ذكاء اصطناعي

PayPal والذكاء الاصطناعي: درعك الجديد ضد الاحتيال المالي

محمد كمال
محمد كمال

3 د

تسخدم باي بال الذكاء الاصطناعي لكشف عمليات الاحتيال مبكرًا وزيادة الأمان المالي.

تتوقف التحويلات المالية في حال الكشف عن إشارات احتيالية قوية لضمان الأمان.

يتعلم النظام الجديد باستمرار للتعرف على الاحتيالات الجديدة من خلال تشابهها مع الحالات السابقة.

يدعو النظام المستخدم للتحقق من المعاملات عند وجود مؤشرات احتيالية أقل وضوحًا.

تُعتبر اليقظة والتحقق من الرسائل والمصادر الخطوة الأساسية في مواجهة الاحتيالات.

ربما تصلك قريباً تنبيهات إضافية خلال تحويلاتك المالية على منصة "باي بال" أو تطبيق "فينمو"، وذلك بفضل التقنية الجديدة التي أعلنت عنها الشركة مؤخراً. كيف ستعمل هذه التقنية؟ ولماذا قد توقف معاملتك إن شعرت بخطورة العملية؟ دعنا نستكشف ذلك معاً.

تعتبر محاولات الاحتيال المالي إحدى التحديات المتنامية، خاصة مع تطور أساليب المحتالين بشكل مستمر. في مواجهة هذه المخاطر، قررت "باي بال"، الشركة الرائدة في مجال الدفع الإلكتروني، الاعتماد على أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة من شأنها رصد وكشف تعاملات احتيالية محتملة فور حدوثها.

لن يكون هذا النظام مجرد مشرف ساكن يراقب المعاملات المالية وينبهك بصيغة موحدة كل مرة، بل على العكس تماماً. فإن اكتشف الذكاء الاصطناعي مؤشرات قوية تدل على وجود محتالين تنشط لديهم علامات واضحة من الاحتيال، سيتم إيقاف إجراء التحويل مباشرة. أما إذا كانت المؤشرات أقل حدة وغير واضحة تماماً، فسيكتفي النظام بإرسال تنبيه يدعوك بهدوء ووضوح للتحقق مرة أخرى قبيل إرسال المبلغ المالي.


كيف يتفاعل النظام الجديد مع عمليات الاحتيال؟

يوضح يغيت يلدريم، نائب الرئيس الأعلى لمنع الاحتيال العالمي في شركة "باي بال"، فكرة تطوير هذه التقنية بشكل مبسط، فيقول: "نحتاج دوماً لأن نكون أكثر ذكاءً وسرعة من المحتالين. وبينما هم يستخدمون تقنيات ذكاء اصطناعي لسرقة معلومات المستخدمين وأموالهم، أردنا من جهتنا استخدام ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً لحمايتهم."

النظام الجديد، وفقاً للشرح، يتعلم بشكل مستمر. هذا يعني أنه حتى إذا واجه شكلًا جديدًا من الاحتيال لم يتم تدريبه عليه من قبل، سيكون قادراً على التعرف عليه من خلال عوامل التشابه مع حالات احتيالية سابقة، مما يعزز مرونة انظمة الحماية ويزيد قدرتها على مواكبة تطور عمليات النصب والاحتيال الإلكتروني.

وهذا يفسر قدرة النظام على التحرك وفق مستوى خطر كل معاملة. إذا كانت حوالتك اليومية لأحد أصدقائك لقاء وجبة الغداء تتكرر، من المؤكد أن النظام لن يصرّ على إرسال نفس التنبيه كل مرة، بل يقوم بتكييف نفسه من أجل المحافظة على اهتمامك وجديتك في التعامل مع التنبيهات.

وبالحديث عن أساليب الاحتيال، دعنا نلفت انتباهك إلى واحدة من أكثر الحيل انتشاراً حالياً، ألا وهي حيل "الطرود والرسائل النصية" التي تستهدف جمهوراً كبيراً خلال فترات معينة من العام.

فالمحتالون يستهدفونك برسالة نصية تدّعي أنها صادرة عن شركات التوصيل الشهيرة مثل UPS أو FedEx، وتطلب منك الرد أو الضغط على رابط خبيث. غالباً ما يوظفون فكرة "الضرورة القصوى" مثل الزعم بأن الطرد الخاص بك سيُعاد للمرسل قريباً. لذلك، عليك دائماً التحقق جيداً من مصادر الرسائل والامتناع عن تقديم أي بيانات شخصية أو مالية إذا كانت الرسالة تبدو لك غريبة أو مريبة.

وتأتي هذه الخطوة من باي بال في إطار أوسع من التحركات العالمية لشركات التكنولوجيا المالية لتعزيز حمايتها ضد التهديدات. فمع استمرار زيادة عمليات الاحتيال الإلكتروني التي تستهدف المستخدمين في كل أنحاء العالم، بات الذكاء الاصطناعي هو السلاح الجديد في الحرب ضد النصب والاحتيال.

ولا يعني ذلك تخليك التام عن حذرك ووعيك المالي؛ فمحاولة الابتعاد عن الروابط المشبوهة، عدم الرد على أرقام غريبة أو اعطاء بيانات شخصية أمر بالغ الأهمية. ويبقى وعي المستخدم عاملاً أساسياً في جهود مكافحة النصب الإلكتروني.

ذو صلة

أخيراً، رغم جودة هذه التقنية الجديدة، لكن من المفيد لشركة باي بال التفكير في زيادة وضوح التنبيهات وجعلها أكثر سهولة للمستخدمين غير الخبيرين. كما أنه قد يكون من المفيد للمنصة توضيح الخطوات الإضافية بشأن إجراءات الاستجابة في حالة الكشف عن إجراءات احتيالية، حتى تصبح تجربة المستخدم أكثر راحة وأماناً.

اختصاراً، من الواضح أن الذكاء الاصطناعي يقود اليوم معركة هامة في مواجهة المحتالين، لكن دوره لا يكتمل دون مستخدم واعٍ قادر على التمييز بين رسالة حقيقية وأخرى خادعة، فابق حذراً دوماً ولا تتردد باتخاذ الإجراءات التي تضمن حماية بياناتك وأموالك بكل ثقة وأمان.

ذو صلة