ذكاء اصطناعي

توقيت غير مناسب لإطلاق مشروع ستارغيت من أوبن إيه آي

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

افتتحت OpenAI مركز بيانات ضخم "Stargate" في تكساس معتمدًا على تقنيات Nvidia وOracle.

التساؤلات تتزايد حول مصدر الطاقة الضخم المطلوب لتشغيل مركز البيانات الجديد.

تقديرات الطاقة تشير إلى استهلاك يكفي 8 ملايين منزل أميركي.

الاستثمارات المحتملة في OpenAI قد تتجاوز 850 مليار دولار رغم مخاوف الركود.

المنافسة العالمية تتصاعد مع إعلان علي بابا عن ضخ استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي.

افتتحت شركة OpenAI أول مركز بيانات ضخم ضمن مشروعها المعروف باسم "Stargate" في مدينة أبيلين بولاية تكساس، بدعم من بنية تحتية تعتمد على معالجات وإنظمة Nvidia، إضافة إلى خدمات Oracle Cloud. هذا الإعلان الذي طال انتظاره جاء في لحظة دقيقة للغاية، إذ تزامن مع تصاعد الشكوك في الأسواق حول استدامة النمو السريع للذكاء الاصطناعي، وسقوط أسهم Nvidia وOracle بعد يوم واحد فقط من إعلان شراكة بمئة مليار دولار بينهما وبين OpenAI.


الطموح الكبير يصطدم بعراقيل الطاقة والاقتصاد

ورغم أن المشروع يقدّم خطوة عملية في مسار خطط OpenAI العملاقة، التي قد تصل استثماراتها إلى 850 مليار دولار على مدى أعوام مقبلة، إلا أن التساؤلات لا تتوقف حول مصدر الطاقة القادر على تزويد مراكز بيانات تحتاج إلى طاقة تعادل إنتاج 17 مفاعلًا نوويًا. هذه المخاوف التقنية والبيئية تتقاطع مع إشارات مقلقة من الاقتصاد الأميركي، بعدما حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من احتمالية دخول الاقتصاد في حالة "ركود تضخمي"، ما يزيد من شكوك المستثمرين تجاه استدامة مثل هذه المشاريع الضخمة.

أما في البعد المالي، فاعتماد OpenAI الكبير على Nvidia قد يشبه في رأي بعض المراقبين ما جرى في فقاعة الإنترنت مطلع الألفية، عندما ضخت الشركات استثمارات هائلة في البنية التحتية دون مردود واقعي على المدى القصير. ورغم ذلك، يؤكد المدير التنفيذي سام ألتمان أن "هذا ما يتطلبه الأمر" لمواءمة التطورات التقنية مع حجم الطلب المتوقع على نماذج الذكاء الاصطناعي.

  • افتتاح أول مركز بيانات Stargate في تكساس.
  • طاقته التشغيلية تعتمد على Nvidia وOracle.
  • تقديرات باستهلاك كهرباء تكفي 8 ملايين منزل أميركي.
  • استثمارات مستقبلية قد تتجاوز 850 مليار دولار.
  • تذبذب أسواق المال يثير مقارنات مع فقاعة الإنترنت.

- تقرير CNBC

"يتساءل المستثمرون: من أين ستأتي كل هذه الطاقة؟"


انعكاسات على سوق الذكاء الاصطناعي العالمي

ما يزيد من حساسية الوضع أن المنافسة العالمية على الاستحواذ على تقنيات الذكاء الاصطناعي تتسارع. فشركة علي بابا أعلنت من هونغ كونغ نيتها رفع حجم استثماراتها في هذا القطاع لتتجاوز 53 مليار دولار خلال ثلاث سنوات، مما يعكس سباقًا محمومًا بين الشركات الأميركية والآسيوية على قيادة هذا المجال. هذه المعطيات تجعل توقيت إعلان OpenAI عن مركزها الجديد مزدوج التأثير: إنجاز تقني ضخم من جهة، ومصدر لإثارة التساؤلات حول قابلية الاستمرار من جهة أخرى.

ذو صلة

في السياق نفسه، يربط مراقبون هذا التحول بواقع الأسواق المالية الذي شهد تراجعًا في مؤشرات كبرى مثل S&P 500، بينما واصلت مؤشرات آسيوية مثل هانغ سنغ الصعود مدفوعة بالتفاؤل بشأن توسع الشركات التقنية الصينية. ويتضح من ذلك أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لن يُرسم فقط في وادي السيليكون، بل سيتحدد أيضًا وفق سياسات وأسواق ناشئة في آسيا وأوروبا.

يعكس هذا التوتر بين الطموح التكنولوجي والواقع الاقتصادي معضلة العصر الرقمي الراهن: التقنية تتسارع بشكل غير مسبوق، لكن البنية التحتية والسياسات الاقتصادية لم تلحق بعد بهذا الإيقاع. وبينما يتساءل المستثمرون عن استدامة النموذج، يبقى السؤال الأكبر مطروحًا: كيف سيتوازن مشهد الذكاء الاصطناعي بين الحاجة إلى مزارع بيانات هائلة وبين الضغوط البيئية والاقتصادية؟ ربما يكون النجاح الحقيقي لمن يتمكن من إيجاد حلول متوازنة ومستدامة أكثر من مجرد سباق على الأرقام الضخمة.

ذو صلة