ذكاء اصطناعي

اكتشاف برازيلي واعد: سم عقرب من الأمازون قد يصبح علاجاً فعّالاً لسرطان الثدي

محمد كمال
محمد كمال

3 د

كشفت دراسة برازيلية عن مركب في سم عقرب الأمازون يمكنه قتل خلايا سرطان الثدي.

يُظهر المركب الجديد قدرة على التفوق على الباكليتاكسيل، أحد أدوية العلاج الكيميائي.

استخدم الباحثون طريقة "النخر" لقتل الخلايا، مما يجعل العلاج أكثر فعالية.

يعمل الباحثون على إنتاج المركب بكميات كبيرة باستخدام تقنية التعبير الجيني المغاير.

يفتح التعاون العلمي الدولي آفاقًا جديدة لتطبيق هذا العلاج بشكل عملي في المستقبل.

هل تخيّلت يومًا أن يكون السم، ذلك السائل المخيف في أذهان الجميع، مفتاحًا لثورة علاجية في مواجهة السرطان؟ هذا ما كشف عنه فريق بحثي برازيلي، حيث استطاعوا تحديد مركب جديد في سم عقرب الأمازون (Brotheas amazonicus)، يحمل اسم "BamazScplp1"، أظهر فعالية واعدة جدًا في القضاء على خلايا سرطان الثدي، منافسًا بذلك أحد أشهر أدوية العلاج الكيميائي المعروفة "باكليتاكسيل".


قد يبدو غريبًا أن يستخدم العلماء سمّاً عقربيًا لمكافحة أمراض قاسية كالسرطان، لكن الواقع أن المركبات السامة تمتلك خصائص علاجية مذهلة إذا تم فصلها وتوظيفها بالشكل الصحيح. ونجح الباحثون في جامعة ساو باولو البرازيلية، بالتعاون مع معهد الأمازون الوطني للأبحاث وجامعة ولاية الأمازون، في إثبات قدرة المركب الجديد على قتل خلايا سرطان الثدي في المختبر عبر أسلوب يدعى بـ "النخر" (Necrosis)، بدلًا من الطريقة التقليدية "التدمير الذاتي للخلايا" أو ما يُعرف بالتدمير المبرمج (Apoptosis).

وهذه الطريقة من شأنها التغلب على مقاومة بعض خلايا السرطان للعلاج التقليدي، حيث تظهر نتائج الاختبارات الأولية فعالية مماثلة للباكليتاكسيل، الدواء الكيميائي واسع الاستخدام في علاج سرطان الثدي. وتبرز أهمية هذا الاكتشاف خصوصًا في ظل انتشار سرطان الثدي العالمي، الذي يعد من المسببات الرئيسية للوفيات المرتبطة بالسرطان بين النساء.

ليست المرة الأولى التي تُثبت فيها السموم فعاليتها في علاج الأمراض المعقدة، فقد أشارت دراسات سابقة إلى امتلاك سموم عقارب أخرى مثل "Hottentotta saulcyi" خصائص فريدة تؤثر على التعبير الجيني داخل الخلايا السرطانية. إذ تؤدي هذه المركبات أيضًا إلى تعزيز إنتاج بروتينات مناعية وجينات مسؤولة عن تحفيز موت الخلايا، مما يكبح نمو الأورام.

هذا الاكتشاف الواعد لم يقتصر فقط على تحديد قدرة المركب بل شمل أيضًا خطوات متقدمة نحو تطبيقه عملياً. ففي مختبرات جامعة ساو باولو، بدأ الفريق العلمي بالفعل بإنتاج هذا المركب بكميات كبيرة عبر تقنية "التعبير الجيني المغاير" (Heterologous expression)، التي تعتمد على إدخال المادة الوراثية الخاصة بالمركب داخل خلايا خميرة خاصة تُعرف بـ "بيكيا باستوريس". هذه العملية سوف تمكن الباحثين من الحصول على المركب المعالج بكميات كبيرة، دون الحاجة للاعتماد على الاستخراج من العقارب مباشرة، ما يجعل العملية أكثر اقتصادية وصديقة للبيئة وأقل خطرًا.

تعاون علمي يفتح آفاقاً جديدة في مجال العلاج الطبيعي
هذا النجاح الذي تحققه المؤسسات البرازيلية من خلال مركز دراسات السموم والكائنات السامة، يبرز قيمة التعاون البحثي بين المؤسسات العلمية. وقد لفت الاكتشاف انتباه المجتمع العلمي الدولي، خاصة عند تقديم هذه النتائج في "أسبوع فابيسب في فرنسا 2025"، وهو ما يفتح الباب واسعًا أمام المزيد من الأبحاث الدولية لدراسة واختبار مثل هذه المركبات.

حاليًا، يسعى العلماء لإيجاد أساليب مبتكرة لتحسين طرق توصيل هذه المركبات العلاجية إلى الخلايا السرطانية تحديدًا، كاستخدام وسائل تعتمد على الجسيمات النانوية وربط المستخلصات الطبيعية مثل الليبيدات النباتية. يهدف هذا التوجه إلى رفع كفاءة ودقة العلاج وتقليل الآثار الجانبية السلبية على الخلايا السليمة المحيطة بالورم.

ذو صلة

وفي المستقبل القريب، إذا تجاوزت هذه المركبات مرحلة التجارب المختبرية وانتقلت إلى المراحل السريرية بنجاح، فقد تصبح بديلاً حقيقيًا للعلاجات التقليدية، مما سيساعد في تحسين جودة حياة المرضى والتقليل من معاناتهم.

ما زال أمامنا الكثير من الأبحاث والاختبارات البشرية اللازمة قبل اعتماد هذا العلاج رسميًا، لكن المراحل الأولى تبدو مشجعة للغاية. كما يمكن تعزيز جاذبية مقالنا الصحفي بالتركيز على قصص واقعية لمرضى سرطان الثدي والطرق الحالية التي تعرقل حياتهم اليومية، الأمر الذي يمكن أن يقرّب القارئ أكثر من أهمية هذا النوع من البحوث والابتكارات الطبية المثيرة للاهتمام.

ذو صلة