اكتشاف نوع جديد من الكائنات البحرية يربك العلماء ويهدد البيئة: نوع جديد لم يُسجله العلماء من قبل

4 د
اكتشف العلماء نوعًا جديدًا من سلطعون المياه العذبة "شيراكس بولفورولِنتوس".
لوحظت خصائص فريدة للسطلعون، تؤكد اختلافه الجيني عن الأنواع الأخرى.
تثير هروب العينات في الينابيع مخاوف بيئية من الغزو البيولوجي.
يدعو العلماء لمراقبة مجموعات السلطعون البرية وحماية الأنواع المحلية.
تخيل أنك تراقب كائنًا لامعًا، تتلون أطرافه بالأزرق الفيروزي والليلكي، يسبح بهدوء داخل حوض منزلي – وتكتشف فجأة أن هذا المخلوق لم يتعرف عليه العلم قط. هذا تحديدًا ما حدث مع سلطعون المياه العذبة الذي اشتهر بين هواة تربية الأحياء المائية تحت أسماء مثل "بلو مون" و"هوا كريك"، ليكتشف العلماء اليوم أنه نوع جديد كليًا باسم "شيراكس بولفورولِنتوس" (Cherax pulverulentus).
لغز من أعماق أحواض الزينة
على مدى عشرين عامًا، انتقل هذا السلطعون المزخرف بين محبي الأحياء المائية في أوروبا، أمريكا، اليابان وإندونيسيا، دون أن تحوز عليه متاحف العلوم أو تصنفه كائنات مصنفة رسميًا. فقد ارتبطت ألوان صدفته الزاهية وجسمه المبرقش بالجمال، ولكنها أيضاً أربكت العلماء في محاولاتهم لمطابقته مع أنواع معروفة مثل "شيراكس بولكر". ومع غياب التصنيف، عجزت جهات الحماية عن تتبع صادراته أو تقدير حجم الضغط على الحياة البرية – وهذا يوضح كيف يمكن للأسواق التجارية أحيانًا أن تتجاوز وتيرة التصنيف العلمي.
ظل السر يكتنف أصل السلطعون، إلى أن توصل باحثون بقيادة البروفسور جيجي باتوكا من جامعة علوم الحياة في براغ إلى حل اللغز عام 2023، أثناء فحص شحنة من الأحياء المائية المستوردة من إندونيسيا. وهنا يبرز الدور الحيوي للتعاون الدولي بين العلماء، حيث أثمرت جهودهم عن إنهاء سنوات من الجدل والتخمين العلمي بشأن هوية هذا الكائن.
علامات مميزة ونشأة فريدة
من المثير أن سلطعون “بولفورولِنتوس” ليس مجرد نسخة ملونة من نوع آخر، بل يحمل سمات جينية وشكلية تؤكد خصوصيته. فقد لاحظ العلماء شكل المخالب الخاص، وحجم العيون، وطول مقدمة الرأس – خصائص قورنت بـ 38 نوعًا متشابهًا. وأكد التحليل الجيني وجود اختلاف بنسبة لا تقل عن 2% عن جميع أفراد نفس الجنس، مما يحسم وضعه كنوع مستقل وله بصمته الوراثية المميزة.
وهنا تتضح أهمية الفحص الجيني (الباركود الوراثي) وتقنيات التصنيف الحديثة. فالعلم الحديث يتيح للمحققين البيولوجيين تجاوز العراقيل البصرية، والوصول إلى قرار علمي يستند إلى العِلم الدقيق، ليس فقط بالاعتماد على المظهر الخارجي الملون أو المسميات المتداولة في الأسواق.
تهديدات بيئية ومخاوف من الغزو الحيوي
ومع أن مشهد هذا السلطعون في الأحواض المنزلية يبعث على البهجة، إلا أن خلف الكواليس مخاوف بيئية جدية. فقد عُثر على عينات هاربة في ينابيع حرارية في هنغاريا، ما يفتح الباب أمام احتمالات بدء غزو بيولوجي كما حدث مع أنواع أخرى كـ"السلطعون الرخامي" و"سلطعون الإشارة".
ولا يتوقف الأمر هنا، فمثل هذه القشريات الدخيلة قد تحمل أمراضًا كمرض الطاعون القشري، القادر على القضاء على الأنواع الأصلية في الأنهار الأوروبية. كذلك، بإمكان السلطعون الجديد منافسة الأنواع المحلية على الغذاء، وتغيير دورة المغذيات الحيوية في المواطن الطبيعية، وقد يمتد ضرره ليشمل بيوض الضفادع والكائنات البرمائية الحساسة.
هذا الرابط بين التجارة وقضايا التنوع الحيوي يوضح أهمية الإدراج الدقيق للأنواع ضمن قوائم الاتفاقيات الدولية مثل "سايتس"، حيث يؤدي التصنيف الغامض إلى ثغرات في الرقابة الجمركية والإجراءات الحمائية، مما يعرض الأنواع البرية لخطر الانقراض بصمت.
خطوة نحو حماية الحياة البرية واستدامة الهواية
وفي ضوء هذا الاكتشاف قرر فريق باتوكا دعوة السلطات الإندونيسية إلى رسم خريطة انتشار السلطعون ومراقبة حجم جمعه من البرية. وقد طرح الباحثون مقترحات لمشاركة الهواة أنفسهم بالحل – عبر شراء أفراد تمت تربيتها في الأسر، وعدم إطلاقها في المياه المحلية مهما كانت الظروف، وتوثيق المواقع الأصلية للأنواع باستخدام تطبيقات التصوير الجغرافي.
هكذا يجمع السلطعون اللامع بين سحر الطبيعة وجاذبية الاكتشاف العلمي، وبين التحدي البيئي ومسؤولية الهواة. وتذكرنا قصته بمدى الحاجة لوضع مصطلح “تشيراكس بولفورولِنتوس” ضمن قائمة المصطلحات الرئيسية عند الحديث عن التنوع الحيوي، استدامة الاتجار الدولي، الزراعة المائية، وقضايا الأمراض البيئية.
بنهاية المطاف، تأتي إضافة جملة بسيطة كـ"السلطعون المزخرف المكنى بالدست المغبر" لمنح المقال لمسة لغوية تعطي النص تماسكًا ودقة. ويمكن دائمًا تحسين الربط بين الفقرات – مثلاً، جملة تربط بين قصة الاكتشاف ومخاطر الهروب البيئي – لتضيّق التركيز وتمنح القارئ صورة أوضح عن التفاعل بين العلم والهواية وحماية الطبيعة. كل ذلك يعزز من أهمية الانتباه إلى أسرار الأحياء الصغيرة التي تخبئها الطبيعة، حتى تلك التي تسبح أمام أعيننا دون أن نلحظ قيمتها العلمية!