.
  • خوارزمية تفضّل الإبداع وتتيح تخصيصًا فرديًّا للتجربة.
  • الاعتماد على شبكة اجتماعية داخلية لعرض مقاطع الأصدقاء.
  • اشتراط "اعتراض الناشرين" لإيقاف استخدام محتواهم بدلًا من "طلب الإذن".

انعكاسات على معركة العمالقة

ذو صلة

بالتزامن مع وصول ChatGPT إلى أكثر من 700 مليون مستخدم أسبوعيًا، يتضح أن الشركة لا تكتفي بدور "المساعد اللغوي"، بل تسعى إلى إعادة رسم حدود الإنترنت التجاري والترفيهي. ومع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية تضعها أمام عدة جبهات من المواجهة: غوغل في البحث، أمازون في الشراء السريع، ميتا وتيك توك في الفيديو القصير. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الشركة سبق وأن أشارت إلى توسعات مشابهة في مجالات أخرى مثل منافسة المنصات المهنية من خلال مبادرات توظيف وشهادات مهارية.

المشهد اليوم يحمل ملامح سباق مزدوج: من جهة، تسابق شركات التقنية الزمن لتثبيت مكانتها في مجالاتها التقليدية، ومن جهة أخرى، يسعى لاعب جديد مدعوم بالذكاء الاصطناعي لإعادة تعريف الهياكل نفسها. وفي حالات التجربة المبكرة مثل "سورا"، قد تنشأ فرص إبداعية هائلة، لكنها قد تفتح الباب في الوقت نفسه أمام أزمات ثقة ومساءلة قانونية. والسؤال الحقيقي هو: هل سيدفع المستخدمون نحو قبول هذه البدائل الجديدة كجزء طبيعي من حياتهم الرقمية، أم أن الخط الفاصل بين الواقع والمحتوى الاصطناعي سيظل عائقًا نفسيًا لا يمكن تجاوزه بسهولة؟

ذو صلة