ذكاء اصطناعي

اكتشاف معدن نادر من كويكب بعيد يكشف أسراراً جديدة عن بداية النظام الشمسي!

فريق العمل
فريق العمل

3 د

عاد مسبار "هايابوسا 2" بعينات من الكويكب "ريوغو" حاملة مفاجآت.

اكتشف العلماء معدنًا نادرًا يسمى "جيرفيشيريت" في العينات.

وجود الجيرفيشيريت في ريوغو يشكل لغزًا حول تشكل النظام الشمسي.

الباحثون يدرسون نظريتين لفهم تواجد المعدن في العينات.

يواصل "هايابوسا 2" رحلته نحو كويكب جديد، منتظرًا اكتشافات مستقبلية.

قبل سنوات قليلة، في الخامس من ديسمبر 2020 بالتحديد، عادت كبسولة صغيرة من الفضاء وهبطت بهدوء في الصحراء الأسترالية، بعد رحلة مدهشة استمرت ستة أعوام. تلك الكبسولة كانت محملة بعينات من الكويكب "ريوغو"، جمعها مسبار الفضاء الياباني الشهير "هايابوسا 2". ومنذ ذلك الحين يعمل عدد كبير من العلماء من جامعة هيروشيما وغيرها من المؤسسات لاكتشاف أسرار هذه العينات الاستثنائية.

اليوم، اكتشف العلماء شيئاً كان بمثابة صدمة مدهشة، حيث عثروا على معدن نادر يُعرف باسم "جيرفيشيريت"، وهو كبريتيد حديد-نيكل غني بالبوتاسيوم. هذا المعدن بمثابة لغز لأنه موجود فقط ضمن نوع نادر من الكويكبات يسمى "كوندريتات الإنستاتيت"، التي تتشكل حصريًا في درجات حرارة عالية جداً بالقرب من الشمس، أي في البيئة الداخلية للنظام الشمسي. وجود الجيرفيشيريت في ريوغو، الذي يُعتقد أنه تكون في البيئة الخارجية الباردة للنظام الشمسي، هو مفاجأة كبرى للعلماء.


مثل العثور على بذرة استوائية في قلب الجليد القطبي

هذه المفارقة الغامضة علّق عليها ماساكي مياهايرا، الأستاذ المشارك بقسم العلوم والهندسة بجامعة هيروشيما وأحد أبرز الباحثين في الدراسة الجديدة، فقال: "وجود معدن كهذا في عينة ريوغو يشبه تماماً العثور على بذرة استوائية في قلب جليد القطب الشمالي". وقد استخدم الباحثون تقنية متقدمة تعرف بالمجهر الإلكتروني النافذ شديد الحساسية (FE-TEM)، ما سمح لهم برصد هذا المعدن الاستثنائي.

ويتساءل الفريق العلمي الآن عن كيفية وصول هذا المعدن النادر إلى كويكب تشكّل في مكان وظروف مختلفة تماماً. وهم يطرحون حالياً نظريتين محتملتين: إما أن مواد تشكلت في ظروف وأماكن متباعدة في النظام الشمسي قد اختلطت ببعضها في مراحل مبكرة من تشكيله، أو أن ريوغو مر بظروف كيميائية خاصة ومختلفة عما يعتقد العلماء سابقاً.

ويبدو أن النظرية الثانية هي الأرجح حالياً بحسب النتائج الأولية للدراسة، ولكن العلماء يشيرون إلى أنهم بحاجة لمزيد من التحليل التفصيلي، خاصة دراسات النظائر، لتأكيد إحدى النظريتين بشكل نهائي.

هذا الاكتشاف الذي يحدث الآن، يقدم للقائمين على الأبحاث صورة مغايرة وأكثر تعقيدًا عن تاريخ وتشكل نظامنا الشمسي. ويضيف دليلاً جديدًا على أن بدايات نظامنا الشمسي كانت مزيجًا مدهشًا من تفاعلات كيميائية غير متوقعة بين مناطق مختلفة في العمق الفضائي.

ذو صلة

وفي رحلة البحث القادمة، يأمل العلماء من الفريق الياباني في الوصول إلى أجوبة نهائية حول أصل المعادن التي وُجدت في ريوغو. في الوقت ذاته، ما يزال المسبار "هايابوسا 2" في الفضاء، متجهًا نحو لقاء جديد عام 2031 مع كويكب آخر صغير الحجم وسريع الدوران يدعى "1998 KY"، مما يبقي الباب مفتوحاً نحو مزيد من المفاجآت والإنجازات المستقبلية.

من المؤكد أن هذه الاكتشافات المذهلة تساهم في تعميق فهمنا للماضي البعيد لنظامنا الشمسي، وتحتّم على الباحثين متابعة دراسة هذه العينات النادرة بشكل أكثر دقةً وخبرة. وإذا كان هناك ما يمكن إضافته إلى هذا المقال فهو ربما تعبير أكثر قوة عن مدى استثنائية هذا الاكتشاف، أو ربما توضيح أكثر للعلاقة بين الكويكبات والمعادن بتعبيرات أوضح وأبسط تجذب اهتمام القارئ أكثر وتحافظ على اندماجه في الموضوع. في كل الأحوال، يبقى الكون مليئاً بالأسرار والعجائب التي لم نكتشفها بعد—وعلينا فقط مواصلة البحث بفضول وشغف.

ذو صلة