ذكاء اصطناعي

تحول مفاجئ من OpenAI بشأن استخدام الأعمال المحمية بحقوق النشر في تطوير Sora

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أعلنت OpenAI عن تعديل سياستها لمنح أصحاب الحقوق تحكمًا أكبر في استخدام أعمالهم في Sora.

التغيير يشمل التحول من آلية "الانسحاب" إلى "الاختيار المسبق" لزيادة الشفافية.

تعهّدت OpenAI بإيجاد آليات مالية تحمي حقوق المبدعين.

سيتم تحسين واجهات المستخدم لتوضيح مدى سماحية المحتوى المستخدم.

يمثل هذا التحول خطوة نحو توازن بين الابتكار وحماية الحقوق الإبداعية.

في خطوة لافتة على مستوى التعامل مع حقوق النشر في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة OpenAI عن تعديل سياستها الخاصة باستخدام الأعمال المحمية بحقوق الملكية في تطبيق الفيديو Sora، واضعة بذلك ضوابط جديدة تمنح أصحاب الحقوق قدرة أكبر على التحكم في كيفية ظهور شخصياتهم وأعمالهم داخل المقاطع التي يُنشئها المستخدمون. يأتي القرار بعد أسابيع من الجدل الذي أثارته الشركة بشأن آلية "الانسحاب المسبق" التي كانت تتوقع من الأطراف المتضررة اتباعها لتجنّب تضمين محتواهم في المقاطع المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي.


تحوّل من «الانسحاب» إلى «الاختيار المسبق»

التغيير الجديد يعني أن مشاركة المواد الخاضعة لحقوق الملكية الفكرية في نظام Sora لن تتم تلقائيًا إلا بعد موافقة أصحابها، أي أن الآلية أصبحت "اختيارًا صريحًا" بدل "انسحابًا إلزاميًا". هذا التحول وُصف بأنه خطوة نحو مزيد من الشفافية مع مجتمع الفنّانين وشركات الإنتاج، خصوصًا بعد توسّع قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي على إعادة تكوين العالم البصري وإدماج الشخصيات الشهيرة والمشهورة ضمن محتوى جديد.

  • إتاحة خيار تحكم لأصحاب الحقوق بشأن كيفية استخدام شخصياتهم وأعمالهم.
  • تحويل النظام من آلية "الانسحاب" إلى "الاختيار المسبق".
  • تعهّد OpenAI بإيجاد آليات مالية لتغطية تكاليف إنتاج الفيديو بالذكاء الاصطناعي دون الإضرار بالمبدعين.
  • تحسين واجهات المستخدم داخل Sora لتوضيح مدى سماحية المحتوى المستخدم.

من بيان الرئيس التنفيذي سام ألتمان

"نعمل على توازن بين الابتكار وحماية الحقوق الإبداعية"


خلفية تجارية وتقنية متشابكة

تطبيق Sora، الذي تطوّره OpenAI، يعد أول منصة تجمع بين توليد المقاطع بالذكاء الاصطناعي وتجربة المشاركة الاجتماعية في واجهة تشبه منصات الفيديو القصيرة. وقبيل إطلاقه، كانت الشركة قد وضعت سياسات لاستخدام المحتوى الأدبي والبصري تتيح للنظام الوصول الواسع إلى المواد المحمية، مما استدعى تحرك هيئات الإنتاج الكبرى ووكالات المواهب للمطالبة بإيقاف هذه الممارسة. الردّ الحالي يُعيد رسم العلاقة بين مطوري الذكاء الاصطناعي وأصحاب الحقوق بطريقة يُعتقد أنها ستؤسس لنموذج شراكة أكثر نضجًا.

من الناحية التقنية، يُتوقّع أن تواجه الشركة تحديًا في كيفية تعريف النظام لما هو "مملوك بحقوق" وما هو "حر الاستخدام"، إذ يتطلب ذلك تحسينات في أنظمة التعرف على العناصر البصرية (Visual Recognition) وربطها بقواعد بيانات الحقوق والموافقات الجديدة.


ماذا تعني الخطوة لمستقبل المحتوى المُولّد بالذكاء الاصطناعي؟

ذو صلة

يتزامن هذا التحول مع تصاعد النقاش العالمي حول العلاقة بين الإبداع البشري والأنظمة التوليدية، خاصة في ظل دعاوى قضائية متزايدة ضد نماذج الذكاء الاصطناعي التي تتعلم من أعمال محمية دون ترخيص مسبق. وبقدر ما يُمثل توجه OpenAI محاولة لتجنّب صدام قانوني قد يُبطئ انتشار أدواتها، فإنه يعكس نضوجًا في إدراك أهمية البنية التشريعية لحماية الفنّانين ووكلاءهم من الاستخدام غير المرخص.

خطوة كهذه تفتح الباب أمام نموذج جديد لعقود الترخيص الرقمية في بيئة الذكاء الاصطناعي، وربما تمهّد لبروز "اقتصاد حقوق الاستخدام التوليدي" الذي يُعيد توزيع قيمة الابتكار بين المبرمج والفنّان والمستخدم معًا. أما في واقع الأسواق، فستشكل النماذج القادمة من Sora اختبارًا حقيقيًا لكيفية تحقق هذا التوازن بين الحرية الإبداعية والمسؤولية القانونية، وهو توازن سيحدد مستقبل المشهد الإعلامي المرئي خلال العقد المقبل.

ذو صلة