ذكاء اصطناعي

اكتشاف فطر بسيط ينمو في حديقتك قادر على إنتاج الذهب الخالص!

فريق العمل
فريق العمل

3 د

اكتشف الباحثون أن فطر "فيوزاريوم أوكسي سبوروم" يمكنه إنتاج جسيمات ذهبية.

يتمكن الفطر من تحويل أيونات الذهب إلى جسيمات صلبة على سطحه الخارجي.

التقنية الجديدة تروج لفكرة "التعدين الأيضي"، مستبدلة الطرق التقليدية الضارة بالبيئة.

يمكن استخدام هذه الفطريات في التعدين الفضائي لاستخراج المعادن من النيازك.

قد ترى في المستقبل مصانع حية للذهب بفضل تعديلات جينية لتحسين كفاءة الفطر.

هل تتخيل وجود فطر بسيط ينمو في حديقتك الخلفية قادر على إنتاج الذهب الخالص؟ قد يبدو هذا كضرب من الخيال العلمي، لكنه في الحقيقة اكتشاف علمي مذهل أعلنه فريق من الباحثين مؤخراً، مما قد يقلب المفاهيم التقليدية عن طريقة استخراج المعادن الثمينة إلى الأبد.

الاكتشاف المثير حققه فريق بحثي في منظمة الكومنولث الأسترالية للبحوث العلمية والصناعية (CSIRO)، ويتمحور حول فطر شائع يسمى "فيوزاريوم أوكسي سبوروم" (Fusarium oxysporum)، حيث أثبت العلماء قدرة هذا الفطر على تحويل مركبات معدنية شائعة إلى جسيمات دقيقة من الذهب الخالص، ضمن عملية طبيعية مذهلة لا تتطلب أي مستلزمات صناعية معقدة أو معدات متخصصة.

لكن كيف يتمكن هذا الكائن الصغير من إنتاج المعدن النفيس؟ في الواقع، يتغذى الفطر على معادن مثل الحديد والكالسيوم والألمنيوم، فيمتصها ويستخدم قدرته البيولوجية الخاصة لتحويل الأيونات الذهبية إلى جسيمات صلبة تترسب على سطحه الخارجي. وما يزيد الإنجاز أهمية، هو أن هذه العملية تندمج بسلاسة ضمن ما يعرف بالدورة "البيوجيوكيميائية" للذهب، حيث تساعد الكائنات الحية في تكوين المعادن وتجميعها بشكل طبيعي.

والمفاجأة أن الباحثين عندما قاموا بتقديم مسحوق يحتوي على مواد مصدرها نيزك فضائي مع معادن أخرى، كان رد فعل الفطر لا يقل إدهاشاً، حيث أنتج ذهباً مرئياً يمكن قياسه بسهولة. هذه التجربة عززت الأمل في تطوير ما أطلق عليه العلماء مسمى "التعدين الأيضي" (Metabolic mining)، وهي طريقة لا تعتمد على المتفجرات أو الحفر أو المواد الكيميائية الضارة التي يسببها التعدين التقليدي، وإنما نظام بيولوجي آمن ورفيق بالبيئة.

وفي الحقيقة، من الممكن تصور زراعة هذا الفطر منزلياً. نعم، يمكن لأي شخص يمتلك مختبراً منزلياً بسيطاً توفّر به بيئة معقمة وبعض المعادن الأساسية، زراعة مثل هذه الأنواع الفطرية لإنتاج الذهب بشكل محدود. وبالرغم من أن كميات الذهب الناتجة قد تكون صغيرة، إلا أن فكرة إنتاج معدن قيّم كهذا في المنزل، دون أي أضرار بيئية أو تكلفة باهظة، تثير خيال كثيرين.

وهذا الاكتشاف لا يقتصر على الأرض فقط، بل قد يهب البشر طريقة جديدة وثورية في مجال التعدين الفضائي. فالعلماء يرون الآن إمكانية استغلال فطريات مثل "فيوزاريوم أوكسي سبوروم" لاستخراج المعادن من النيازك والكويكبات، تلك الأجرام السماوية التي تحوي ثروات تقدّر قيمتها بأكثر من مليار ونصف المليار دولار وفقاً لقاعدة بيانات "أستيرنك". وهذا يعني أننا قد نرى في المستقبل رحلات فضائية تهدف خصيصاً "للتعدين البيولوجي" على أجرام سماوية بعيدة المدى، بطرق آمنة نظيفة صديقة للبيئة.

الخطوة القادمة للعلماء قد تكون إجراء تعديلات جينية على الفطر من أجل تحسين كفاءته وزيادة كميات الذهب المستخرجة. هذا بهدوء يعني أننا قد نرى "مصانع حية للذهب" في المستقبل القريب، قادرة على الإنتاج بكميات أكبر ودون أي آثار مدمرة للبيئة.

ذو صلة

قد يبدو هذا الخيال القديم عن تحويل المواد الخام البسيطة إلى ذهب، الذي راود البشر على مر العصور كحلم بعيد المنال، أصبح أقرب قليلاً للواقع بفضل العلم الحديث. إذن، هل سترغب أن تجرّب بنفسك زراعة الفطر المنتج للذهب في منزلك إذا كان آمناً ومتوفراً؟

في النهاية، لعل النص سيبدو أكثر قوة ووضوحاً لو استبدلنا بعض العبارات بمفردات أكثر دقة، مثل استخدام "تقنيات التعدين الحيوي" بدلاً من "التعدين الأيضي"، حيث إنها أكثر وضوحاً للقارئ العربي. كما يمكن لنا في المستقبل توضيح بعض التفاصيل العملية لجعل المقال أكثر سهولة في الفهم والتطبيق. أخيراً، لا تترددوا في مشاركة هذه القصة المثيرة مع أصدقائكم، لعلها تفتح نقاشاً ممتعاً حول العلوم واستدامة الموارد بشكل أكثر إيجابية وتشويقاً.

ذو صلة