X تقولها بصراحة: إما أن تُعلنوا لدينا… أو نلجأ للقضاء!

2 د
تواجه منصة إكس تراجعًا حادًا في عائدات الإعلانات بعد تغييرات جذرية في سياساتها.
أجرى إيلون ماسك تغييرًا كبيرًا، مما أثار جدلاً حول اعتدال المحتوى وتسريح الموظفين.
أُطلقت حملات إعلانية مغرية لاستعادة المعلنين، لكن نتائجها لا تزال مخيبة للآمال.
تواجه المنصة دعوى قضائية، مما يزيد من التحديات المالية والقانونية الملحة.
ماسك متفائل بأن الإصلاحات ستجعل إكس مركزًا للتفاعل والتجارة الإلكترونية.
ما الذي يحدث مع منصة إكس (تويتر سابقاً)؟ سؤال أصبح مطروحاً بقوة بعد تراجع ملحوظ في عائدات الإعلانات على المنصة الشهيرة. فوفقاً لتقرير حديث نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، تواجه منصة إكس صعوبات بالغة في استعادة المعلنين الذين انسحبوا نتيجة لتغيرات كثيرة طرأت مؤخراً على الشبكة الاجتماعية.
هذه الأخبار ليست بالجديدة على متابعي المنصة؛ فمنذ استحواذ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على تويتر سابقاً وتغيير اسمها إلى إكس، شهدنا مشهداً مليئاً بالارتباك والتغيرات الجذرية في سياساتها وأسلوب عملها. ومن بين هذه التغيرات، لا ننسى الجدل حول سياسات الاعتدال في المحتوى، إلى جانب إلغاء العديد من الوظائف الهامة وتسريح آلاف العاملين بالشركة، ما فسّره البعض على أنه سبب رئيسي لتراجع ثقة المُعلنين.
وفي محاولة لمعالجة الأزمة وإغراء المعلنين بالعودة، أطلقت منصة إكس مؤخراً حملات إعلانية وعروضاً ترويجية مغرية، من ضمنها منح خصومات وتسهيلات مالية كبيرة للمعلنين الذين يعدون بزيادة إنفاقهم التسويقي. غير أن النتائج إلى الآن لا تزال بعيدةً عما كان متوقعاً، حيث تستمر شركات كبرى في الحذر والتردد حيال ضخ ميزانيات دعائية كبيرة إلى المنصة، التي باتت تشهد انخفاضاً ملموساً في حجم الإعلانات وأرباحها.
ولا تتوقف مشاكل منصة إكس عند تراجع عائدات الإعلانات فحسب، بل يواجه إيلون ماسك الآن تحدياً قانونياً جديداً؛ إذ رفعت شركة إعلانات كبرى مؤخراً دعوى قضائية ضد المنصة، تدّعي فيها انتهاك شروط العقد، وفشل الشركة في الوفاء بالتزاماتها المتفق عليها سابقاً، وهو ما قد يعني أعباء مالية وقانونية جديدة، قد تزيد من الضغط الواقع على الإدارة الحالية.
وعلى الرغم من هذه المصاعب، يواصل إيلون ماسك التعبير عن ثقته بأن القرارات والإصلاحات التي يقوم بها ستؤتي ثمارها قريباً، مؤكداً أنه يهدف لجعل منصة إكس مركزاً رئيسياً للتفاعل، والتجارة الإلكترونية، وحتى المعاملات المالية، وليس مجرد منصة تواصل اجتماعي تقليدية. لكن السؤال الذي يظل بلا إجابة دقيقة حتى الآن: هل سينجح ماسك بالفعل في تحقيق رؤيته الطموحة، أم أن المنصة ستحمل آثار هذه التحديات لفترة طويلة مقبلة؟
مع اقترابنا من نهاية هذا العام، يبدو أن التحديات لا تزال قائمة بوضوح أمام منصة إكس وإيلون ماسك. ولمساعدة المنصة على تخطي هذه العقبات، ستحتاج الإدارة إلى إعادة النظر بشكل أدق في الاستراتيجيات المتبعة حالياً، مع التركيز على تحسين سياسة المنصة المتعلقة بالمحتوى وتعزيز التواصل مع الشركات المعلنة، وكذلك بناء جسر من الثقة مع الجمهور من جديد. الأيام القادمة وحدها هي التي ستكشف مدى نجاح ما يقوم به ماسك وفريقه لتجاوز هذه الأزمة المعقدة.