X تضيف ميزة تكشف استخدام VPN للمستخدمين الآخرين

في لحظة يتزايد فيها اهتمام الناس بحماية هويتهم الرقمية، يستعد تطبيق X لإطلاق خطوة مثيرة للجدل قد تغيّر الطريقة التي نُقيّم بها الخصوصية على الإنترنت. فالتطبيق الذي كان يعرف سابقًا باسم تويتر يفكر في إظهار إشعار عام على الملف الشخصي للمستخدمين الذين يعتمدون على شبكة VPN أثناء تصفحهم أو إعداد حساباتهم.

وفقًا لمقتطفات من كود التطبيق التي اكتشفها باحثون في موقع MacRumors، تعمل المنصة على اختبار ميزة جديدة تُخبر المستخدمين إذا كانت بيانات الدولة أو المنطقة الظاهرة في الملف الشخصي قد تأثرت باستخدام وكيل أو VPN. ويظهر في الكود المبدئي تنويه يقول إن “البلد أو المنطقة قد لا تكون دقيقة”، وهو ما يعني ضمنيًا أن نظام X تعرّف على اتصال عبر شبكة خصوصية افتراضية.

منذ أن بدأت المنصة حملتها لمكافحة الحسابات الوهمية والتصيد الإلكتروني، أعلن رئيس قسم المنتج في X، ميكيتا بير، عن أدوات جديدة لزيادة الشفافية مثل إظهار بلد الحساب أو عدد مرات تغيير الاسم. الهدف المعلن هو ردع المستخدمين الذين يختبئون خلف هويات رقمية غامضة لإطلاق حملات مضايقة أو نشر أخبار مضللة.

لكن هذه الخطوة، رغم نيتها المعلنة لمحاربة “الترولز”، قد تُثير قلق المستخدمين الذين يلجؤون إلى الإنترنت الآمن أو VPN كوسيلة لحماية موقعهم أو هويتهم، خاصة في البلدان ذات الرقابة الصارمة أو البيئات الإعلامية الحساسة.

خبراء الخصوصية عبّروا عن مخاوفهم من أن وسم الحسابات التي تستخدم VPN قد يجعل بعض الفئات عرضة للتمييز أو الشكوك غير المبررة. كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة NordVPN أشار إلى أنّ تمييز هذه الحسابات علنًا قد يعرّض الصحفيين والناشطين في الدول الخطرة للخطر فقط لأنهم اختاروا أداة لحماية بياناتهم. الأمر ذاته حذّر منه مدير ProtonVPN الذي أكد أن الاعتماد على منطقة المتجر كمرجع قانوني قد يؤدي إلى حرمان المستخدمين من خصائص أو محتوى يحق لهم الوصول إليه.

ما تقوم به X يعكس جدلًا أوسع في عالم التقنية: كيف نوازن بين الحاجة للشفافية ومطلب الخصوصية؟ فبينما ترى الشركات أن “الإفصاح” يعزز الثقة ويحد من السلوكيات المؤذية، يخشى المستخدمون من أن تتحول هذه الشفافية إلى شكل جديد من الرقابة الاجتماعية. ومع تزايد الاعتماد على الأدوات التي تخفي الموقع الحقيقي للمستخدم، يصبح السؤال عن ملكية البيانات وحدودها أكثر إلحاحًا.

قد تبدو ميزة بسيطة في واجهة تطبيق، لكنها تكشف عن اتجاه مستقبلي تعتبر فيه شركات التقنية أن الهوية الرقمية ينبغي أن تكون قابلة للتدقيق العلني. ومع دخولنا عصر الذكاء الاصطناعي والمراقبة الدقيقة للسلوك عبر المنصات، تبرز VPN كرمز للمساحة الشخصية الأخيرة للمستخدم العادي على الإنترنت.

يبقى السؤال مفتوحًا: هل تسعى X لحماية بيئتها من الإساءة الرقمية أم أنها تفتح الباب لعصر جديد من الشفافية المفرطة؟ في النهاية، يبقى جوهر القضية هو ما إذا كنا مستعدين للتخلي عن بعض من خصوصيتنا في سبيل شعور أكبر بالأمان الرقمي.