ذكاء اصطناعي

مفاجأة من أوبن أي آي: تطبيق اجتماعي جديد لمقاطع الفيديو الذكية على وشك الإطلاق

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

تطلق OpenAI تطبيق فيديو جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي "Sora 2".

يعتمد التطبيق على واجهة مألوفة تقدم مقاطع فيديو مولدة بالكامل.

يتيح التطبيق إنشاء مقاطع تصل إلى 10 ثوانٍ ويمنع رفع المحتوى التقليدي.

شهد التطبيق تفاعلاً داخليًا إيجابيًا مما يشير لاهتمام كبير.

يواجه التطبيق تحديات تتعلق بالملكية الفكرية وأمان الأطفال.

تستعد شركة OpenAI لإطلاق تطبيق اجتماعي جديد مخصص للفيديوهات المُولّدة بالذكاء الاصطناعي عبر نموذجها الأحدث "Sora 2"، في خطوة تعكس رغبتها في دخول سوق المنصات الترفيهية القصيرة ومنافسة لاعبين كبار مثل تيك توك ومثيلاتها. التطبيق، بحسب تقارير حديثة، يقدم تجربة تشبه تطبيقات الفيديو العمودية الكلاسيكية لكن مع فارق أساسي: كل المحتوى المعروض مُنشأ بالذكاء الاصطناعي بالكامل.


تصميم مألوف... بمحتوى غير مألوف

يعتمد التطبيق على واجهة تمرير عمودية مع صفحة "للأجلك" مدعومة بخوارزمية توصية، إلى جانب خيارات للتفاعل مثل الإعجاب والتعليق وإعادة الدمج (Remix). على عكس المنصات الأخرى، لا يسمح التطبيق برفع محتوى تقليدي من هاتف المستخدم، بل يتيح فقط إنشاء مقاطع مُولّدة يصل طولها حتى 10 ثوانٍ بالاعتماد على "Sora 2".

التطبيق أُطلق داخليًا في الشركة مؤخرًا، ويبدو أن التجربة أثارت تفاعلاً إيجابيًا بين الموظفين، إلى درجة أن بعض المديرين رأوا في الاستخدام الكثيف له تهديدًا لإنتاجية العمل. هذا التوجه قد يعيد للأذهان كيف أطلق إطلاق ChatGPT كتطبيق مستقل موجة اهتمام مشابهة سابقًا، قبل أن يصبح جزءًا أصيلًا من أسلوب تفاعل الجمهور مع محتوى النصوص الذكية.


الهوية الرقمية والفرص المحتملة

واحدة من الميزات الأكثر لفتًا للانتباه هي خاصية التحقق من الهوية، والتي تسمح للمستخدمين بإثبات شخصياتهم الرقمية ثم الاستفادة من صورهم في الفيديوهات المُولّدة. يمكن للآخرين كذلك "وسم" أصدقائهم داخل المقاطع، مع تنبيه يصل دائمًا للشخص المُستخدم حتى وإن لم يُنشر الفيديو. هذه الخطوة تعكس محاولة جادة للعب على مساحة الترفيه الشخصي دون السماح بالانتحال غير المصرّح به.

  • المقاطع محدودة الطول إلى 10 ثوانٍ فقط.
  • لا يسمح التطبيق برفع فيديوهات أو صور تقليدية.
  • إشعارات تلقائية عند استخدام صورة شخصية في أي محتوى جديد.
  • التجربة الداخلية لاقت تفاعلاً عاليًا من موظفي الشركة.

منافسة مشتعلة بين عمالقة التقنية

إطلاق "Sora 2" يأتي في وقت تتحرك فيه شركات كبرى لتثبيت وجودها في هذا المجال. فقد أطلقت ميتا مؤخرًا ميزة "Vibes" في تطبيقها للذكاء الاصطناعي، وهو قسم مخصص لمشاركة الفيديوهات المُنشأة اصطناعيًا، بينما كشفت جوجل عن دمج نموذجها "Veo 3" داخل يوتيوب. في المقابل، تحاول تيك توك فرض ضوابط على نوعية الفيديوهات الذكية المسموح بها، خاصة تلك التي تُعتبر مضللة أو مضرة.

لكن ما قد يمنح OpenAI أفضلية ملموسة هو توقيت الإطلاق، خاصة مع تذبذب مستقبل تيك توك في السوق الأمريكي بسبب الجدل التنظيمي والصفقات غير المكتملة. يُحتمل أن ينظر المستثمرون والجمهور لهذا المشروع باعتباره "مساحة محايدة" بعيدة عن التجاذبات الجيوسياسية.


بين الابتكار والمخاطر التنظيمية

ذو صلة

رغم الفرص الكبيرة، فإن التطبيق لا يخلو من التحديات. الشركة ما زالت تواجه دعاوى قضائية تتعلق بالملكية الفكرية، أبرزها من صحيفة نيويورك تايمز، بالإضافة إلى ضغوط متزايدة حول أمان الأطفال على منصاتها. هذه القضايا قد تنعكس على مستقبل التطبيق، الذي بدوره يحتاج إلى وضع آليات دقيقة لتصفية المحتوى وإثبات أنه ليس مجرد بديل مسلٍّ لتيك توك، بل منتج يُراهن على أفق جديد للتفاعل الإبداعي بين البشر والتقنية.

قد يعيد "Sora 2" تعريف العلاقة بين المستخدمين ووسائل التواصل المرئية، لا كساحة للبث الشخصي فقط، بل كمختبر ترفيهي لصناعة هوية بصرية بديلة بمساعدة الخوارزميات. وإذا ما نجحت OpenAI في موازنة الإبداع مع الأمان، فقد يتحول التطبيق الجديد إلى منصة رئيسية تعيد صياغة مفهوم "الغناء الرقمي" بالصورة والحركة بدل الكلمة والنص.

ذو صلة