سباق OpenAI الشرس نحو المزيد من قوة الحوسبة

3 د
بدأ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، جولة في آسيا والشرق الأوسط للبحث عن شراكات.
تسعى OpenAI لتأمين القدرة الحاسوبية لتلبية الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي.
ألتمان يجري مباحثات مع صناديق استثمار وشركات تصنيع رقائق لدعم الخطط المستقبلية.
الزيارة تشير إلى تحوّل جغرافي في تمويل التقنية نحو آسيا والشرق الأوسط.
تهدف OpenAI لإيجاد دعم مختلط يجمع بين الاستثمارات الخاصة والتمويلات الحكومية.
في خطوة تعكس سباق الشركات العالمية نحو تأمين موارد الذكاء الاصطناعي، بدأ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، جولة غير مسبوقة تمتد عبر آسيا والشرق الأوسط بحثًا عن تمويل وشراكات تصنيع. الزيارة تندرج ضمن مساعٍ أوسع لتلبية الطلب المتسارع على القدرة الحاسوبية التي تقوم عليها طموحات الشركة في بناء بنية تحتية ضخمة تدعم تطوير النماذج متعددة الوسائط وتوسّع استخدام الذكاء الاصطناعي عالميًا.
سباق نحو طاقة حوسبة لا تنضب
تسعى OpenAI إلى ترسيخ مكانتها كشركة تجمع بين برمجيات الذكاء الاصطناعي وصناعة العتاد الذي تحتاجه لتشغيلها. بحسب تقرير وول ستريت جورنال، يجري ألتمان مباحثات مع صناديق استثمار سيادية وشركات تصنيع رقائق كبرى لدعم خطته المتعددة التريليونات لبناء مراكز بيانات قادرة على استيعاب نماذج أضخم من “GPT” مستقبلاً.
هذا الحراك يعكس إدراك الشركات التقنية لحقيقة أن تقدم الذكاء الاصطناعي مرتبط بالبنية التحتية بقدر ارتباطه بالبحث العلمي، إذ أصبحت كلفة تشغيل النماذج الكبيرة تماثل كلفة مشاريع الطاقة في بعض المناطق. كما تشير الزيارة إلى تحوّل جغرافي في تمويل التقنية، نحو آسيا والشرق الأوسط حيث تتوافر الطاقة الرخيصة والاستثمار طويل الأمد.
ما الذي يدفع OpenAI إلى هذه الجولة؟
- تزايد الطلب على خدمات مثل ChatGPT وواجهة API التي تتطلب آلاف وحدات المعالجة المتخصصة (GPU) يوميًا.
- نقص عالمي في سلاسل توريد الرقائق عالية الأداء يجعل تأمين الإنتاج أولوية استراتيجية.
- رغبة الشركة في خفض كلفة التشغيل عبر شراكات تصنيع مباشرة بدل الاعتماد الكامل على مزوّدي السحابة.
- رؤية طويلة الأمد للتحكم في دورة الإمداد بدءًا من الطاقة والوحدات المادية وصولاً إلى التطبيقات النهائية.
على الرغم من أن التفاصيل المالية لم تُعلن بعد، إلا أن التحركات المبكرة توحي بأن OpenAI تسعى إلى نموذج تمويل هجين يجمع بين استثمارات خاصة وتمويلات حكومية، ما يضعها في موقع أقرب إلى شركات البنية التحتية من شركات البرمجيات.
انعكاسات محتملة على مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي
هذه الجولة قد تشير إلى تحوّل المنافسة من تطوير النماذج إلى تأمين موارد تشغيلها. بينما تواصل شركات مثل Google وAnthropic وMeta توسيع بنيتها السحابية داخل الولايات المتحدة، تبحث OpenAI في خيارات جغرافية أكثر تنوعًا تتيح الوصول إلى مراكز بيانات قريبة من مصادر الطاقة المتجددة وأسواق نامية متعطشة للتكنولوجيا.
في الوقت ذاته، قد تمنح هذه الخطوة آسيا والشرق الأوسط دورًا محوريًا في خارطة الذكاء الاصطناعي، ليس فقط كمستهلكين أو ممولين، بل كمحاور تصنيع وبنية تحتية. وهذا يعيد إلى الأذهان الدور الذي لعبته المنطقة في طفرة النفط أو توسّع شبكات الاتصالات، لكن هذه المرة في قطاع رقمي يتجاوز الحدود المادية.
تتماشى هذه التطورات مع مسار أوسع من الأخبار التقنية الأخيرة مثل توسّع شراكات البنية التحتية في شركات الذكاء الاصطناعي، حيث يتزاوج رأس المال الصناعي مع المعرفة التقنية لتشكيل موجة جديدة من العولمة الرقمية.
رؤية المستقبل: بين الطموح والقدرة
قد تبدو رحلة ألتمان مجرد تحرّك استثماري، لكنّها في الواقع إعلان مبكر عن شكل المرحلة المقبلة من الذكاء الاصطناعي، حيث يصبح من يمتلك الحوسبة هو من يملك القرار. وإذا استطاعت OpenAI إقناع الشركاء بتبني رؤيتها لبنية تحتية "لا محدودة"، فسيتحول السباق من من يطوّر النموذج الأفضل إلى من يستطيع تدريبه أسرع وأرخص. وفي عالم تقوده المعادلات، قد يصبح توازن القوة مرهونًا بعدد الرقائق المتاحة لا بعدد الباحثين.