اكتشف Veo 3.1: قفزة جديدة في قدرات الإبداع الذكي

أعلنت شركة "جوجل" في الخامس عشر من أكتوبر 2025 عن إطلاق تحديث جديد لمنصة صناعة الفيديوهات الذكية "فلو" (Flow)، مدعومًا بالنموذج المطوّر "فيو 3.1" (Veo 3.1) من مختبر "ديب مايند"، في خطوة تهدف إلى منح المستخدمين مزيدًا من التحكم السردي والإبداعي في صناعة المحتوى المرئي باستخدام الذكاء الاصطناعي.

يأتي التحديث بعد خمسة أشهر من إطلاق أداة Flow التي حظيت بانتشار واسع، إذ تجاوز عدد المقاطع المنشأة عبرها 275 مليون فيديو خلال فترة وجيزة. ويبدو أن هذا النمو السريع كشف عن حاجة المستخدمين إلى أدوات أعمق للتحكم في التفاصيل الدقيقة، خصوصًا حين يتعلق الأمر بالمزج بين الصورة والصوت والتعديل السردي داخل المشهد الواحد.

النموذج الجديد Veo 3.1 يقدّم ما تصفه جوجل بأنه "تحسين جوهري في الواقعية والجودة السمعية"، مع دعم أوسع للملفات الصوتية في جميع ميزات Flow. إذ يمكن للمستخدم الآن العمل على الصوت بشكل موازٍ للصورة، في مراحل التحرير المختلفة من إنشاء المكونات ("Ingredients to Video") إلى تمديد المشهد ("Extend")، وصولًا إلى أدوات الإضافة أو الإزالة الكاملة للكائنات داخل اللقطة.

تتيح النسخة الجديدة بيئة إنتاج شبه مكتملة دون مغادرة المنصّة، وهي خطوة تعتبرها الصناعة دعمًا لمفهوم "التحرير داخل النموذج"، إذ لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على التوليد فقط، بل يمتد إلى المراجعة وإعادة التصوير الافتراضي. وتبرز خمس ميزات رئيسية ضمن هذا الإطار:

تتزامن هذه الخطوة مع تصاعد المنافسة في مجال توليد الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي، حيث تعمل شركات أخرى مثل OpenAI وRunway على تطوير حلول مماثلة تركز على التطابق بين النص والصورة. إلا أن جوجل تسعى لتمييز Veo عبر الدمج العضوي للصوت والسرد، ما قد ينعكس على مشاريع الواقع الافتراضي والوسائط التفاعلية.

من اللافت أن الشركة لم تطرح بعد أدوات "إضافة أو إزالة العناصر" ضمن واجهات الاستخدام للمطورين، رغم ذكرها في الإطار التجريبي، وهو ما يشير إلى أن التكامل الكامل بين أدوات التحرير البصرية يحتاج زمنًا أطول للتدقيق وضبط الجودة بين النماذج الصوتية والبصرية في آن واحد.

يدفع Veo 3.1 بمفهوم جديد يستبدل "التحريك بالرمز" بـ"الإخراج بالنية"، أي أن المخرج أو صانع المحتوى يمكنه تعديل الإيقاع الصوتي والإضاءة والملمس بمجرد تحديث الوصف النصي، مع الحفاظ على التناسق العام للمشهد. وإذا ما نُجحت هذه التجربة، فإن أدوات كـ Flow قد تتحول إلى استوديو إنتاج مصغّر داخل المنصّة ذاتها.

وفق رؤية الصناعة، تستهدف جوجل عبر هذا التحديث توسيع حضورها في سوق أدوات الفيديو التوليدية قبل اكتمال نضج المنافسين. لكن الأهم هو اختبار مدى قبول المستخدمين لفكرة "الفيديو الذكي" الذي يُدار بالكامل بالذكاء الاصطناعي، دون أن يفقد حسّ الحرفة البشرية. ومع نضج تقنيات توليد الصوت الواقعي، يصبح الخط الفاصل بين التوليد الآلي والإبداع الإنساني أقل وضوحًا من أي وقت مضى.