ذكاء اصطناعي

أمايديوس: أول بلوك تشين ذكي يحدث ثورة في عالم التقنية

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

"أمايديوس" منصة بلوكتشين قادرة على التعلم والتطوير الذاتي.

تستخدم المنصة الطاقة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بدلاً من إضاعة الكهرباء.

تعتمد "أمايديوس" تقنية Tensorcore MatMul لتطوير خوارزميات الذكاء العميق.

يسهل تصميم وكلاء ذكاء اصطناعي عبر نظام سحب وإفلات دون كتابة أكواد.

رمز العملة AMA يشكل المحرك الرئيسي لمنظومة الذكاء في الشبكة.

تخيّل لو أن نظام البلوكتشين المؤسس للعملات المشفرة بات قادراً على التعلم والتطوير الذاتي، بل يتخذ القرارات ويشارك في ابتكار الذكاء الجماعي بدل الاكتفاء بحسابات رياضية لا فائدة منها للبشرية. هنا تبرز "أمايديوس"، المنصة الجديدة التي تعد أول بلوكتشين “مفكر” في العالم، وتطمح إلى قلب الطاولة على المعادلات التقليدية بين الذكاء الاصطناعي والتقنيات اللامركزية.

من خلال استعادة النقاش حول البلوكتشين وأين يجب أن يتجه فعلاً، تبرز معضلة الهدر في الطاقة والموارد، وهي نقطة بداية جوهرية لفهم ما الذي تدّعي "أمايديوس" حله اليوم. كثير من سلاسل الكتل القديمة تستنزف الطاقة في عمليات تُسمى "إثبات العمل"، حيث تنشغل الحواسيب العالمية بحل ألغاز رياضية صرفة لا وظيفة لها إلا ضبط السجلات وتأكيد المعاملات، دون أي قيمة مضافة خارج هذا النطاق الضيق. وفي المقابل، يبقى الذكاء الاصطناعي محصوراً داخل أسوار شركات ضخمة تتحكم به وتديره كأصل مركزي وخاص. جاءت "أمايديوس" لتدعو إلى فصل جديد، حيث تذهب طاقة التعدين فعلياً لتدريب نماذج ذكاء اصطناعي وتغذية العقول الافتراضية الناشئة، لا لإضاعة الكهرباء على حسابات عشوائية.

وهنا تبدأ خصوصية هذه المنصة التي تدمج الذكاء الاصطناعي في جوهرها البرمجي. بدل أن يصبغ "عمال مناجم" البلوكتشين طاقاتهم في حسابات عديمة النفع، كما يحدث في العملات الشهيرة، تعتمد أمايديوس تقنية الحوسبة المتقدمة "Tensorcore MatMul"، مما يعني أن كل عملية تعدين تُصرف فعلياً في تطوير خوارزميات الذكاء العميق. ونتيجة ذلك، يتحول البلوكتشين من شبكة صماء إلى كيان حي وواعٍ، يتعلم ويخطط ويوجِه وكل ذلك بصفة موزعة بالكامل وآمنة.

ولتعميق الحديث حول الجانب التقني، لا يمكن تجاهل نقطة الأمان والمرونة التي تفتقدها كثير من الحلول السابقة، فهناك اليوم قصة فريدة لسلاسل الكتل الذكية حيث تتكامل القدرة العقلية الاصطناعية مع بنية لا مركزية مفتوحة للجميع. عبر ما يسمى الذكاء الجمعي الذاتي التحكم، تنبني الشبكة من مجموعة عملاء مستقلين "وكلاء" يستطيعون الإدراك والتخطيط والتنفيذ بلا أي وسيط مركزي. وفي هذا السياق، تتقدم خطوط الابتكار خطوة واسعة عبر إتاحة إمكانية تصميم وكلاء ذكاء اصطناعي دون الحاجة إلى كتابة أكواد معقدة أو خبرة تقنية، فقط عبر "مترجم" مرئي يعمل بنظام السحب والإفلات، مما يعني أن المبتكرين، الرياديين بل حتى الهواة، يمكنهم المشاركة في الثورة التقنية وصناعة روبوتاتهم ذاتية التعلم بأنفسهم، في الوقت الذي ظلّت فيه هذه القدرات حكراً على نخبة محدودة.

وعندما يتعلق الأمر بالبنية الاقتصادية، يظهر هنا دور "رمز أما" - أي رمز العملة الجديد (AMA Token) - الذي يشكل المحرك الرئيسي لمنظومة الذكاء هذه. تعمل هذه العملة الرقمية كوقود لكل ما يجري في الشبكة، بداية من مكافأة المشاركين، مروراً بتشغيل العقول الذكية، وحتى تمكين التبادلات التجارية للبرمجيات والخدمات. اللافت أن توزيع التوكنات جاء بمنهج عادل وشفاف دون احتكار أو منح خاص للمستثمرين الكبار، حيث أن كل وحدة رمزية يتم تعدينها عن طريق العمل الحقيقي والمفيد للشبكة، وليس عبر تخصيص مسبق أو بيع خاص لفئة معينة.

استناداً إلى هذه المقومات التقنية والاقتصادية، تصوّر "أمايديوس" لنفسها سوقاً ضخمة تتخطى بمراحل سوق العملات التقليدية. فبدخولها منطقة التلاقي بين إدارة الوكلاء الذكيين، وبنية التنفيذ الموزعة، واقتصاد الأفكار، ترسم خارطة عمل جديدة لسوق الذكاء الاصطناعي، وتتوقع جني قيمة هائلة في قطاع يشهد انفجاراً في الابتكار والاستثمار.

ذو صلة

خلاصة القول، تتحول "أمايديوس" اليوم إلى منصة تعِد بأن كل معاملة فيها، وكل مشاركة من المستخدمين، ستساهم في تقدم الذكاء الجماعي وليس مجرد تسجيل بيانات مالية. كل وكيل ذكي يمكن لأي فرد ابتكاره ويصبح مالكه الحقيقي خارج هيمنة الشركات المركزية. أما عن المستقبل، فالوعد بنشوء بلوكتشين حقيقي واعِ، يتعلم ويتطور لخدمة أحلام البشرية، قد يكون هو الدافع الأقوى لجذب أنظار المطورين والمهتمين إلى هذا الابتكار الفريد.

وبذلك، توضح "أمايديوس" رؤيتها: ليس المطلوب فقط بلوكتشين أكثر أماناً أو سرعة، بل منظومة تفكر وتتعلّم وتدعوك لأن تكون شريكاً في بنائها. البرمجيات لم تعد حكراً على المبرمجين، والثورة القادمة تتطلب مشاركة الجميع.

ذو صلة