مشروع «ستارغيت» من أوبن إيه آي يتجاوز 500 مليار دولار بطاقة تكفي مدينة كاملة

3 د
كشفت أوبن إيه آي عن مشروع «ستارغيت» بتكلفة تقدر بـ500 مليار دولار.
يتوزع المشروع على خمسة مواقع رئيسية في الولايات المتحدة.
تهدف الشركة إلى تحقيق قدرة تشغيلية تصل إلى عشرة غيغاواط.
يُتوقع ضغوط كبيرة على شبكات الكهرباء المحلية بسبب الطلب المتزايد.
قد يؤدي المشروع إلى زيادة الطلب على الطاقة المتجددة والشرائح الإلكترونية المتقدمة.
في إعلان مثير نهاية سبتمبر، كشفت شركة أوبن إيه آي عن خطتها لإطلاق مشروع ضخم تحت اسم «ستارغيت» لتشييد شبكة عالمية من مراكز البيانات القادرة على تشغيل أقوى أنظمة الحوسبة الحديثة. المشروع الذي يُقدَّر أن تصل كلفته إلى نحو 500 مليار دولار سيحتاج إلى طاقة كهربائية تعادل استهلاك مدينة كبرى بأكملها، ما يعكس حجم القفزة المقبلة في البنية التحتية للحوسبة والتطبيقات الرقمية العالمية.
خمسة مواقع رئيسية لاستضافة المشروع
يتوزع «ستارغيت» على خمسة مواقع في الولايات المتحدة تشمل مقاطعة شاكلفورد في تكساس، مقاطعة دونا آنا في نيو مكسيكو، مدينة لوردستاون في أوهايو، مقاطعة ميلام في تكساس، بالإضافة إلى موقع غير معلن في منطقة الغرب الأوسط، فضلًا عن المقر الرئيسي في مدينة أبيليـن بولاية تكساس. وفقًا للتفاصيل التي نشرتها الشركة، تُقدر المرحلة الأولى بتكلفة 400 مليار دولار لتوليد قدرة حوسبية تصل إلى سبعة غيغاواط.
وللمقارنة، يستهلك نظام الكهرباء في مدينة نيويورك نحو ستة غيغاواط وفقًا لتحليل من منصة Apollo Academy، ما يجعل المشروع أقرب في حجمه إلى بنية مدينة كاملة تعمل بالحوسبة عالية الكثافة.
أهداف اقتصادية وطموحات تفوق البنية الحالية للطاقة
أكد الرئيس التنفيذي سام ألتمان في البيان الرسمي أن الهدف النهائي يتمثل في الوصول إلى قدرة تشغيلية تبلغ عشرة غيغاواط، بتكلفة إجمالية تقارب نصف تريليون دولار. هذا الحجم من الاستثمار يشير إلى رغبة الشركة في السيطرة على مستقبل الحوسبة السحابية المتقدمة، وربما إعادة تشكيل خريطة مراكز البيانات العالمية. وقد أبرمت الشركة بالفعل عقودًا تصل قيمتها إلى تريليون دولار للعام 2025، في وقت تشهد فيه شركات كبرى مثل مايكروسوفت وميتا زيادة غير مسبوقة في الإنفاق الرأسمالي لتوسيع القدرة الحوسبية.
يشير محللون إلى أن الطلب المتزايد على الطاقة سيخلق ضغوطًا كبيرة على شبكات الكهرباء المحلية، وربما يدفع الحكومات إلى تسريع الاستثمار في الطاقة النظيفة ومصادر التبريد المتقدمة. تقرير حديث من مؤسسة RAND يتوقع أن يتجاوز الطلب العالمي على قدرات مراكز البيانات 327 غيغاواط بحلول عام 2030، ما يعني مضاعفة الحاجة الحالية بمعدل غير مسبوق.
انعكاسات محتملة على سوق التقنية والطاقة
يرى خبراء أن «ستارغيت» ليس مجرد توسع في قدرات الحوسبة، بل يمثل تحولاً في مفهوم الصناعات التقنية، من فضاء البرمجيات إلى البنية الصلبة للبنية التحتية. وإذا تحقق المشروع بالحجم المخطط له، فقد يقود إلى تضاعف الطلب على الشرائح الإلكترونية المتقدمة، وعلى الطاقة المتجددة القادرة على تغذية ملايين الخوادم بشكل مستدام.
يستحضر هذا الاتجاه الجهود الأخيرة حول مراكز البيانات المستدامة، حيث تتسابق الشركات لتقليل بصمتها الكربونية وتوظيف الابتكارات في أنظمة التبريد وإعادة استخدام الحرارة ومصادر الطاقة البديلة.
وبالنظر إلى سرعة التطورات الراهنة، يبدو أن الاستثمار في مراكز البيانات العملاقة سيصبح محورًا رئيسيًا في التنافس التقني بين الشركات الكبرى، مع احتمال نشوء تحالفات غير متوقعة بين منتجي الطاقة وشركات البرمجيات خلال الأعوام القليلة المقبلة.









