تطبيق سورا الشهير من OpenAI يقترب من الظهور على أجهزة أندرويد

3 د
أدرجت OpenAI تطبيقها Sora على Google Play، مع توفر التسجيل المسبق في أمريكا وكندا.
يكشف Sora 2 تحسينات في الحركة والإضاءة، ويتيح تجربة اجتماعية كمنصات المحتوى القصير.
ميزة "Cameos" تضيف وجوه وأصوات المستخدمين بأمان، مع تحكم كامل في الخصوصية.
يواجه Sora منافسة مباشرة مع Google Veo، برهان على مجتمع مستخدمي ChatGPT.
أدرجت شركة OpenAI تطبيقها لصناعة الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي "Sora" على متجر Google Play، لتبدأ مرحلة التسجيل المسبق لمستخدمي أجهزة أندرويد في الولايات المتحدة وكندا بعد نحو أسبوعين فقط من إطلاق التطبيق بنسخته المخصصة لهواتف آيفون. الخطوة تمثل توسعًا سريعًا في انتشار التطبيق الذي أثار موجة واسعة من النقاش حول مستقبل إنتاج الفيديو المعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي.
توسّع مدروس بعد نجاح الإصدار الأول
يأتي هذا الإطلاق بعد أن كشفت OpenAI عن الجيل الثاني من نموذجها الخاص بالفيديو Sora 2، الذي قدّم تحسينات في جودة الحركة والإضاءة وفهم المشاهد. التطبيق الجديد لا يقتصر على إنتاج مقاطع الفيديو من نصوص مكتوبة فحسب، بل يوفر كذلك تجربة تصفح وتفاعل اجتماعي أشبه بمنصات المحتوى القصير مثل TikTok وInstagram، إذ يتيح للمستخدمين إنشاء ومشاركة مقاطعهم ضمن موجز مخصص يعتمد على اهتماماتهم وتفضيلاتهم السابقة.
مزايا جديدة وتجربة أكثر تفاعلية
من أبرز الخصائص التي أضافتها OpenAI ميزة "Cameos"، والتي تتيح استخدام ملامح وجه وصوت المستخدم - أو أصدقائه بموافقتهم - داخل مقاطع الفيديو التي يولدها الذكاء الاصطناعي. يتطلب تفعيل الميزة تسجيلًا قصيرًا للتحقق من الهوية وحماية الخصوصية، بينما تسمح إعدادات التطبيق بالتحكم بمن يمكنه استخدام هذه البيانات في المقاطع.
- تسجيل مسبق متاح حاليًا فقط في الولايات المتحدة وكندا.
- واجهة استخدام تشبه شبكات الفيديو القصير، مع موجز مخصص (Feed).
- ميزة "Cameos" لإدراج الوجوه والأصوات بطريقة آمنة ومصرّح بها.
- تحسينات في جودة توليد الفيديو مقارنة بالإصدار الأول من النموذج.
ورغم أن المستخدمين خارج هذه المناطق يمكنهم رؤية التطبيق على Play Store، إلا أنّ التحميل غير متاح بعد مع ظهور رسالة "هذا العنصر غير متوفر في بلدك". هذا يعني أن OpenAI تختبر نطاق الإطلاق تدريجيًا قبل التوسع عالميًا، في خطوة تتشابه مع استراتيجيات سابقة اتبعتها شركات الذكاء الاصطناعي مع منتجاتها الجديدة.
منافسة مباشرة مع Google Veo
إطلاق Sora على أندرويد يضع OpenAI في مواجهة مباشرة مع Google، التي أطلقت نموذجها المتقدم Veo 3 مؤخرًا ليتيح توليد الفيديوهات بصوت وصورة عالية الجودة. وعلى الرغم من أن Veo 3 يستفيد من منظومة منتجات Google المدمجة، فإن Sora تراهن على قوة مجتمع المستخدمين حول ChatGPT وتكامل التطبيق مستقبلاً مع أدوات OpenAI الأخرى عبر واجهات موحدة.
في هذا السياق تتضح ملامح المشهد الجديد للتنافس في مجال توليد الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي: من جهة سعي OpenAI إلى الاحتفاظ بزخم Sora كمنتج جماهيري، ومن جهة أخرى رغبة Google في ترسيخ حضور Veo كأداة احترافية للمبدعين وصنّاع المحتوى.
ذكاء اصطناعي أقرب للمستخدم العادي
التطبيق لا يشكّل مجرد استعراض لقدرات تقنية متقدمة، بل يمثل تحوّلًا في الطريقة التي يُدار بها الإبداع الرقمي. فتحويل عملية إنتاج الفيديو من مهمة معقدة إلى تجربة يمكن تنفيذها في دقائق داخل الهاتف يحمل مزيجًا من الوعد والمخاطرة: وعد بدمقرطة صناعة المحتوى، ومخاطرة بتحديات الأصالة والخصوصية. ومع تصاعد المنافسة بين الشركات، يبدو أن المستخدم العادي سيكون المستفيد الأول من هذه الموجة المتسارعة، شرط أن ترافقها آليات رقابة وحماية فعالة.
يبقى السؤال ما إذا كانت OpenAI ستستطيع نقل نفس الحماس الذي رافق Sora على iOS إلى قاعدة أندرويد الأكثر اتساعًا، خاصة مع وجود بدائل قوية من Google ومطوّرين مستقلين. ومع اقتراب نهاية العام، قد تكون ساحة الذكاء الاصطناعي التوليدي على الهواتف الذكية إحدى أكثر الجبهات إثارة في سباق التكنولوجيا القادم.