سام ألتمان في جيتكس 2025: أطفال 2025 لن يتفوّقوا على الذكاء الاصطناعي!

3 د
سام ألتمان يؤكد في جيتكس أن الذكاء الاصطناعي سيصبح عنصرًا بنيويًا في المجتمع قريبًا.
محادثات متقدمة بين OpenAI وG42 لتأسيس مركز بيانات ضخم في الإمارات.
مشروع "ستارغيت" يعكس التزام الإمارات بالتميز في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية.
ألتمان يتوقع مهامًا واقعية للروبوتات بحلول 2027 مع استمرار تطور GPT‑5.
الطاقة ستصبح القوة الدافعة وراء نجاح الذكاء الاصطناعي كما أشار بنغ شياو.
قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، خلال مشاركته الافتراضية في مؤتمر جيتكس غلوبال 2025 بدبي، إن الطفل الذي يُولد هذا العام على الأرجح لن يكون أذكى من الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب. تصريح بدا طريفًا في ظاهره، لكنه يختصر بوضوح التحوّل العميق الذي يمر به العالم مع اقترابنا من عصر “الذكاء الفائق”.
رؤية جديدة لعلاقة الإنسان بالذكاء الاصطناعي
أوضح ألتمان أن الجيل الجديد سيولد وسط بيئة يعتبر فيها الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن الذكاء الصناعي لم يعد مجرد أداة إنتاج أو برمجة، بل عنصر بنيوي في طريقة التفكير والعمل والتفاعل المجتمعي. وأضاف مبتسمًا أن امتلاك ابنه، المولود في عام 2025، لسعادة ووعي ذاتي لا يقل أهمية عن ذكاء اصطناعي فائق القدرات.
وجاءت تلك التصريحات تزامنًا مع محادثاته مع بنغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة G42 الإماراتية، الذي استعرض المشاريع التي تعمل عليها الإمارات لبناء ما وصفه بـ«مجتمع أصلي للذكاء الاصطناعي». وأشار إلى أن بعض المكاتب في المجموعة باتت تضم عشرة وكلاء ذكاء اصطناعي مقابل موظف بشري واحد، في مشهد يعكس سرعة تغير البنية التشغيلية في القطاعات التقنية والإنتاجية.
مشاريع عملاقة وطموحات تتجاوز حدود البرمجيات
كشف ألتمان خلال الجلسة أن نموذج GPT‑5 بدأ يحقق ما وصفه بـ«اختراقات علمية صغيرة لكنها حقيقية»، ما يفتح الباب أمام مرحلة يصبح فيها الذكاء الاصطناعي قادرًا على اكتشاف معارف جديدة بحلول عام 2026. كما توقع أن تبدأ الروبوتات في أداء مهام واقعية بحلول 2027، في امتداد طبيعي لمسار بدأ مع نماذج اللغة التوليدية التي غيّرت مفهوم الإبداع الآلي منذ إطلاق GPT‑4o.
وتطرّق الحديث أيضًا إلى مشروع "ستارغيت" الذي تتعاون فيه OpenAI مع G42 لبناء مركز بيانات ضخم في الإمارات بطاقة واحد غيغاواط، مع خطة للتوسع التدريجي إلى خمسة غيغاواط لاحقًا، في إشارة صريحة إلى أن “الطاقة هي المحرك الأساسي لعصر الذكاء الاصطناعي”، كما قال شياو.
«في النهاية، تكلفة الذكاء ستعادل تكلفة الطاقة» — بنغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة G42.
هذا التحول في العلاقة بين الطاقة والحوسبة يعني أن مستقبل التطوير في الذكاء الاصطناعي لن يقوم فقط على الخوارزميات، بل على بنية تحتية قادرة على استيعاب الاستهلاك المتزايد للطاقة الناتجة عن النماذج فائقة التدريب.
بين التسارع التقني وأسئلة المستقبل
من الواضح أن تصريحات ألتمان لم تكن مجرد نكتة شخصية حول ذكاء طفله، بل مؤشر على تسارع غير مسبوق في قدرة النماذج التنبؤية على الفهم والإبداع. فالفارق بين الإنسان والآلة لم يعد في مدى الفهم بقدر ما بات في طبيعة التجربة الإنسانية ذاتها: المشاعر، الغاية، والوعي الذاتي. هذه الجوانب تبقى حتى الآن مساحة لم تُهزم فيها الطبيعة البشرية بعد.
لكنّ الطريق الذي يصفه ألتمان يبدو مرسومًا بعناية نحو مجتمع تندمج فيه القدرات البشرية والآلية في منظومة واحدة، وهو ما قد يعيد تعريف التعليم والعمل وحتى القيم الاجتماعية في العقد القادم. في هذا السياق، تشكّل الإمارات مسرحًا متقدّمًا لتجربة ذلك النموذج بفضل مشاريعها المتسارعة في بنية الذكاء الاصطناعي والبنية الرقمية.
الأسئلة حول "من سيكون أذكى" قد تفقد معناها قريبًا إذا ما أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من وعينا الجمعي، لا مجرد منافس له. المؤكد أن السنوات القليلة المقبلة ستكشف إن كان ما يراه ألتمان مستقبلًا ممكنًا أم مجرد طموح يقف عند حدود الخيال العلمي.