ذكاء اصطناعي

آبل تقتحم سوق الهواتف القابلة للطي بشاشة “خالية من التجاعيد” من سامسونغ

محمد كمال
محمد كمال

4 د

تعتزم آبل إطلاق أول آيفون قابل للطي بشاشة "خالصة من التجاعيد" في 2026.

تستخدم تقنية سامسونغ المتطورة لتوزيع الضغط، مما يمنع ظهور التجاعيد.

تتعاون آبل مع Fine M-Tec لتوفير الصفائح المعدنية الدقيقة للشاشات.

يتوقع أن يكون سعر الآيفون القابل للطي مرتفعًا بسبب التكلفة العالية للمواد.

قد تُغير آبل معايير السوق لتبني تكنولوجيات تمنع ظهور التجاعيد.

يبدو أن عام 2026 سيشهد انطلاقة ثورية في عالم الهواتف الذكية، مع خطوة جريئة من آبل لإطلاق أول آيفون قابل للطي يحمل في طياته شاشة متقدمة كلياً خالية من التجاعيد، بفضل شراكة استراتيجية مع سامسونغ ديزلاي. هذه القفزة التقنية، إن صحت التوقعات، قد تعيد رسم معايير التصميم والجودة وتجلب معها جيلاً جديداً من أجهزة الهواتف الذكية.


من قلب التكنولوجيا: كيف تعمل الشاشات “مضادة التجاعيد”؟

في التفاصيل، تبرز تقنية سامسونغ الجديدة في عرض الشاشات، حيث تعتمد على نظام معدني متطور مدمج داخل الشاشة، مهمته توزيع الضغط الميكانيكي الناتج عن الطي المتكرر. بعكس معظم الهواتف القابلة للطي في السوق التي تعاني ظهور تجاعيد أو خطوط واضحة في موضع الطي، تهدف هذه التقنية إلى إبقاء شاشة آيفون ناعمة وبلا أي تشوهات حتى بعد سنوات من الاستخدام. العنصر السحري يكمن في صفائح معدنية دقيقة بدقة مجهرية وزعت بشكل ذكي وسط الشاشة، بحيث تمتص الضغط وتعيد توزيعه بسلاسة، ليبقى السطح أملساً متجانساً. ويلاحظ هنا أن سامسونغ ستنتقل من أسلوب النقش المعتاد إلى تقنيات الحفر بالليزر عالية الدقة، مما يسمح بإنشاء أنماط دقيقة جداً تمنح الشاشة مرونة وصلابة في آن واحد وتتفوق حتى على ما تقدمه أجهزة Galaxy الحالية من سامسونغ نفسها. هذه الخطوة تعني أن آبل تضع معياراً جديداً في السعي نحو تجربة مشاهدة متواصلة بلا أي عيب بصري.

وهذا يقودنا إلى البعد الصناعي لتصنيع هذه الشاشة المميزة.


Fine M-Tec: شريك التصنيع الأول

في هذا المشهد الجديد، حصدت شركة Fine M-Tec نصيب الأسد من عقود تزويد آبل بالمكون الأساسي لنجاح الشاشة المضادة للتجاعيد: صفائحها المعدنية فائقة الدقة. تشير التقديرات إلى أن الشركة ستزود آبل بأكثر من 80% من طلبات هذه الصفائح، على أن تبدأ الشحنات في الربع الأول من 2026، وبكميات ضخمة قد تصل إلى 15 مليون وحدة سنوياً. ونتيجة لاعتماد تقنيات الحفر بالليزر عالية المستوى لضمان جودة أعلى وتلبية لمعايير آبل الصارمة، ستزيد تكلفة هذه الصفائح لقرابة 35 دولاراً للوحدة مقارنة بأرقام أقل كثيراً للمنتجات التقليدية. هذا الشراكة دفعت Fine M-Tec لتوسيع مصانعها، خصوصاً في فيتنام، لتحمل حجم الإنتاج المنتظر وتفي بمواصفات آبل الدقيقة. وبهذا يتحول الابتكار التقني إلى فرصة اقتصادية ضخمة تعيد توزيع خريطة موردي الهواتف الذكية.


اختيار عملي يضع الاستقرار فوق الانفرادية

من المهم الإشارة إلى أن قرار آبل النهائي بتبني تقنية سامسونغ المُجربة بدلاً من تطوير حل خاص بها من الصفر جاء حرصاً على استقرار خطوط الإنتاج وسلاسة الإمداد. عادة ما تميل آبل لتأجيل الدخول في السباق حتى تضمن أعلى جودة وأفضل موثوقية، حتى لو يعني ذلك عدم تصدر السوق من حيث الزمن، بل من حيث التفوق النوعي لاحقاً. هذا الأسلوب الاستراتيجي، بحسب المحللين، سيمنح الشركة قوة تنافسية هائلة، خصوصاً مع توقعات بارتفاع الطلب على أول آيفون قابل للطي من آبل رغم دخوله المتأخر مقارنة بالمنافسين في السوق الصيني والكوري.

ومع تبلور صورة المنتج النهائي، من المتوقع أن يطال التأثير السوق بأكمله.


سعر مرتفع ومواصفات فائقة: هل تتغير قواعد اللعبة؟

ذو صلة

وفق التحليلات الأولية، سيصنف جهاز آبل الجديد ضمن الفئة الفاخرة، بسعر قد يتجاوز 2000 دولار ليصل حتى 2500، تعبيراً عن تكاليف المواد المستخدمة والتقنية الملفتة في الشاشة. ويرى مراقبون في السوق أن رغبة المستخدمين في اقتناء هذا الابتكار ستتخطى حاجز السعر، إذ يتوقع البعض أن تحقق آبل مبيعات ضخمة فور الإطلاق. من جانب آخر، سيدفع ظهور هذا الجهاز بقية الشركات للمسارعة بتبني تكنولوجيات مشابهة لمنع ظهور “التجاعيد” في أجهزة المستقبل، ما يمهد لعصر جديد من الشاشات المطوية المتفوقة على جميع الأصعدة.

في الختام، من الواضح أن آبل لم تكتفِ بركوب موجة الأجهزة القابلة للطي بل قررت أن ترفع السقف بمعاييرها وجودتها المعتادة. ربما كان من الأجدى تضييق نطاق المصطلحات التقنية قدر الإمكان في بعض المواضع لزيادة وضوح الفكرة، كما أن التشديد على الأثر المتوقع لهذه التقنية على السوق قد يمنح المقال ترابطاً أقوى بين الابتكار والتغيرات القادمة في عالم الهواتف الذكية. والأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف مدى النجاح لهذا الرهان الجديد على الابتكار في التصميم والتقنية.

ذو صلة