ذكاء اصطناعي

البنتاغون يستعد لإطلاق الذكاء الاصطناعي في جميع أنظمته الإلكترونية خلال أشهر

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

يعتزم البنتاغون دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في 3 ملايين جهاز خلال 9 أشهر.

يسعى مكتب الذكاء الاصطناعي ليصبح شبيهًا بمراكز أبحاث كبرى مثل DARPA.

المبادرة تهدف لتحسين الكفاءة الإدارية والعسكرية بخفض الأخطاء وتقديم دعم أوتوماتيكي.

يشهد العالم سباقًا تقنيًا بين واشنطن وبكين حول تفوق الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري.

التحدي الأساسي هو وضع ضوابط تنظيمية لضمان التحكم البشري في القرارات العسكرية.

أعلن البنتاغون أنه يستهدف تعميم أدوات الذكاء الاصطناعي على جميع أجهزة الحواسيب التابعة له (نحو 3 ملايين جهاز) خلال فترة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر، في خطوة تُبرز تسارع سباق التسلح التكنولوجي واندماج الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الدفاعية. التصريح جاء على لسان كبير مسؤولي التكنولوجيا بوزارة الدفاع الأميركية، في فعالية عقدتها منصة "بوليتيكو"، ما يعكس أهمية المشروع ليس فقط على المستوى العسكري ولكن أيضًا على مستوى إدارة البيانات والكفاءة المؤسسية.


مكتب جديد لتسريع دمج الذكاء الاصطناعي

أوضح وكيل وزير الدفاع للأبحاث والهندسة أن مكتب الذكاء الرقمي والاصطناعي سيأخذ مكانة مشابهة لمراكز الأبحاث الكبرى مثل وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة (DARPA). الهدف من إعادة الهيكلة هو جعل الذكاء الاصطناعي أحد محاور البحث الأساسية، إلى جانب تطبيقه المباشر في العمليات اليومية مثل إدارة البيانات، تقليل الأخطاء، وتقديم دعم أوتوماتيكي لأنظمة الاستخبارات والميدان العسكري.

  • توزيع الذكاء الاصطناعي على 3 ملايين جهاز خلال أقل من عام.
  • تحويل مكتب الذكاء الاصطناعي إلى هيئة بحثية رسمية شبيهة بـ DARPA.
  • التركيز على الكفاءة الإدارية والاستخدام العسكري في آن واحد.
  • إعادة التفكير في استراتيجيات النشر لضمان التغطية الكاملة.

تأثيرات محتملة على الأمن والسياسة

الخطوة لا يمكن قراءتها بمعزل عن المناخ الجيوسياسي الحالي، حيث يشهد العالم سباقًا محمومًا بين واشنطن وبكين في مجال الذكاء الاصطناعي. فبينما أعلنت شركات صينية مثل DeepSeek عن تطوير نماذج بموارد مالية محدودة نسبيًا، تسعى الولايات المتحدة إلى دمج الذكاء الاصطناعي بسرعة داخل بنيتها التحتية العسكرية. هذا يضع أبعادًا جديدة على المنافسة التقنية، ويفرض تساؤلات حول أخلاقيات الاستخدام وسيناريوهات تفوق الآلة على القرار البشري.


"إضافة الذكاء الاصطناعي إلى محفظتنا التقنية تعني تعزيزها بشكل كبير وبناء قدرات لا يمكن تجاهلها" - وكيل وزير الدفاع الأميركي.

المراقبون يرون أن هذه الخطوة تحمل فرصًا كبيرة لزيادة الكفاءة وتقليل الوقت المستهلك في الإجراءات الإدارية، لكنها في الوقت ذاته تثير أسئلة جدّية حول الخصوصية، الشفافية، واحتمالات تحوّل هذه الأدوات إلى عنصر دائم في عمليات صنع القرار الحربي. مثل هذه المخاوف سبق أن ظهرت عند الحديث عن إدخال الأنظمة الذكية في مجالات قضائية أو مصرفية، كما حدث مع التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي لكشف الاحتيال والجرائم المالية.

ذو صلة

ما الذي يمكن أن يحدث لاحقًا؟

إذا نجحت وزارة الدفاع الأميركية في تحقيق هدفها، سيكون الذكاء الاصطناعي حاضرًا في كل تفصيل من تفاصيل الأعمال العسكرية: من الصيانة والتخطيط اللوجستي، وحتى تحليل المعلومات الاستخبارية. لكن التحدي الأكبر سيظل في كيفية وضع ضوابط تشريعية وتنظيمية تضمن أن يظل القرار النهائي في يد البشر. في وقت يتزايد فيه اعتماد الحكومات والشركات على الأتمتة، يبدو أن السؤال لم يعد ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيُستخدم، بل كيف يمكن ضبطه وإدارته تجنبًا لانزلاقات يصعب التحكم فيها.

ذو صلة