ذكاء اصطناعي

Sora يتفوق على ChatGPT! مليون تنزيل في أول 5 أيام فقط

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

تطبيق "Sora" يتجاوز مليون تنزيل في خمسة أيام عبر نظام iOS.

يسمح "Sora" بإنشاء مقاطع فيديو قصيرة باستخدام نموذج "Sora 2" المتقدم.

تم توفير أدوات لضبط المحتوى بعد جدل حول الملكية الفكرية.

يعكس نجاح "Sora" الحاجة للتوازن بين الابتكار وضوابط الإشراف.

تأتي المرحلة الجديدة لتعزيز سرد القصص بفكرة واحدة عبر الذكاء الاصطناعي.

تجاوز تطبيق "Sora" من شركة OpenAI حاجز المليون تنزيل في أقل من خمسة أيام منذ إطلاقه على نظام iOS، متفوقًا في سرعة الانتشار على تطبيق "ChatGPT" الذي أطلقته الشركة نفسها قبل عامين. ورغم أنّ التطبيق الجديد ما يزال متاحًا عبر الدعوات فقط وفي مناطق محدودة، إلا أنّ هذا الإقبال اللافت يعكس شهية المستخدمين المتزايدة تجاه أدوات إنشاء الفيديو بالذكاء الاصطناعي.


فكرة التطبيق: تحويل الخيال إلى فيديو بضغطة واحدة

يتيح "Sora" للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو قصيرة باستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد "Sora 2"، القادر على توليد مشاهد متكاملة استنادًا إلى نصوص أو صور يختارها المستخدم. ويتضمن التطبيق ميزة "Cameos" التي تسمح بإدراج وجه المستخدم أو أحد أصدقائه في المشهد المُنشأ آليًا. هذه الفكرة القريبة من أدوات مثل *Runway ML* و *Pika Labs*، تأخذ منحى اجتماعيًا أكثر وضوحًا من خلال إمكانية التفاعل والمشاركة داخل المنصة نفسها.

بحسب تقرير The Verge، يُتيح "Sora" لمجتمع المستخدمين تصفح مقاطع من إنشاء الذكاء الاصطناعي ومشاركتها كما تُشارك مقاطع "ريلز" أو "تيك توك"، ما يشير إلى طموح OpenAI في دخول ساحة المنصات الإبداعية، وليس مجرد تقديم واجهة تقنية.


ردود فعل متباينة ومخاوف على الملكية الفكرية

أثار التطبيق سريعًا جدلًا واسعًا بعد قيام بعض المستخدمين بإنشاء مقاطع تضم شخصيات شهيرة أو علامات تجارية من دون تصريح. وردّت OpenAI بإتاحة أدوات جديدة لأصحاب الحقوق للتحكم في كيفية استخدام أعمالهم داخل "Sora"، كما بدأت بمنح المستخدمين إمكانية تحديد استخدام صورهم داخل المحتوى المنشأ. هذه الخطوة تأتي في سياق نقاش عالمي متزايد حول كيفية موازنة حرية الإبداع مع حماية الحقوق الفكرية في أدوات الذكاء الاصطناعي.

  • تحكم أصحاب الملكية الفكرية في ظهور رموزهم داخل نتائج التطبيق
  • خيار جديد للمستخدمين لتقييد استخدام صورهم الشخصية
  • إصلاحات في آليات الإشراف بعد شكاوى من تشدد النظام

"الفريق يعمل بجد لمواكبة النمو المتزايد والمزيد من الميزات قادمة قريبًا". — بيل بيبلز، رئيس تطبيق Sora


OpenAI بين سحر الابتكار وسقف الإشراف

يعكس صعود "Sora" السريع معضلة متكررة تواجه منصات الذكاء الاصطناعي العامة: كلما أصبحت أكثر جاذبية للمستخدمين، ازدادت الحاجة إلى الضبط والمراقبة. ومع أن OpenAI وضعت التطبيق في واجهة متجر "App Store" الأمريكي والكندي فقط في مرحلته الأولى، إلا أن المؤشرات الأولية توحي بأن الشركة تختبر نموذج "التوسع التدريجي المراقب"، كما فعلت سابقًا مع نسخ ChatGPT المدفوعة والتي لاقت إقبالًا مشابهًا عند إطلاقها.

من الناحية التقنية، يشير أداء نموذج "Sora 2" إلى قفزة كبيرة في فهم الحركة والضوء داخل مقاطع الفيديو المولدة آليًا، وهو ما كان يشكّل تحديًا للنماذج السابقة. كما أن دمج عناصر المستخدمين داخل اللقطات يمنح التجربة طابعًا شخصيًا أقرب للتطبيقات الاجتماعية الجديدة منها إلى أدوات التصميم الاحترافية.

ورغم بعض الانتقادات المتعلقة بكثافة الإشراف على المحتوى وتقييد بعض الطلبات، فإن سرعة الانتشار تؤكد أن المستخدمين لا يبحثون فقط عن الكفاءة التقنية، بل عن أدوات تمنحهم مساحة إبداع سهلة وسريعة. هذا ما قد يضع OpenAI في مواجهة غير مباشرة مع شركات مثل Meta وSnap التي تراهن على استخدام الذكاء الاصطناعي في ابتكار محتوى المستخدمين.

ذو صلة

مستقبل المحتوى المصنوع بالذكاء الاصطناعي

إذا كانت مرحلة ChatGPT قد غيّرت كيفية إنتاج النصوص، فإن "Sora" يشير إلى تحوّل مماثل في الصورة المتحركة: أدوات قادرة على سرد المشاهد والقصص بفكرة واحدة وواجهات استخدام لا تتطلب خبرة فنية. وبينما ما زال الجدل قائمًا حول الحدود الأخلاقية والإبداعية لهذه التقنية، يبدو أن الحواجز بين المستخدم والمحتوى تتلاشى تدريجيًا، ليفتح ذلك الطريق أمام جيل جديد من صناع الوسائط حيث يصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا وليس مجرد أداة.

ذو صلة