ذكاء اصطناعي

كوالكوم تستحوذ على أردوينو: شراكة تعيد رسم مستقبل الروبوتات!

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أعلنت كوالكوم عن استحواذها على شركة "أردوينو" الإيطالية لتعزيز الابتكار في الأجهزة الذكية.

ستواصل أردوينو عملها كشركة مستقلة مع استثمار كوالكوم في الذكاء الاصطناعي وتقنيات الروبوتات.

المنتج الأول "Arduino UNO Q" يضم معالجات مخصصة لتطبيقات المنازل الذكية والصناعات.

تستهدف كوالكوم تمكين المطورين بدمج قوة الحوسبة بالتقنيات المفتوحة للمشروعات الناشئة.

تراهن كوالكوم على دعم الابتكار المستقل لضمان مستقبل تكنولوجي مستدام بعيدًا عن الهواتف.

في خطوة غير متوقعة تعيد رسم ملامح سوق الأجهزة الذكية والروبوتات التعليمية، أعلنت شركة كوالكوم الأميركية عن استحواذها الكامل على شركة "أردوينو" الإيطالية، المعروفة بكونها منصة مفتوحة المصدر تسهّل على المبتكرين والطلاب بناء النماذج الأولية والتطبيقات التفاعلية. هذا الاندماج الجديد يوحّد بين قدرات العتاد المتقدم لدى كوالكوم، ومجتمع المبرمجين والمبتكرين الذي يشكّل قلب منظومة أردوينو الإبداعية.


استحواذ يربط بين العتاد الصناعي وروح المصادر المفتوحة

بحسب ما أكدته كوالكوم في بيانها الرسمي، ستواصل أردوينو عملها كشركة مستقلة ضمن مظلة المجموعة الأميركية، دون الإعلان عن قيمة الصفقة. تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية كوالكوم المتسارعة للتوسّع في الذكاء الاصطناعي الطرفي وتقنيات الروبوتات، بعد استحواذات سابقة على شركتَي Edge Impulse وFoundries.io، ما يشير إلى مشروع متكامل يجمع بين الحوسبة والبرمجيات والسحابة الذكية.

تقدّر القاعدة العالمية لمستخدمي أردوينو بأكثر من 33 مليون مطور ومهندس، من الهواة إلى رواد الأعمال، وهي قاعدة مجتمعية ضخمة تمثّل منفذًا مباشرًا للمواهب والمشروعات الناشئة التي تستهدفها كوالكوم في إعادة توجيه استثماراتها بعيدًا عن سوق الهواتف الذكية الذي يشهد تباطؤًا ملحوظًا.


“دمج قوة الحوسبة للتقنيات الذكية مع بيئة التطوير المفتوحة سيخلق مساحة جديدة للابتكار السريع.” – من البيان الصحفي لشركة كوالكوم


لوحة Arduino UNO Q: أول ثمرة للتعاون الجديد

بالتزامن مع الإعلان، كشفت الشركتان عن أول منتج مشترك يحمل اسم Arduino UNO Q، وهي لوحة تطوير من الجيل التالي تعتمد على معالج Qualcomm Dragonwing QRB2210. يأتي التصميم بمعالجين متكاملين: أحدهما يعمل بنظام لينكس للأعمال الذكية، والآخر متحكم دقيق لمعالجة الزمن الحقيقي. هذا المزيج يوجّه اللوحة الجديدة نحو تطبيقات المنازل الذكية، المجالات الصناعية، ومشروعات الروبوتات الخفيفة.

  • معالج مزدوج يدعم الذكاء الاصطناعي الطرفي (Edge AI).
  • نظام تشغيل مزدوج: Linux + RT Microcontroller.
  • تكامل مباشر مع حزمة برمجيات كوالكوم السحابية.
  • تصميم مخصص لمطوري إنترنت الأشياء (IoT) والمشروعات الصناعية الصغيرة.

يمكن الاطلاع على التفاصيل التقنية الكاملة للوحة من البيان الرسمي لكوالكوم. ويعكس إطلاق هذا المنتج التكامل الأولي بين خبرة كوالكوم في الرقائق والمعالجات المدمجة، وبين البيئة التجريبية التي توفرها أردوينو للمبتكرين والمطورين المستقلين حول العالم.


تحول استراتيجي في مسار كوالكوم

لم تكن هذه الصفقة وليدة اللحظة؛ فخلال العامين الماضيين بدأت كوالكوم في تقليص اعتمادها على الهواتف المحمولة بعد اتجاه شركات مثل آبل إلى تطوير معالجاتها الداخلية. وبحسب بياناتها الأخيرة، أصبحت 30% من إيراداتها تأتي من قطاعات إنترنت الأشياء والمركبات الذكية، وهي نسبة مرشحة للارتفاع مع انضمام أردوينو إلى منظومتها.

يشكّل هذا التحول خطوة منطقية نحو بناء منظومة تقنية شمولية تمتد من السيليكون إلى السحابة، ومن المختبرات الجامعية إلى الصناعات الثقيلة. فبدلًا من التركيز على السوق النهائية للمستهلكين، تراهن الشركة على تمكين المبتكرين والمطورين الذين يشكّلون النواة الأولى للتقنيات التجارية المستقبلية.


ما الذي يعنيه هذا للروبوتات والمبرمجين الهواة؟

الخطوة تمنح المطورين وصولًا مباشرًا إلى أدوات معالجة متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتفتح الباب أمام موجة جديدة من التطبيقات الصغيرة الذكية التي تتفاعل مع العالم الواقعي بكفاءة أكبر. مع الاحتفاظ بروح المصدر المفتوح التي طالما ميّزت أردوينو، يبدو أن كوالكوم تراهن على تمكين الطبقة القاعدية من الابتكار لتضمن مستقبلها التكنولوجي على المدى الطويل.

ذو صلة

في ظل تزايد المنافسة في مجال الحوسبة الطرفية والروبوتات المنزلية، قد يكون الدمج بين القوة الحسابية الصناعية والمجتمع المفتوح هو المزيج الذي يعيد تعريف صناعة الروبوتات القادمة. فالثورات التقنية الكبرى غالبًا ما تبدأ من مختبر صغير أو جراج مجهّز جيدًا، لا من برج إداري شاهق.


ذو صلة