ذكاء اصطناعي

إيلون ماسك يكشف عن تجربة زرع شريحتين عصبيتين في دماغ إنسان لأول مرة

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

3 د

أعلن إيلون ماسك عن خطة لزرع شريحة دماغية مزدوجة في مشروع نيورالينك.

تغيير شريحة نيورالينك حيات نولاند آربو، مما يمكنه من التحكم بالحاسب بأفكاره.

يسعى مشروع نيورالينك لتوسيع قدرات الإنسان عبر التقنية العصبية.

آربو ينتقل من طالب مجتهد إلى محاضر تحفيزي لنشر رسالة التكنولوجيا الإنسانية.

اتساع برنامج نيورالينك التجريبي ليشمل 12 مريضًا آخر حول العالم.

في خطوة تثير الخيال العلمي بقدر ما تعيد تعريف الواقع، أعلن إيلون ماسك أن أول مريض في مشروع «نيورالينك»، نولاند آربو، قد يصبح أول إنسان يحصل على زرعتين دماغيتين أو تحديث للجهاز الحالي، في تجربة تمهّد لمرحلة جديدة من التواصل بين الدماغ والحاسوب. الإعلان جاء عبر منصة «إكس»، حيث أشار ماسك إلى أن التطوير المقبل قد يمنح مستخدمي الشرائح قدرات تفوق سرعة تفاعل معظم البشر، بل وحتى جميعهم في ألعاب الفيديو التي تتطلب تركيزاً واستجابة فورية.

هذا الإعلان يأتي بعد واحدٍ وعشرين شهراً من العملية الجراحية الأولى التي أجريت لآربو عام 2024، والتي شكلت علامة فارقة في تاريخ واجهات الدماغ والحاسوب.

#### من الشلل إلى التواصل الفكري الكامل


آربو، الذي شُلّ من الكتفين للأسفل إثر حادث غطس عام 2016، روى كيف غيّرت الشريحة الإلكترونية حياته بالكامل. أصبح اليوم قادراً على التحكم في الحاسب الآلي باستخدام أفكاره فقط، فيكتب ويرسل الرسائل ويلعب ألعاباً استراتيجية مثل “سيفيلايزيشن”. ويوضح المريض الثلاثيني أن حياته اليومية اكتسبت معنى جديداً بفضل النظام المزروع في دماغه الذي أطلق عليه اسم “إيف”.

وهذا يربط بين قصة نولاند الفردية والطموح الأوسع لمشروع «نيورالينك» الرامي لتوسيع قدرات الإنسان الفكرية والجسدية عبر التقنية العصبية.


العلم والتعليم ومشروع الأمل


يكرّس آربو الآن وقته للدراسة الجامعية، متابعاً تخصصات في علم الأعصاب والكيمياء والأحياء والرياضيات، محققاً درجات مرتفعة تدل على مدى تحسنه الذهني والنفسي. ويقول إن حياته أصبحت تدور حول شغف التعلم والاستمتاع بالعودة إلى النشاط الفكري الذي حُرم منه سنوات طويلة.

انتقاله من طالب مجتهد إلى مُلهم لغيره كان طبيعياً، إذ بدأ مسيرة جديدة كمحاضر تحفيزي بعد مشاركته في مؤتمر تقني نظمته مجلة "فورتشن". ومن المقرر أن يشارك في مؤتمرات دورية اعتباراً من عام 2026 لنشر “الرسالة الإنسانية” التي تمثّلها التكنولوجيا العصبية.

وهذا يعزز فكرة أن دمج التقنية بالأعصاب ليس مجرد مشروع طبي، بل تجربة تمسّ معنى النشاط الإنساني نفسه.


توسّع التجارب البشرية حول العالم


شركة «نيورالينك» أعلنت عن اتساع برنامجها التجريبي ليشمل اثني عشر مريضاً آخر حول العالم، استُخدمت أجهزتهم لأكثر من 15 ألف ساعة تشغيلية. من بين هؤلاء محارب قديم في ميامي أُجريت له العملية في أبريل، إضافة إلى مرضى في كندا مع انطلاق التجارب هناك في أواخر 2025. هذه الأرقام تشير إلى تسارع ملحوظ في وتيرة التطوير والاختبار، وتؤكد أن الشركة وصلت إلى مرحلة تطبيقية متقدمة.

وهذا يربط بين الحاضر السريع لنيورالينك ومستقبلها الطموح نحو تطوير أنظمة مزدوجة تحقق تواصلاً أكثر سلاسة بين الدماغ والأجهزة الذكية.


نحو عقل متصل بالعالم

ذو صلة


مفهوم الزرعتين الدماغيتين يعني أن المستخدم قد يتمكن من التحكم في أنظمة متعددة في وقت واحد، وهو ما يمثل قفزة كبيرة في مسار واجهات الدماغ–الحاسوب. ومع أن ماسك لم يحدد جدولاً زمنياً للتحديث المزدوج، لمح آربو إلى “أخبار كبيرة” سيكشف عنها في مطلع عام 2026، ما يثير الترقب لمفاجآت جديدة في عالم التكنولوجيا العصبية.

وفي الختام، يظل مشروع «نيورالينك» بين الحلم والواقع: حلم بإنسان قادر على تجاوز إعاقاته بفضل العلم، وواقع يفرض تساؤلات أخلاقية وتكنولوجية حول حدود الدمج بين الذكاء البيولوجي والرقمي. لكن المؤكد أن رحلة آربو تُثبت أن المستقبل الذي طالما تخيله العلماء لم يعد بعيداً، بل بدأ يتشكل داخل عقولنا فعلاً.

ذو صلة