ذكاء اصطناعي

OpenAI تشدّد الحماية على نماذجها..لا نسخ بعد اليوم يا DeepSeek 🙄

OpenAI تشدّد الحماية على نماذجها..لا نسخ بعد اليوم يا DeepSeek 🙄
مجد الشيخ
مجد الشيخ

4 د

فرضت OpenAI إجراءات جديدة لتوثيق هوية المطورين لمنع إساءة استخدام تقنياتها.

تهدف هذه الخطوة للحد من استغلال المنافسين لمخرجات OpenAI في نماذجهم المنافسة.

أظهرت دراسة أن نموذج DeepSeek-R1 يستخدم أساليب مشابهة لنماذج OpenAI بنسبة 74%.

لم تُعلق OpenAI وDeepSeek على الدراسة، ولكن القلق من تقليد مخرجاتها مستمر.

تثير هذه الخلافات تساؤلات حول حقوق الملكية الفكرية في الذكاء الاصطناعي.

تشهد الساحة التقنية اليوم منافسة ساخنة بين كبرى الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها شركة OpenAI الأمريكية. في أحدث خطوة لها، فرضت OpenAI إجراءات صارمة جديدة تلزم المطورين بتقديم وثائق تثبت هويتهم الشخصية، وذلك للحصول على إمكانية الوصول إلى أحدث وأقوى نماذج الذكاء الاصطناعي التي تطورها الشركة.


لماذا اتخذت OpenAI هذه الخطوة؟

بحسب التصريحات الرسمية من OpenAI، فإن الهدف الأساسي من هذا الإجراء يكمن في وقف إساءة الاستخدام وتقليل فرص الاستغلال الخاطئ للتقنيات المتقدمة. إلا أن هناك سببًا أكثر عمقًا وراء هذا القرار المفاجئ. فقد ظهرت مؤخراً دلائل تشير إلى أن شركات منافسة ربما لجأت لاستخدام مخرجات تقنيات OpenAI بهدف تدريب نماذج ذكاء اصطناعي مماثلة ومنافسة، وهو ما يُمثّل تهديدًا لحقوق الملكية الفكرية الخاصة بـ OpenAI.

من أبرز الأسماء التي دار الحديث حولها في هذا السياق تصميم "DeepSeek-R1" الصيني، فقد توصلت شركة Copyleaks - المختصة في كشف المحتوى الذي أنتجته أدوات الذكاء الاصطناعي - عبر بحث أجرته على اختلاف الأنماط والأساليب الكتابية للنماذج، إلى أن نسبة 74% من النصوص التي ينشئها نموذج DeepSeek-R1 تحتوي على بصمات أسلوبية مشابهة بشكل كبير لنماذج OpenAI. بعبارة أكثر وضوحًا، فإن نموذج DeepSeek-R1 يكاد يكون "تقليدًا" واضحًا لنموذج OpenAI.


ماذا يعني هذا في عالم الذكاء الاصطناعي؟

تخيل أنك كتبت نصًا ما واكتشفت أن أحدًا آخر نسخ أسلوبك الكتابي بشكل تام تقريبًا، هذا بالتحديد ما يُطلق عليه "التقطير" أو "Distillation" في لغة تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يتم تدريب نموذج جديد باستخدام النصوص والمخرجات التي أنتجتها نماذج أخرى ذات إمكانيات متقدمة. ورغم أن هذه الطريقة معروفة في الدوائر البحثية والتقنية، إلا أن استخدامها بدون موافقة واضحة من صاحب النموذج الأصلي يشكل تعديًا واضحًا على حقوق الملكية وشروط الاستخدام، خصوصًا حين تكون النماذج المستخدمة مملوكة لشركات خاصة مثل OpenAI.


هل DeepSeek فقط من فعل هذا؟

الدراسة التي قامت بها Copyleaks لم تقتصر على DeepSeek وحدها، وإنما شملت عدة نماذج أخرى معروفة مثل Phi-4 من مايكروسوفت، ونموذج Grok-1 الذي أسسه إيلون ماسك. وكانت النتيجة واضحة للغاية: هذه النماذج الأخرى لا تشبه مطلقًا نموذج OpenAI، ما يعني أنها ابتُكرت بشكل مستقل تمامًا. وعلى الرغم أن نموذج Mixtral من شركة Mistral أظهر نسبة قليلة من التشابه، إلا أن نسبة التأثير كانت هامشية مقارنةً بنموذج DeepSeek الذي بدا مختلفًا بشكل واضح بسبب مدى التشابه الكبير.


التفاعل الرسمي من قبل الأطراف المتورطة

حتى الآن، لم تصدر شركة OpenAI أي تعليق رسمي صريح على هذه النتائج، لكن الشركة كانت قد أشارت في مناسبات سابقة إلى قلقها من استخدام مخرجاتها بطريقة مخالفة لشروط الاستخدام. في نفس السياق، التزمت شركة DeepSeek الصمت الكامل، حيث حاول البعض التواصل معها للاستماع إلى ردها، إلا أنها امتنعت عن الرد.


نقطة خلاف أخلاقية: هل OpenAI تقع في تناقض؟

لكن بعض الأصوات ترى أن OpenAI تأخذ موقفًا يناقض الأساس الذي اعتمدت عليه في تطوير نماذجها الأولى. فتاريخيًا، كانت OpenAI نفسها تستعين بمحتوى الإنترنت المفتوح، من مقالات وصحف وأعمال فنية وغيرها من المحتويات المنشورة دون إذن مباشر من أصحابها الأصليين في غالب الأحيان. من هذه الزاوية، يرى منتقدو OpenAI أن الشركة ربما تواجه الآن نفس المعضلة الأخلاقية التي ساهمت هي نفسها في تأسيسها.

وجهة نظر أخرى توضح الفرق بين الحالتين ذكرها المدير التنفيذي لشركة Copyleaks، ألون يامين، بطريقة مبسّطة: "

ذو صلة

إن الفارق بين أن تستخدم نصًا إنسانيًا محميًا بحقوق نشر دون إذنٍ من صاحبه، وبين استخدامك لمخرجات نموذج مالكه شركة منافسة، كبير. ففي الحالة الثانية، أنت عملياً تأخذ منتجًا تقنيًا أنفق مطوروه الكثير من الوقت والجهد والمال لتطويره، ثم تحاول بناء نموذج منافس على أساس هذه الإنجازات دون موافقة أو مقابل مادي، وهذا يشبه بشدة فكرة الهندسة العكسية أو التقليد لمنتج ناجح".

في نهاية المطاف، وفي عالمٍ يشهد تنافسًا حادًا بين عمالقة التكنولوجيا، ستستمر هذه الخلافات في الظهور، وشركات مثل Copyleaks قد توفر أدوات قادرة على تتبع هذه "البصمات الرقمية"، مما سيفتح الباب لوضع قواعد أكثر وضوحًا وعدلاً في عالم الذكاء الاصطناعي. وربما تكون خطوة OpenAI الأخيرة بدايةً جديدة لحماية ملكية الابتكارات في هذا المجال الحيوي، أو نقطة انطلاق لجدلٍ أكثر اتساعًا في عالم لا تتوقف ابتكاراته عن إثارة الكثير من التساؤلات.

ذو صلة