غضب واسع بين مستخدمي Replit بعد التحديث الأخير بسبب ارتفاع التكاليف المفاجئ

3 د
تحديث منصة Replit أثار غضب المطورين بسبب ارتفاع فواتير الاستخدام غير المتوقع.
واجه المستخدمون شكاوى حول التكلفة المتزايدة بشكل كبير بعد إطلاق أداة Agent 3.
جاءت الآلية الجديدة "التسعير المبني على الجهد" بعواقب مالية للمشاريع الطويلة الأمد.
الانتقال إلى الذكاء الاصطناعي يتطلب شفافية التسعير والوضوح لتجنب خيبة أمل المستخدمين.
أثار التحديث الأخير لخدمة البرمجة بالذكاء الاصطناعي من منصة Replit موجة غضب بين المطوّرين، بعد أن اكتشف العديد منهم ارتفاعًا غير متوقع في فواتير الاستخدام عقب إطلاق أداة Agent 3 في 10 سبتمبر الماضي. هذه الخطوة التي جاءت بعد جمع الشركة تمويلًا ضخمًا بقيمة 250 مليون دولار كانت تهدف إلى تعزيز مكانتها في سوق أدوات البرمجة الذكية، لكن نتائجها المباشرة لم تلقَ الترحيب المتوقع.
أسعار ترتفع مع تحديث "العامل الذكي"
وفق شكاوى متكررة على منصات مثل Reddit، واجه المستخدمون تضخمًا غير مسبوق في تكلفة العمليات، خصوصًا عند تحرير مشاريع قائمة ذات ملفات ضخمة. في حين وعدت الشركة بأن النسخة الجديدة ستكون "أسرع بثلاثة أضعاف وأوفر بعشرة أضعاف"، فوجئ المطورون بأن بعض العمليات البسيطة مثل إعادة تشغيل الخادم قد تكلّفهم ما بين 0.40 و0.50 دولار، فيما قفزت تكلفة تحرير التطبيقات المعقدة إلى مئات الدولارات خلال أيام قليلة.
جزء من المشكلة يرتبط بآلية التسعير الجديدة التي اعتمدتها المنصة منذ يونيو، والمسماة "التسعير المبني على الجهد". بدل الاعتماد على عدّ كل "نقطة تحقق" بشكل منفصل كما في السابق، أصبح النظام يدمج العمليات المعقدة داخل نقطة تحقق واحدة بتكلفة أعلى، وهو ما انعكس على المشاريع الطويلة الأمد أكثر من التطبيقات الجديدة.
- قبل Agent 3: التكلفة الشهرية لمعظم المطورين تراوحت بين 100 و200 دولار. - بعد Agent 3: حالات وصل الإنفاق إلى 1000 دولار في أسبوع واحد فقط. - المهام السريعة على مشاريع جديدة ما زالت أقل تكلفة نسبيًا. - المشاريع القديمة أو كبيرة الحجم تواجه استدعاءات متكررة لـ"وكلاء فرعيين" تستهلك الفوترة بسرعة.
بين أهداف النمو وضغط المستخدم
لا يخفى أن التوقيت مرتبط بخطط Replit لتبرير استثماراتها الجديدة. الشركة أعلنت مع الإطلاق أنها تسعى لأن تتحول إلى معيار في المؤسسات الكبرى، لكن الخلل يكمن في التوازن بين الإيرادات وتجربة المستخدم. فبينما تتيح الأدوات الذكية توفير وقت في مهام معينة، يبقى التسعير المبني على "الجهد التقني" غير واضح المعالم بالنسبة للمطورين الأفراد والشركات الناشئة ذات الميزانيات المحدودة.
المفارقة أن وعود الوفرة والكفاءة قد تنعكس عكسيًا على ولاء المستخدمين الأوائل والمنخرطين في بناء تطبيقات طويلة المدى. وفي السوق العالمي حيث تتنافس منصات البرمجة السحابية والذكاء الاصطناعي بقوة، مثل GitHub Copilot أو Amazon CodeWhisperer، فإن أي خطأ في إدارة التسعير قد يمنح المنافسين فرصة ذهبية لاجتذاب المزيد من المطورين.
تحديث Agent 3 من Replit يرفع الفواتير غير المتوقعة للمطورين بعد إطلاقه، مما يثير الجدل حول التسعير الجديد القائم على الجهد ويؤثر على قرارات المطورين.المتابع للأحداث السابقة المرتبطة بالشركة سيتذكر أزمة حذف قاعدة بيانات الإنتاج العام الماضي وما تلاها من انتقادات، وهو ما يثير تساؤلات حول قدرة Replit على الحفاظ على ثقة مجتمع المطورين مستقبلاً. الشفافية في التواصل حول آلية التسعير، وإصلاح الأخطاء بسرعة، قد تكون عاملًا حاسمًا هذه المرة.
ما الذي يعنيه هذا لمستقبل أدوات البرمجة الذكية؟
التحول نحو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في بناء التطبيقات لم يعد خيارًا ثانويًا بل أصبح أساسًا للتطوير السريع. لكن التجربة الحالية توضح أن التقنية وحدها لا تكفي لإقناع المستخدمين، بل يجب أن تكون العدالة في التسعير والوضوح في المنهج جزءًا من المعادلة. وإلا فإن هذه الأدوات قد تتحول من "مساعد برمجي" إلى عبء مالي غير متوقع. تركيز الشركات على سرعة التوسع قد يكون مبررًا استثماريًا، لكنه سيكون بحاجة إلى إعادة صياغة إذا ما أرادت هذه الأدوات أن تتحول فعلًا إلى جزء طبيعي من حياة المطور اليومية.









