إيلون ماسك يهدد بمقاضاة آبل بسبب تصنيف تطبيق Grok وسام ألتمان يرد بقوة!

4 د
إيلون ماسك يتهم آبل بانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار بسبب تفضيلات التطبيقات.
ماسك يهدد باتخاذ إجراءات قانونية ضد آبل بسبب تفضيلها لـ OpenAI.
سام ألتمان يصف ادعاءات ماسك بأنها "غير مسبوقة" ويتهمه بالتحايل.
آبل تواجه انتقادات مستمرة بشأن نزاهتها في إدارة متجر التطبيقات.
الجدل يعكس المنافسة الشرسة بين عمالقة التقنية على سوق الذكاء الاصطناعي.
في جولة جديدة من الصراعات بين روّاد التكنولوجيا، عاد الجدل ليحتدم بين رئيس شركتي تسلا وتويتر إيلون ماسك، وكل من شركة آبل وسم ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI. ففي تغريدة نارية مساء الاثنين، اتهم ماسك العملاق الأمريكي آبل بأنها تتعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي على منصتها بشكل غير عادل، وتهدف إلى منع شركات غير OpenAI من بلوغ المركز الأول في متجر التطبيقات App Store.
اتهامات ماسك وتهديده بالتصعيد القانوني
أثار ماسك الكثير من الجدل عندما كتب عبر تويتر (X): "آبل تتصرّف بطريقة تجعل من المستحيل على أي شركة ذكاء اصطناعي غير OpenAI أن تصل للمرتبة الأولى في متجر التطبيقات، وهذا يعدّ انتهاكاً واضحاً لقوانين مكافحة الاحتكار. شركة xAI ستتخذ إجراءات قانونية فورية". من الواضح أن تصريح ماسك جاء بعد الإعلان عن شراكة بين آبل وشركة OpenAI، التي طوّرت روبوت المحادثة الشهير شات جي بي تي (ChatGPT)، ما عزّز الشكوك حول تفضيل آبل لبعض التطبيقات على حساب الأخرى في مجال الذكاء الاصطناعي.
وهذا يضعنا أمام سؤال: هل هناك دلائل فعلية على تحيّز آبل؟ في الحقيقة، سارعت منصة تويتر نفسها بالرد على كلام ماسك، حيث أضاف أعضاء مجتمع X تعليقات توضح أن تطبيقات مثل Deepseek وPerplexity بالفعل وصلت إلى قمة ترتيب متجر التطبيقات مؤخراً، حتى بعد شراكة آبل مع OpenAI في عام 2024. أما تطبيق Grok، التابع لشركة xAI والمملوك لماسك، فتراجع إلى المرتبة الخامسة في الترتيب، خلف تطبيق تشات جي بي تي وتطبيق Threads.
الرد القوي من سام ألتمان: تبادل الاتهامات
بعد تصاعد الانتقادات، قرر سام ألتمان، المدير التنفيذي لـ OpenAI، الرد مباشرة على ماسك، فوصف في تغريدة ما قاله بأنه "ادعاء غير مسبوق"، وألمح في الوقت نفسه إلى أن ماسك نفسه متهم بمحاولة التحايل على ترتيب التطبيقات على منصة X لصالح شركاته الشخصية وللإضرار بالمنافسين والأشخاص الذين لا يرتاح إليهم. هنا يتضح أن النزاع بين ماسك وألتمان ليس وليد اللحظة، بل امتد عبر سنوات من المنافسة الحادة والاتهامات المتبادلة. حيث خاض الطرفان في السابق أكثر من جولة قانونية وإعلامية حول أفضلية تقنيات الذكاء الاصطناعي وحظوظ كل طرف في هذا السوق الثمين.
وفي هذا السياق، يمكن ربط ما يحدث اليوم بتاريخ من الخصومة بين كبار قادة التقنية، بدءاً من المعارك بين ماسك وترامب، مروراً بمشاجرات ماسك مع مارك زوكيربرغ حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته، وليس انتهاءً بالخلافات المتجددة بين ألتمان وماسك.
خلفية: سجل آبل مع متاجر التطبيقات والمعارك القضائية
تجدر الإشارة إلى أنه رغم أن اتهامات ماسك تثير الكثير من الجدل والإثارة، إلا أن آبل واجهت سابقاً دعاوى قضائية تتعلق بسياستها في إدارة متجر التطبيقات، كان أشهرها النزاع مع شركة Epic Games المطورة للعبة Fortnite. فقد اتهمت الأخيرة آبل بفرض قيود تضر المنافسة وتعيق ظهور بعض التطبيقات، وهي قضية ما زالت تتردد أصداؤها في أروقة القضاء الأمريكي، خصوصاً بعد إثبات انتهاك آبل لبعض أوامر المحكمة المتعلقة بقوانين مكافحة الاحتكار.
وهذا يربط بين اتهامات ماسك الأخيرة وسوابق آبل القانونية مع شركات أخرى. فتاريخ شركة آبل في تعاملها مع متاجر التطبيقات يوضح أنها تواجه بالفعل اختبارات دورية حول مدى نزاهتها وشفافيتها في إدارة السوق، خاصةً في ظل تصاعد أهمية الذكاء الاصطناعي وازدهار تطبيقاته وانتشار المساعدات الشخصية الذكية.
هل يتحوّل الجدل إلى معركة قانونية حقيقية؟
بين مناورات التصريحات الساخنة والحروب التقنية والإعلامية، تتجه الأنظار لمعرفة ما إذا كان ماسك سيمضي بالفعل في التهديد ويتخذ خطوات قانونية ضد آبل. المتابعون يرون أن هذا الصدام يعكس حجم المنافسة الشرسة والسيطرة التي يسعى كل طرف لفرضها على سوق التطبيقات الذكية، وخاصةً منصات المحادثة الآلية. ومع ارتباط ذلك بسمعة كل شركة، تبرز مواضيع مكافحة الاحتكار، حياد المنصات، وقوة الشركات العملاقة في التأثير على البرامج الناشئة وفرص حضورها في السوق.
في النهاية، يبقى المشهد مرشحاً لمزيد من التصعيد بين كبار رواد الأعمال في وادي السيليكون، وتجدر المتابعة لمعرفة مآلات معركة التصنيفات والمتاجر الافتراضية، حيث يلتقي الاستثمار الضخم والطموحات اللامحدودة مع تشريعات المنافسة والتقنية الحديثة، في سباق لا يبدو أنه سيهدأ قريباً.