ذكاء اصطناعي

شات جي بي تي يفعل الدفع المباشر داخل المحادثة بالشراكة مع PayPal

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أعلنت "باي بال" شراكة مع "أوبن إيه آي" لدمج الدفع في "شات جي بي تي".

تتطلع الشراكة لتحويل المحادثات إلى تجارب تسوق متكاملة بشكل سلس.

"بروتوكول التجارة الذكية" يسهل عمليات البيع بالتقنيات الحديثة للذكاء الاصطناعي.

راحة الاستخدام تأتي مع تساؤلات حول الخصوصية وسلامة البيانات.

تشير الشراكة إلى تحول اقتصادي نحو تفاعل المتاجر الرقمية مع الذكاء الاصطناعي.

في لحظة صامتة وأنت تتحدث مع مساعدك الذكي لتسأل عن سعر منتج أو خيار شحن، قد تجد نفسك قريبًا تُكمل عملية الشراء دون مغادرة المحادثة ذاتها. هذا المشهد الذي بدا يومًا خياليًا أصبح اليوم أقرب من أي وقت مضى، بعد إعلان شراكة "باي بال" مع "أوبن إيه آي" لدمج الدفع المباشر داخل "شات جي بي تي". خطوة ليست فقط تقنية، بل تمثل إعادة تعريف للتسوق ذاته.


من الدردشة إلى الشراء بضغطة واحدة

فكرة أن تتحول المحادثة إلى متجر تفاعلي تبدو امتدادًا طبيعيًا لتقاطع الذكاء الاصطناعي والتجارة الرقمية. لم تعد التطبيقات بحاجة إلى صفحات منتجات أو عمليات إدخال مطولة؛ يكفي سؤال بسيط في "شات جي بي تي" لتظهر العروض، الأسعار، وخيارات الدفع الفوري عبر "باي بال". ما كان يُعرف سابقًا كـ"تجربة المستخدم" يتوحّد الآن داخل فضاء المحادثة ذاته، حيث تختفي الحدود بين السؤال والصفقة.


بروتوكول التجارة الذكية وتبسيط التعقيد

الشراكة تعتمد على ما يسمى "بروتوكول التجارة الذكية"، معيار مفتوح المصدر طوّرته "أوبن إيه آي" لتوحيد عمليات البيع داخل أنظمة الذكاء الاصطناعي. هذا البروتوكول لا يهدف فقط لتسهيل المدفوعات، بل لتقليل الاحتكاك بين المستخدم والمنصة. متجر الملابس أو الأجهزة الإلكترونية لن يحتاج إلى إنشاء تطبيق خاص به بعد اليوم، فالمساعد الذكي سيُصبح واجهة البيع الجديدة.

"ما يحدث هنا هو تحول في بنية الإنترنت التجارية، من صفحات الويب إلى محادثات ذكية تفاعلية."


الراحة مقابل الخصوصية

بينما تَعِد هذه الميزة بسرعة لم يسبق لها مثيل، فإنها أيضًا تفتح بابًا واسعًا للأسئلة حول الخصوصية والأمان. الدفع من داخل المحادثة يعني مشاركة بيانات حساسة ضمن بيئة ذكاء اصطناعي معالجة بالسحابة. ومع أن "باي بال" تشدد على حماية المشتري والبائع وتخصيص أدوات لحل النزاعات، إلا أن الثقة هنا هي العملة الأثمن. فكلما زادت السهولة، زاد القلق من سهولة فقدان السيطرة.


انعكاس على مستقبل التجارة الرقمية

هذه الشراكة تشير إلى مرحلة جديدة من الاقتصاد الرقمي، حيث يغدو الذكاء الاصطناعي وسيطًا مباشرًا بين الرغبة والشراء. هي ليست فقط أداة تقنية بل تحوّل ثقافي في طريقة اتخاذ القرار الشرائي. المستخدم لم يعد يتنقل بين مواقع مختلفة أو تطبيقات متعددة؛ محادثة واحدة تكفي لتصفّح، مقارنة، ودفع. إنه اقتصاد الحوار.


مشهد جديد للمتاجر والعلامات التجارية

بالنسبة للتجار، توفر "باي بال" واجهة دفع موحدة تتيح لهم عرض منتجاتهم داخل "شات جي بي تي" دون تعديلات تقنية معقّدة. هذا قد يفتح السوق أمام الشركات الصغيرة التي كانت تستصعب بناء حضور تقني متكامل. لكن في المقابل، سيحتاج التجار إلى فهم خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تحدد متى وأين يظهر منتجهم، مما يحوّل المنافسة إلى لعبة بيانات لا مجرد تسعير.

ذو صلة

مستقبل يتحدث لغة المستخدم

يزداد وضوح مسار التكنولوجيا: كل ما كان فصلاً بين الإنسان والأداة يتقلص. ما دامت المحادثة هي الطريقة الطبيعية للتفكير والتفاعل، فليس غريبًا أن تصبح أيضًا وسيلة الشراء والدفع. ربما سننظر بعد سنوات إلى زر "أضف إلى السلة" كما ننظر اليوم إلى الأقراص المرنة؛ رموز مرحلة انتهت.

ذو صلة