Spotify يطرح ميزة خلط الأغاني النادرة وتلخيصات الكتب الصوتية

صوت مألوف ينساب من سماعاتك، ثم يتكرّر للمرة الثالثة. في لحظة، يختفي الإحساس بالمفاجأة الذي يمنحه وضع التشغيل العشوائي. يبدو أن «العشوائية» لم تعد عشوائية بما يكفي. هنا تحديدًا قررت «سبوتيفاي» إعادة النظر في الطريقة التي يفهم بها المستخدمون مفهوم التبديل العشوائي للأغاني.

أعلنت منصة الموسيقى الشهيرة عن تحديث جديد لميزة التشغيل العشوائي يهدف إلى تقليل تكرار الأغاني المقترحة. الفكرة بسيطة ومبتكرة في الوقت نفسه: توليد مئات النسخ العشوائية من القائمة نفسها، ثم اختيار الترتيب الذي يحقق «الإحساس بالتجديد». الهدف ليس تغيير جوهر العشوائية، بل جعلها أقرب إلى طريقة تفكير الإنسان حين يبحث عن تنوّع فعلي داخل تجربته اليومية في الاستماع.

كانت سبوتيفاي قد قدّمت «الشَفَل الذكي» قبل عامين لمشتركيها المدفوعين، وهو نظام يعتمد على تفضيلات المستخدم وتاريخ استماعه لإضافة أغنيات جديدة تلقائيًا. لكن كثيرين شعروا بأنهم فقدوا السيطرة على قوائمهم، فالتحديث الأخير يعيد تلك السيطرة عبر جعل «العشوائية الأقل تكرارًا» هي الوضع الافتراضي، مع إمكانية العودة إلى النسخة القديمة من الإعدادات.

النهج الجديد يكشف عن تحوّل لافت في كيفية تعامل الشركات مع البيانات والسلوك البشري. لم تعد الخوارزميات تكتفي بالتحليل الإحصائي البارد، بل تحاول مطابقة التجربة مع «الشعور الصحيح». هذا التوازن بين المنطق الرياضي والتوقع النفسي هو ما يمنح المستخدم إحساسًا بالراحة والاستكشاف في آن واحد.

إلى جانب التحديث الموسيقي، كشفت سبوتيفاي عن ميزة «الملخّص الصوتي» المخصّصة للكتب الصوتية. تعمل التقنية المدعومة بالذكاء الصناعي على تلخيص المقاطع التي استمع إليها المستخدم حتى لحظة التوقّف، ما يتيح له العودة إلى الكتاب بسرعة دون الحاجة لإعادة التصفح. الميزة لا تستعين بمحتوى الكتب لتدريب النماذج، وتتميّز بأنّها تُقدّم ملخصًا منظمًا يعتمد على فهم تطوّر القصة لا على اقتباس النص الأصلي.

تبدو هذه الخطوة جزءًا من رؤية أوسع لدى سبوتيفاي لتصميم تجربة استماع تُشبه المستخدم أكثر مما تشبه القوائم العامة. فالتوازن بين العشوائية المميّزة وتذكّر ما يفضّله الفرد قد يكون حجر الأساس للجيل المقبل من خدمات البث الصوتي، حيث تُصبح الخوارزميات أكثر «تفهّمًا» لعادات الإنسان ومزاجه اللحظي.

ربما لن تكون الخطوة التالية في عالم الموسيقى تحسين جودة الصوت بقدر ما ستكون تحسين جودة المفاجأة. وبين الرياضيات والمشاعر، تحاول سبوتيفاي رسم خريطة جديدة للإصغاء، حيث تشعر بأنك تختار، حتى عندما تفعل الآلة ذلك نيابةً عنك.