Stellantis تتعاون مع Nvidia وUber وFoxconn لإطلاق أسطول من سيارات الأجرة الذاتية القيادة

في خطوة تعيد رسم ملامح صناعة السيارات العالمية، أعلنت شركتا **ستيلانتس** و**إنفيديا** عن شراكة استراتيجية تستهدف تطوير منصة متكاملة للسيارات الذكية المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. هذا التعاون ليس مجرد اتفاق تقني، بل يمثل نقطة تحول في طريقة تفاعل السيارات مع المستخدمين والطريق من حولهم، إذ تسعى الشركتان إلى جعل القيادة أكثر أماناً واتصالاً وذكاءً من أي وقت مضى.

وهذا يقودنا إلى جوهر التعاون بين العملاقين، الذي يتجاوز حدود الأدوات التقليدية نحو عالم رقمي متكامل داخل السيارة.

تقوم إنفيديا بتزويد ستيلانتس بوحدة حوسبة متقدمة من سلسلة **NVIDIA DRIVE**، وهي منصة مصممة لمعالجة البيانات الضخمة في الوقت الفعلي واستخدام خوارزميات تعلم الآلة لتفسير حركة المرور، وتحسين أداء أنظمة المساعدة على القيادة، وتمكين ميزات القيادة الذاتية. من جانبها، تخطط ستيلانتس لاستخدام هذه القدرات في سياراتها من علامات مثل **جيب** و**بيجو** و**فيات** من أجل توفير تجربة قيادة أكثر ذكاء وكفاءة في استهلاك الطاقة.

النتائج المتوقعة من هذا التعاون تتجاوز مجرد تحديث البرمجيات، بل تتجه نحو تحويل السيارة إلى جهاز متطور قادر على التواصل المستمر مع السحابة، وتحليل البيانات لتقديم قرارات تنبؤية في الوقت الحقيقي.

وبينما تبدو هذه الخطوة التقنية ضخمة في حد ذاتها، فإنها تحمل في طياتها رؤية أوسع لمستقبل التنقل المستدام.

تعمل الشركتان على دمج الذكاء الاصطناعي مع الشبكات الآمنة عبر الإنترنت، بما يسمح بتحديثات فورية للنظام وخدمات متكاملة مثل تحديد الأعطال التلقائي وتحسين أنظمة الملاحة الذكية. هذه التقنية تعني أن السيارة لن تكون مجرد وسيلة نقل، بل محطة تحليل متقدمة تساهم في تقليل الازدحام والانبعاثات الكربونية، وتزيد من كفاءة استهلاك الوقود. وبهذا، يتحول مفهوم السيارة من منتج ميكانيكي إلى منظومة رقمية متصلة بالبيئة المحيطة.

هذا الربط الوثيق بين الابتكار الرقمي والاستدامة يعكس الطموح المشترك للشركتين في قيادة التحول الأخضر في قطاع السيارات.

الاتفاق لا يقتصر على تطوير الأنظمة فحسب، بل يمتد إلى تدريب المهندسين وإنشاء بيئة تطوير مشتركة بين فرق ستيلانتس وإنفيديا لتبادل الخبرات في مجال الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية. بهذا النهج، تراهن الشركتان على بناء سيارات قادرة على التعلم والتطور مع الوقت، مع ضمان أعلى مستويات الأمان السيبراني وحماية البيانات.

وفي النهاية، يمكن القول إن هذه الشراكة تشكل خطوة حاسمة نحو إعادة تعريف علاقة السائق بسيارته. فبينما تتحد قدرات ستيلانتس في التصنيع مع خبرة إنفيديا في الحوسبة الذكية، يتبلور حلم السيارات الذاتية القيادة إلى واقع متسارع يجعل القيادة اليومية أكثر سهولة وأماناً واستدامة.