ذكاء اصطناعي

Project Omni: مشروع جديد من ميتا يثير القلق حول العلاقة بين البشر والروبوتات!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

تختبر ميتا روبوتات دردشة ترسل رسائل استباقية للمستخدمين بشكل دون طلب.

المشروع يهدف لزيادة تفاعل المستخدمين على منصاتها والحفاظ عليهم لفترات أطول.

التجربة تتطلب تواصل المستخدم خمس مرات على الأقل خلال أسبوعين لتلقي الرسائل.

تقوم ميتا بحماية خصوصية المستخدمين وتجنب المواضيع الحساسة تلقائياً.

الميزة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة لتعزيز تجربة المستخدم.

هل تخيلت يوماً أن يصلك تنبيه برسالة ودودة من روبوت دردشة يسألك عن رأيك في فيلم شاهدته مؤخراً أو يستشيرك في موسيقى جديدة أعجبتك؟ إذاً يبدو أنك ستعيش في هذا الواقع قريباً، فقريباً ستبادر روبوتات الذكاء الاصطناعي لدى ميتا بإرسال رسائل للمستخدمين بشكل ذاتي ودون انتظار أن يبدأ المستخدم بالحديث.

كشفت تقارير حديثة من "بيزنس إنسايدر" عن قيام شركة ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، بتطوير روبوتات دردشة تستطيع فتح محادثات استباقية مع المستخدمين دون طلب مباشر منهم. هذه الخطوة تأتي ضمن مشروع داخلي تسميه الشركة "بروجكت أومني" (Project Omni)، بهدف واضح لزيادة تفاعل المستخدمين والحفاظ عليهم لفترات أطول على منصاتها المتنوعة.


كيف ستتواصل روبوتات ميتا الجديدة مع المستخدم؟

التجربة التي تقوم بها الشركة حالياً تعتمد على إرسال روبوتات الدردشة إشعارات ورسائل متابعة ودية للمستخدمين الذين سبق وتفاعلوا معها بشكل متكرر. لكن هناك شروطاً واضحة: ولن تتلقى هذه الرسائل إلا إذا كنت قد تواصلت مع الروبوت خمس مرات على الأقل خلال فترة الأسبوعين الماضيين. ويُذكر أنه لو لم يتجاوب المستخدم مرة أخرى، فلن يرسل الروبوت أي رسائل إضافية، لتجنب إزعاج المستخدمين أو إثارة القلق بشأن الخصوصية.

هذه التجربة الجديدة تأتي بعد إطلاق منصة "ميتا AI ستوديو" (Meta AI Studio) في صيف عام 2024، وهي منصة مبتكرة تسمح للأشخاص العاديين، الذين لا يمتلكون مهارات تقنية، بتصميم روبوتات دردشة ذكية مخصصة واستخدامها على منصات ميتا المختلفة، مثل ماسنجر وواتساب وإنستغرام.

السر وراء قدرات الذكاء الصناعي المحسّنة لروبوتات ميتا هو اعتمادها على نموذج "لاما 3.1" (Llama 3.1) المتقدم، والذي يسمح للمطورين بابتكار شخصية خاصة لكل روبوت، وضبط طبيعة ردوده، وصوته وحتى مظهره. وتتيح منصة الذكاء الاصطناعي الجديدة هذه تجربة تدريبية سهلة لمنشئي المحتوى لضمان توافق الردود مع توقعات المستخدمين وتفضيلاتهم الشخصية.


حماية الخصوصية وضمان تجربة مستخدم صحية هي من أولويات ميتا

تُولي ميتا اهتماماً كبيراً لمخاوف المستخدمين حول الخصوصية والإزعاج، لذلك طورت الشركة تدابير صارمة للحد من خطورة سوء الاستخدام المحتمل للتكنولوجيا الجديدة. تؤكد الشركة أن روبوتات الدردشة لن تقوم بالتطرق لمواضيع حساسة أو خلافية ما لم يبادر المستخدم نفسه بفتح هذه المواضيع. بالإضافة إلى ذلك، فقد تعاونت الشركة مع شركة "Alignerr Corp" للتدقيق في رسائل الروبوتات والتأكد من أن أسلوبها دائماً مناسب وودود.

ذو صلة

التحدي الأكبر الذي تواجهه ميتا الآن، هو إيجاد التوازن المثالي بين رغبتها في تحفيز مشاركة المستخدمين ومخاوفهم بشأن الخصوصية والإزعاج. ويبدو أن هذه المبادرات جزء من استراتيجية الشركة الأوسع، حيث تتطلع ميتا للوصول إلى إيرادات تتراوح بين 2 إلى 3 مليارات دولار من منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي بحلول عام 2025، وتطمح إلى زيادتها بشكل كبير لتصل إلى 1.4 تريليون دولار بحلول عام 2035.

مع بدء هذه التجربة الجديدة، تواصل ميتا عملها على تحسين خدماتها، في محاولة ناجحة للموازنة بين توفير تجربة استخدام فريدة وتعزيز تفاعل المستخدمين مع حماية صارمة لخصوصياتهم. في المستقبل، ربما يكون من المفيد أن يكون التركيز أكبر على توضيح خصوصيات الرسائل التي يتلقاها المستخدمون، وتحديد خيارات المستخدمين بوضوح أكثر للتحكم في مستوى التفاعل الآلي معهم، لضمان استمرار نجاح هذه المبادرة المبتكرة.

ذو صلة