ذكاء اصطناعي

أمل جديد لمرضى الكلى… Nephrogen تطوّر علاجًا يجمع الذكاء الاصطناعي بالعلاج الجيني

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

3 د

شركة نيفروجين تطور علاجًا جينيًا لأمراض الكلى بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.

يعتمد العلاج على تقنية كريسبر لتوصيل الأدوية الجينية إلى الخلايا المريضة بدقة.

تهدف الشركة لبدء التجارب السريرية بحلول عام 2027 بجمع تمويل قدره أربعة ملايين دولار.

ترى نيفروجين أن منصتها تمثل طبًا شخصيًا متكاملاً باستخدام الذكاء الاصطناعي.

يسعى المشروع إلى تقديم حلول لأمراض وراثية ومزمنة بدون علاج حالي.

تخيل أن يتمكن مريض بمرض وراثي مزمـن في الكلى من عكس مسار المرض بدواء واحد موجّه بدقة إلى الخلايا المصابة فقط، دون أن يتأثر باقي الجسم بأي آثار جانبية. هذا الحلم لم يعد بعيدًا بفضل شركة ناشئة تحمل اسم **نيـفروجين** (Nephrogen)، التي توصلت إلى مزيج واعد من العلاج الجيني والذكاء الاصطناعي قد يغيّر مستقبل علاج أمراض الكلى.

كانت بداية القصة شخصية جدًا لمؤسس الشركة، **ديميتري مكسيم**، الذي ورث مرض الكلى المتعدد الكيسات (PKD) من والدته. هذه المعاناة ألهمته منذ مراهقته أن يبحث عن دواء حقيقي، لا يخفف الأعراض فحسب، بل يوقف المرض من جذوره. وأثناء دراساته العليا في جامعة ستانفورد عام 2021، قرأ دراسة علمية أظهرت إمكانية عكس المرض في الفئران باستخدام تقنية **كريسبر (CRISPR)** لتحرير الجينات، وهو ما مثّل لحظة التحول التي غيّرت مسار حياته.

وهذا يربط بين حلمه الشخصي ورؤيته العلمية التي تجسّدت لاحقًا في إطلاق شركة "نيـفروجين" عام 2022.


الذكاء الاصطناعي في خدمة العلاج الجيني

واجه مكسيم تحديًا تقنيًا هائلًا: كيف يمكن توصيل العلاجات الجينية مباشرة إلى الخلايا المريضة داخل الكلى بدقة وأمان؟ هنا تدخّل الذكاء الاصطناعي. طوّرت نيفروجين نظامًا يعتمد على **التعلم الآلي** وعمليات فحص متقدمة لتصميم آلية توصيل دوائية مخصّصة قادرة على نقل العلاج الجيني إلى الخلايا المستهدفة فقط.

بعد ثلاث سنوات من البحث المكثف، تقول الشركة إن منصتها الجديدة أكثر كفاءة في إيصال الدواء إلى الكلى بمقدار **100 مرة** مقارنة بالطرق المعتمدة حاليًا من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). هذا الإنجاز يقلب موازين العمل في مجال **الطب الحيوي** والعلاجات الموجهة بدقة.

وهذا يفتح الباب لمرحلة جديدة من التجارب السريرية التي قد تنقل الطب الجيني نقلة نوعية.


نحو تجارب سريرية في 2027

تخطط نيفروجين لبدء التجارب السريرية بحلول عام 2027، مستندة إلى دواء تطويره داخليًا ونظام النقل المبتكر الذي تمخض عن أبحاثها. وقد بدأت الشركة بالفعل جمع **تمويل أولي قدره أربعة ملايين دولار** لتغطية تكاليف التصنيع والفحوصات السريرية الأولية. في خطوة نادرة وشجاعة، صرّح مكسيم أنه ينوي أن يكون أحد المشاركين الأوائل في التجربة، متحديًا مرضه بنفس التقنية التي اخترعها.

وهذا يسلط الضوء على الجانب الإنساني للمشروع، حيث يتحول الباحث إلى مريض يختبر الحل الذي عمل على بنائه بأمل شفاء نفسه وآلاف غيره.


منصة مستقبلية لأمراض لا علاج لها

ما تبحث عنه نيفروجين لا يقتصر على مرض الكلى الوراثي فحسب. فالشركة ترى في منصتها نموذجًا لعصر جديد من العلاجات الجينية الموجّهة التي يمكن أن تُستخدم لعلاج أمراض أخرى مزمنة أو وراثية لا تملك علاجًا حتى الآن. عبر الجمع بين قوة **الذكاء الاصطناعي الحيوي** ودقة **تحرير الجينات**، تتجه نيفروجين نحو ما تسميه “طبًا شخصيًا متكاملاً”، حيث يُصمم العلاج لكل مريض وفق خريطته الجينية.

ذو صلة

في الخلاصة، يعكس مشروع نيفروجين روح الابتكار التي تقودها شركات التكنولوجيا الحيوية الناشئة، جامعًا بين **علم البيانات**، و**البيولوجيا الجزيئية**، و**الطموح الإنساني** لكسر الحواجز بين المرض والعلاج. وبينما يستعد مكسيم وفريقه للعرض في مؤتمر **TechCrunch Disrupt 2025**، يبدو أن رحلتهم من الألم إلى الأمل تحمل وعدًا حقيقيًا بمستقبل تُشفى فيه أمراض الكلى — وربما ما بعدها — ببرمجة دقيقة كما يُكتب سطر من الكود.

ذو صلة