استعدوا لرؤية الإعلانات على ثلاجتكم من سامسونج قريباً

بدأت سامسونج في تنفيذ خطوة مثيرة للجدل مع أجهزتها المنزلية الذكية، إذ أعلنت عن إدخال الإعلانات إلى شاشات سلسلة ثلاجاتها الذكية **Family Hub** ضمن تحديث برمجي يشمل السوق الأميركية. وبذلك تنتقل ظاهرة "الإعلانات في كل مكان" من الهواتف والتلفزيونات إلى قلب المطبخ، حيث شاشة الثلاجة التي قد يتجاوز سعرها 3500 دولار.

وفقًا لتصريحات الشركة التي نقلها موقع Engadget، تأتي هذه الخطوة في إطار "إضافة قيمة يومية لعملاء الأجهزة المنزلية". الإعلانات تظهر على ما تسميه سامسونج "Cover Screen"، أي الشاشة التي تُعرض عندما تكون الثلاجة في وضع الخمول، وذلك بجانب أوضاع أخرى مثل عرض الصور العائلية أو ما يسمى Art Mode.

المثير للاهتمام أن الشركة، قبل أشهر قليلة فقط، أكدت عبر مسؤولها في البحث والتطوير للأجهزة المنزلية لصحيفة The Verge أنها لا تخطط لإدراج مثل هذه الممارسات الإعلانية في شاشات المنازل الذكية. التحول السريع يثير تساؤلات حول حجم الضغوط التجارية التي قد تدفع شركات كبرى إلى إعادة النظر في استراتيجياتها خلال فترة قصيرة.

هذا الاتجاه يعكس تنامي الاعتماد على الإعلانات كمسار لإيرادات إضافية، حتى في الأجهزة التي عادة ما ينظر إليها المستخدم على أنها "سلع مملوكة" وليست منصات عرض محتوى. من منظور الاستخدام الفعلي، فإن رؤية إعلان عند فتح الثلاجة قد تمثل تجربة مزعجة لا تقل إرباكًا عن إعلانات التلفزيونات الذكية.

من الصعب تجاهل أن إدخال الإعلانات إلى الأجهزة المنزلية يفتح الباب أمام نموذج تجاري جديد، ولكنه في الوقت ذاته قد يعزز مقاومة المستهلكين لفكرة "المنازل الذكية" ككل. فإذا كان الهاتف المحمول أو التلفاز يمكن تقبّل الإعلانات فيهما بدرجة ما، فإن المطبخ أو غرفة الغسيل قد يكون لهما حساسية أكبر عند المستخدم.

هذا التحول يعيد التذكير بجدل سابق حول منصات أخرى مثل إضافة الإعلانات إلى خدمات بث الفيديو، حيث يظل السؤال الجوهري: ما هو الحد الفاصل بين ابتكار يخدم المستخدم وانتهاك لخصوصيته اليومية؟ أمام سامسونج اليوم فرصة نادرة لتلقي ردود فعل المستخدمين وتحويلها إلى مراجعة حقيقية لخطتها. وفي النهاية، ربما يتحدد مستقبل "الثلاجة الذكية" ليس من خلال مواصفاتها التقنية، بل من خلال قدر احترامها لوقت وتركيز من يستخدمها.