سامسونج غالاكسي زد تراي فولد: ابتكار ثلاثي يغيّر مستقبل الهواتف الذكية ومواصفاته وسعره وموعد توفره

3 د
كشفت سامسونج عن هاتف Galaxy Z Tri-Fold بجهاز يفتح ثلاث مرات ليدفع حدود التصميم.
أطلقت سامسونج الهاتف في أسواق آسيوية كتجربة في بيئة مثالية لتبنّي التقنيات.
الهاتف يتطلب إعادة تصميم في الهندسة لكل جزء كتحدي ميكانيكي مثير.
الهاتف يتعامل برمجيًا مع واجهات متحركة تُغيّر تجربة الاستخدام بتعدد الطيات.
سعر الهاتف يعكس الشغف بالابتكار ويستهدف جمهورًا صغيرًا يقدّر التقنيات الجديدة.
في صباح يملؤه فضول التقنية، وبينما تُطوى الأجهزة على مكاتب المختبرات في سيول كصفحات من كتاب الغد، كشفت سامسونج عن جهاز يفتح ثلاث مرات قبل أن يستقر بين يديك. هاتف Galaxy Z Tri-Fold ليس مجرد ابتكار في الشكل، بل تمرين معقّد في الهندسة والأعمال، وتذكير بأن حدود الهاتف الذكي يمكن أن تُرسم من جديد، حرفيًا، بطياتٍ ثلاث.
اختبار محلي قبل المغامرة العالمية
اختارت سامسونج أن تطلق هاتفها الثلاثي الطي في أسواق آسيوية محدودة مثل كوريا الجنوبية. هذه الخطوة، التي قد تبدو حذرة، تعبّر في الواقع عن فهم عميق لكيفية تبنّي التقنيات الجديدة. السوق الكوري يتميّز بمستهلكين متطلبين ومستعدين لتجربة المجهول، ما يجعله بيئة مثالية لاختبار منتج يجمع بين المغامرة التقنية والمخاطر الصناعية.
وراء هذا القرار رغبة في تقليل المفاجآت قبل أي إطلاق عالمي محتمل. فالتغذية الراجعة المبكرة من مستخدمين حقيقيين تمنح الشركة بيانات أدق من مئات النماذج المخبرية، وتعيد تشكيل التصميم والإنتاج على مستوى التفاصيل الصغيرة التي لا تُرى إلا بعد آلاف الطيات.
الهندسة كفن توازن بين الجمال والمتانة
التحوّل من شاشة مطوية مرتين إلى ثلاث يعني أن كل جزء من مفهوم الهاتف يجب إعادة تصميمه: المفصلات، الزجاج، طبقات اللمس، وحتى منظومة التبريد الداخلية. كل طية إضافية تضاعف التحديات الهندسية كما تضاعف الدهشة البصرية. سامسونج هنا لا تقدّم هاتفًا فحسب، بل تؤكد ريادتها في تحويل عناصر ميكانيكية إلى قطع فنية تعمل في انسجام دقيق.
"الهاتف القابل للطي ليس حيلة تصميمية، بل دراسة في الحدود القصوى لمتانة المواد وقدرة البرمجيات على مواكبة الحركة."
تجربة استخدام تتبدل مع كل طية
من الناحية البرمجية، يتعامل الهاتف الثلاثي الطي مع واجهات متحركة تكشف عن شخصيات متعددة للجهاز الواحد. تطبيق البريد يتحول من بطاقة صغيرة إلى لوحة عمل كاملة، ومقاطع الفيديو تنتقل من شاشة في اليد إلى تجربة غامرة تشبه الحاسوب اللوحي. هذه المرونة تجعل المستخدم يعيد التفكير في معنى “الهاتف” ذاته، هل هو أداة اتصال أم مساحة مرنة للإنتاج والاستهلاك معًا؟
السعر كرسالة لا كعقبة
بالسعر الذي يقترب من 2500 دولار، لا تستهدف سامسونج السوق الواسع، بل جمهورًا صغيرًا يقدّر الابتكار بقدر ما يقدّر الندرة. ارتفاع الكلفة هنا هو إشارة صريحة: هذا الجهاز ليس نتيجة نضوج التقنية بعد، بل خطوة تجريبية مدفوعة بالشغف، تمهّد لما سيأتي حين يُعاد تعريف الفخامة في عالم الأجهزة الذكية على أنها “قابلية التجربة أولًا”.
ما وراء الطي: نظرة إلى المستقبل
قد لا يكون Galaxy Z Tri-Fold الهاتف الأكثر انتشارًا في زمنه، لكنه يمثّل منعطفًا في رحلة الهواتف القابلة للطي. هو وعد بتقنيات أكثر نضجًا في المستقبل، وإشارة إلى أن التصميم الصناعي لا يتوقف عند الشاشة المسطحة. وإذا نجحت سامسونج في جعل هذا المفهوم عمليًا ومتقنًا، فقد نشهد مرحلة جديدة يصبح فيها الطي جزءًا طبيعيًا من لغة الهاتف اليومية.









