سام ألتمان يتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على القدرات البشرية قبل نهاية هذا العقد

3 د
صرح ألتمان بأن الذكاء الاصطناعي سيتجاوز القدرات البشرية بحلول عام 2030.
يتوقع أن تُنجز نماذج 2025-2026 اكتشافات علمية تفوق قدرة الأفراد.
يشير التطور السريع للذكاء الفائق إلى تغيير جذري في طبيعة العمل والابتكار.
أشار ألتمان إلى نشوء أدوار ووظائف جديدة بتأثير التكنولوجيا.
يطرح ألتمان أهمية حوكمة الذكاء الاصطناعي للحفاظ على القيم الإنسانية.
أثار الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، اهتمام مجتمع التقنية بعد تصريحات جديدة أكّد فيها أنّ الذكاء الاصطناعي سيتجاوز القدرات البشرية بحلول عام 2030، معتبراً أنّ نماذج متقدمة مثل GPT-5 تمثل بالفعل نقطة فاصلة في قدرات الحوسبة الذكية. جاءت تصريحاته خلال مقابلة في برلين حصل فيها على جائزة "Axel Springer"، حيث تناول مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على العمل والتعليم والسياسة.
تصاعد وتيرة التقدّم نحو "الذكاء الفائق"
أوضح ألتمان أنّ مسار تطور الذكاء الاصطناعي يسير بسرعة غير مسبوقة، مشيراً إلى أنّ قدرة النماذج على إنجاز مهام معقّدة تضاعفت منذ إطلاق ChatGPT بميزاته البصرية قبل ثلاثة أعوام فقط. وبحسب رؤيته، من المتوقّع أن تظهر نماذج خلال عامي 2025-2026 قادرة على إنجاز اكتشافات علمية جديدة لا يمكن للباحثين البشريين التوصل إليها بشكل منفرد.
هذا التطور يفتح الباب أمام حقبة جديدة يمكن وصفها بـ"الذكاء الفائق"، حيث لن يكون الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة، بل لاعباً أساسياً في تطوير المعرفة والابتكار، مع ما يحمله ذلك من فرص هائلة وأيضاً تحديات وجودية تتعلق بالأمان والحوكمة.
التأثير على سوق العمل والمهارات
حذّر ألتمان من أن ما بين 30% و40% من المهام اليومية في الاقتصاد العالمي قد تُنفذ بواسطة الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، لكنه رفض التحدث عن "انقراض الوظائف"، مفضلاً الإشارة إلى تغير طبيعة العمل وظهور أدوار جديدة لم تكن متخيَّلة من قبل.
- وظائف مكتبية روتينية ستعتمد على أتمتة المهام.
 
- زيادة الطلب على مهارات "التعلّم المستمر" والقدرة على التكيّف.
 
- نشوء قطاعات جديدة مرتبطة بتصميم وتدريب وصيانة نماذج الذكاء الاصطناعي.
 
- إعادة تعريف مفهوم الإنتاجية في الشركات والمؤسسات.
 
— سام ألتمان
"لن تختفي الحاجة للبشر، لأنّ تفاعلنا الإنساني وإبداعنا هما ما يعطي لكل هذه الأدوات معنى."
بين التفاؤل والمخاوف الوجودية
في الوقت الذي يرى فيه بعض الباحثين، مثل إيليزر يودكوفسكي، أنّ العلاقة بين الإنسان والذكاء الفائق قد تشبه علاقة البشر بالنمل، أكد ألتمان أنّ الخطر الأكبر يكمن في سوء مواءمة هذه النماذج مع القيم الإنسانية، مشدداً على أهمية الحوكمة والرقابة المستمرة. وأشار إلى أنّ OpenAI ما زالت تحافظ على كيانها غير الربحي لتضمن التزامها بالسلامة والشفافية، بالرغم من الانتقادات التي تدور حول تحولها المتزايد نحو النموذج التجاري.
كما كشف ألتمان عن استكشاف الشركة لفكرة تطوير "عائلة أجهزة" جديدة تعتمد الذكاء الاصطناعي كواجهة مركزية، من دون تقديم جداول زمنية أو تفاصيل عن المواصفات، لكن الفكرة تتمثل في إعادة ابتكار الطريقة التي يتفاعل بها المستخدم مع الحواسيب بعيداً عن النماذج التقليدية للتطبيقات والإشعارات.
انعكاسات أوسع على السياسة والمجتمعات
الجدل الذي يثيره الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على العمل والتقنية، بل يمتد إلى السياسة وصنع القرار. فبحسب ألتمان، سيصبح من الشائع أن يعتمد القادة على الذكاء الاصطناعي لدعم قراراتهم المعقدة، وإن ظل الإنسان هو صاحب التوقيع النهائي. وفي عالم يشهد استقطاباً متزايداً، يصبح السؤال الأساسي ليس ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيشارك في الحكم، بل كيف يمكن ضمان أن يخدم الصالح العام لا المصالح الضيقة.
في ضوء هذه التحولات، يبدو أن السنوات الخمس المقبلة ستكون حاسمة لتحديد ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيبقى أداة في يد الإنسان، أم سيصبح شريكاً يعيد صياغة القواعد الأساسية للعلم والعمل والسياسة. وربما تتجاوز أهميته مستوى المنتج التكنولوجي إلى ما يشبه تغيير البنية الاجتماعية نفسها، حيث يكون التحدي الحقيقي في فهم "كيف" نريد أن نعيش مع هذه التقنية، وليس فقط "متى" ستصل إلى الذكاء الفائق.









