تحذير هام لمستخدمي آيفون: تطبيق Comet يثير الجدل بعد كشف حقيقته

حذّر الرئيس التنفيذي لشركة Perplexity، ​​أرافيند سرينيفاس، مستخدمي أجهزة آيفون من تطبيق يحمل اسم "Comet" ظهر مؤخرًا في متجر App Store، مؤكدًا أنه لا يمت بصلة إلى التطبيق أو الشركة الأصلية. التحذير جاء بعد أن لاحظ المستخدمون انتشار تطبيق يُقلّد واجهة متصفح الذكاء الاصطناعي “Comet” الرسمي الذي تطوره Perplexity، مما أثار مخاوف تتعلق بالأمان والبيانات الشخصية.

في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة X، أشار سرينيفاس إلى أن تطبيق "Comet" الموجود على متجر آبل "نسخة مزيّفة بالكامل"، مؤكدًا أن المتصفح الأصلي الخاص بـ Perplexity ليس متاحًا بعد على متجر iOS. وأضاف أن الفريق القانوني في الشركة بدأ التواصل مع آبل لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة التطبيق المضلّل وحماية المستخدمين من أي استغلال محتمل للبيانات.

هذا التحرك يأتي في وقت تتزايد فيه تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تستغل شهرة أسماء معروفة لجذب المستخدمين، خاصةً في متاجر الأجهزة المحمولة التي يصعب عليها أحيانًا التفريق بين النسخ الأصلية والمقلّدة فورًا. وفي حالات مشابهة، مثل التحذير الذي أصدرته OpenAI من التطبيقات التي تنتحل تطبيق ChatGPT، ساهمت هذه التحذيرات في تسريع تدخل الشركات المالكة للمنصات.

تكرار هذه الحالات يثير تساؤلات حول قدرة متاجر التطبيقات على مراقبة جودة وأمان التطبيقات التي تُطرح يوميًا، خصوصًا أن بعض التطبيقات المقلدة تبدو واقعية لدرجة قد يصعب على المستخدم العادي تمييزها. بالنسبة لـ Perplexity، التي تنافس متصفحات كبيرة مثل Google Chrome وMicrosoft Edge بمتصفحها الذكي المعتمد على الذكاء الاصطناعي، فإن أي لبس في الاسم قد يضر بسمعة المنتج قبل إطلاقه رسميًا.

من الناحية التقنية، يُعتقد أن التطبيق المزيّف يحاكي واجهة Comet الحقيقية عبر تصميم واجهات HTML بسيطة وتكاملات سطحية مع واجهات الذكاء الاصطناعي العامة، دون أي ارتباط فعلي بخوادم Perplexity أو واجهة واجهة برمجة التطبيقات (API) الخاصة بها، ما يجعل التحذير في محله تمامًا.

تأتي هذه الحادثة وسط سباق محموم لإطلاق منتجات “مدعومة بالذكاء الاصطناعي” في السوق، حيث يختلط الابتكار أحيانًا بالممارسات الدعائية المضللة. وتبدو شركات مثل آبل أمام مسؤولية متزايدة لوضع آليات تحقق أكثر صرامة لمطابقة العلامات التجارية قبل نشر التطبيقات.

في المقابل، يعكس التحذير أيضًا جانبًا صحيًا من منظومة الذكاء الاصطناعي الناشئة: يقظة المجتمع التقني وسرعة الاستجابة للتهديدات الرقمية. فبينما تتطور أدوات الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، لا تقل أهمية بناء الثقة الرقمية بين الشركات والمستخدمين عن أي ميزة تقنية جديدة.