حل عبء تعدّد أدوات الذكاء الاصطناعي منصة واحدة تنظمها كلها بذكاء

3 د
أطلقت شركة ServiceNow منصة "AI Experience" لتوحيد أدوات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات.
تهدف المنصة لتقليل العبء الناجم عن تعدد الأنظمة وتحسين تجربة الموظفين.
تشمل المنصة وكلاء ذكاء اصطناعي صوتيين ووكلاء ويب لتسهيل العمليات الروتينية.
توفر المنصة واجهة موحدة مع "برج التحكم" لضمان الأداء والامتثال.
المنافسة تشمل شركات كبرى مثل مايكروسوفت وAmazon Web Services.
أعلنت شركة ServiceNow هذا الأسبوع عن إطلاق منصة جديدة تحمل اسم "AI Experience"، وتهدف إلى توحيد أدوات الذكاء الاصطناعي المتعددة داخل المؤسسات في واجهة واحدة سهلة الاستخدام، بما يخفف من عبء تعدد الأنظمة ويجعل تجربة الموظفين أكثر سلاسة وكفاءة.
حل لمعضلة تناثر الأدوات داخل المؤسسات
تزايد اعتماد الشركات على أدوات الذكاء الاصطناعي خلال العامين الماضيين بشكل ملحوظ، من أنظمة خدمة العملاء إلى منصات التحليل وقطاع المبيعات. هذا التوسّع السريع خلق ظاهرة "التجزئة التقنية"، حيث يجد الموظفون أنفسهم مطالبين بالتعامل مع عدة واجهات متباينة، ما يؤثر على الإنتاجية ويبطئ وتيرة العمل. ومن هنا تأتي مبادرة ServiceNow لتقديم منصة موحّدة تُشرف على جميع الأدوات، وتضمن التكامل والحوكمة عبر ما تسميه الشركة "برج التحكم".
المنصة تتضمن نوعين من الوكلاء الذكيين (AI Agents): "الوكلاء الصوتيون" للرد على استفسارات الموظفين والتعامل مع البيانات الداخلية، والوكلاء المخصصون للويب والذين يعتمدون على تقنية Claude من Anthropic ويستطيعون التواصل مع تطبيقات خارجية وملء النماذج الرقمية. هذه الخصائص تجعل المنصة أقرب إلى مركز إدارة افتراضي ينسّق بين الأدوات ويحوّل المهام الروتينية إلى عمليات مؤتمتة.
— إيمي لوكي - المديرة التنفيذية للتجربة بشركة ServiceNow
"نسعى لتبسيط تجربة المستخدم في المؤسسات عبر دمج الذكاء الاصطناعي في صميم سير العمل".
ما الجديد في التجربة المقترحة؟
- واجهة موحدة لإدارة جميع أنظمة الذكاء الاصطناعي الداخلية.
- إضافة "برج التحكم" لمراقبة الأداء والامتثال الأمني.
- "عدسات الذكاء" (AI Lens) لتحليل الاتجاهات بصريًا، متاحة الآن.
- أداة الاستكشاف البياني للبيانات (AI Data Explorer) ستصدر لاحقًا هذا العام.
- خيار اختيار النماذج اللغوية من شركاء متنوعين مثل OpenAI وAnthropic وGoogle.
المنافسة ليست مقتصرة على ServiceNow، إذ أطلقت شركات كبرى مثل مايكروسوفت تحديثات لدمج الوكلاء الذكيين في تطبيقات أوفيس، كما طرحت Amazon Web Services سوقًا افتراضيًا خاصًا بالوكلاء الرقميين. هذا الاتجاه يعكس سباقًا واضحًا نحو بناء بيئات متكاملة، حيث تتحول الأدوات من مجرد تطبيقات منفصلة إلى منظومات متشابكة يديرها الذكاء الاصطناعي وفق قواعد الحوكمة والأمن.
التوجّه هنا يعكس قناعة بأن المؤسسات لم تعد تبحث فقط عن أداة جديدة تعالج مهمة محددة، بل عن آليات قادرة على تنظيم وتشغيل وتنظيم جميع الأدوات معًا. ومع ازدياد مطالب الامتثال والأمن السيبراني، تصبح هذه المنصات بمثابة "مركز قيادة" يضمن توازن الكفاءة مع الرقابة.
انعكاسات على مستقبل بيئة العمل
رغم أن خدمة "AI Experience" لم تكشف بعد عن تفاصيل التسعير أو نماذج الاشتراك، إلا أن الرسالة الأساسية واضحة: إدارة الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر أهمية من امتلاكه بحد ذاته. وكما كان التحول الرقمي قبل عقد يتطلب منصات لإدارة التطبيقات والسحابة، يبدو أن المرحلة التالية ستحتاج إلى طبقة إضافية تنظّم "الأدمغة الاصطناعية" وتنسّق بينها. يبقى التحدي الأكبر هو مدى تقبّل الموظفين لمثل هذا التغيير، وإلى أي مدى يمكن أن تتحقق الفائدة دون أن تتحول الأدوات نفسها إلى عبء جديد. فإذا نجحت، قد نشهد بيئة عمل أكثر ذكاءً تُسند المهام المتكررة إلى الوكلاء الرقميين وتتيح للعقول البشرية التركيز على القرارات الاستراتيجية والإبداعية.