اكتشاف علمي مُدهش: الحيوانات المنوية البشرية تتجاوز قانون نيوتن الثالث!

3 د
اكتشفت دراسة جديدة أن خلايا الحيوانات المنوية تتحدى قانون نيوتن الثالث للحركة.
طور العلماء نموذجًا رياضيًا لوصف الحركة بواسطة "المرونة الغريبة الهيدروديناميكية".
قد تساهم هذه الدراسة في تطوير أجهزة طبية تُحاكي حركة الحيوانات المنوية.
تفتح النتائج آفاقًا لفهم أفضل للخصوبة وآليات الإخصاب.
تخيّل معي مفاجأة مذهلة جعلت العلماء يعيدون النظر في قانون من أكثر قوانين الفيزياء شهرة؛ قانون نيوتن الثالث للحركة الذي يقول ببساطة: "لكل فعل رد فعل، يساويه في القوة ويعاكسه في الاتجاه." لكن يبدو أن خلايا الحيوانات المنوية عند البشر لها رأي مختلف، وفقًا لدراسة جديدة أثارت اهتمام الباحثين من أنحاء العالم.
بدأت القصة مع فريق بحثي يقوده العالم كينتا إيشيموتو، من جامعة كيوتو في اليابان، عندما حاول فهم آلية حركة الحيوانات المنوية في بيئة ذات لزوجة عالية، مثل قنوات الجهاز التناسلي الأنثوي، وهي بيئة تصعب فيها الحركة باستخدام القوانين الفيزيائية المعتادة.
السر يكمن في مفهوم جديد كليًا: المرونة الغريبة
لفك لغز هذه الظاهرة المثيرة، ابتكر الباحثون نظرية مبتكرة تُعرف بـ "المرونة الغريبة الهيدروديناميكية" (odd elastohydrodynamics). قد يبدو المصطلح معقدًا بعض الشيء، لكن معناه بسيط: إنها دراسة مسار حركة خلايا حية تُنتج بنفسها الطاقة اللازمة للحركة، كالحيوان المنوي ذي الذيل "السوط" الذي يتحرك داخل السوائل.
قام الفريق بدراسة حركة الخلايا بدقة عالية جدًا، واكتشفوا أن حركة ذيل الحيوان المنوي (المعروفة باسم الحركة التموجية) ليست مجرد استجابة ساكنة لتفاعلات مع البيئة المحيطة، بل ناتجة عن قوى داخلية نشطة، تصفها الدراسة بمصطلح "المرونة الغريبة". هذه القوى الداخلية لا تعطي رد فعل يعاكس القوة الداخلية بنفس القدر، بل تولد حركة غير متماثلة ولا تلتزم بقانون نيوتن الأقدم من ثلاثة قرون!
وكان من أهم النتائج التي قدمتها الدراسة نموذجًا رياضيًا جديدًا يقيس هذا النوع من الحركة، وابتكر الباحثون مؤشرًا لقياس هذه الطاقة الداخلية الفريدة، سُمّي بـ"معامل المرونة الغريبة". ومن خلاله، تمكن العلماء من تتبع كيف وأين تُحقن هذه الطاقة الداخلية في ذيل الحيوان المنوي لتعزيز حركته.
في ضوء هذا الاكتشاف، يقول العلماء إن الأمر لا يقف عند حدود العلم النظري فقط، بل يُمكن أن يساعد في تطوير تقنيات عملية مدهشة في عدة مجالات.
على سبيل المثال، ربما يساعد هذا الاكتشاف الجديد على تطوير أجهزة مجهرية تحاكي طريقة انتقال الحيوانات المنوية، مما يفتح المجال لطريقة مبتكرة في إيصال الأدوية أو إجراء التشخيصات الطبية الدقيقة داخل الجسم. ومن الناحية الطبية والبحثية، قد يساهم هذا الاكتشاف في فهم أكبر للمشاكل المرتبطة بالخصوبة، وكيف تؤثر اختلافات حركة الحيوان المنوي في نجاح الإخصاب والولادة.
وفي ختام الدراسة، نرى أن الحركة المميزة التي يتمتع بها الحيوان المنوي البشري ليست فقط مسألة بيولوجية معروفة مسبقًا، بل إنّها فعليًا قفزة علمية نوعية تعيد رسم ملامح طبيعة الحركة في البيئات الحيوية. ورغم وضوح المصطلحات، قد يكون استخدام تعبير مثل "تخطي" بدلاً من "تجاوز" للقوانين أكثر دقة علميًا واستساغة للقارئ، وقد تساعد جملة بسيطة مثل: "وقد يعيد هذا الاكتشاف تشكيل فهمنا للحركة في المستوى الخلوي" في ربط الأفكار بشكل أفضل.
وعلى هذا النحو، فإن ما ظنناه بديهيًا حول قوانين الفيزياء والطبيعة قد يحتاج إلى مراجعة بسيطة أمام ظاهرة فريدة كهذه، ولربما تكون الحيوانات المنوية البشرية قد قدمت لنا المفتاح لفهم جديد عن أسرار الحياة وعجائبها على المستوى المجهري!