ذكاء اصطناعي

“اكتشف كيف تتبع جوجل تحركاتك يوميًا وتعلّم كيفية استعادة خصوصيتك بلمسة واحدة!”

مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

تستخدم جوجل خدمة "سجل المواقع" لحفظ مسارات تنقلاتك اليومية.

يمكنك إيقاف هذه الخدمة من خلال إعدادات خرائط جوجل للتحكم ببياناتك الشخصية.

تشكل بيانات الموقع كنزًا لشركات الإعلان، مما يثير القلق حول الخصوصية.

ميزة "الحذف التلقائي" تتيح إزالة البيانات تلقائيًا كل فترة معينة.

تمكنك جوجل من اختيار الاحتفاظ بتتبع المواقع أو تعطيله حسب رغبتك.

لطالما شكلت الخصوصية هاجسًا للكثير منا في عصر التكنولوجيا، وربما لا يُدرك معظمنا مدى العمق الذي وصله تتبع التطبيقات والشركات لتحركاتنا اليومية. لكن ماذا لو علمت أن جوجل، الشركة التي نستخدم منتجاتها كل يوم مثل خرائط جوجل، تحفظ سجلًا كاملاً ودقيقًا لتحركاتك؟ نعم، قد يبدو الأمر مريباً، لكنه حقيقة واقعة.

تستخدم شركة جوجل خدمة "سجل المواقع" (Location History) الموجودة داخل هواتفنا الذكية، خاصة عبر تطبيقها واسع الاستخدام خرائط جوجل (Google Maps)، لحفظ مسارات تنقلاتنا اليومية. الغرض من هذا التتبع ليس بالضرورة تجسسيًا، إذ إن الهدف الأساسي الذي تعلنه جوجل هو تقديم تجربة أفضل وأكثر شخصية عند البحث عن الأماكن، كمساعدتك على العودة سريعًا لأماكن زرتها سابقًا أو تقديم اقتراحات قريبة من مساراتك المعتادة.

رغم النوايا الحسنة المعلنة، يشعر الكثيرون بالقلق البالغ بشأن خصوصية بياناتهم الشخصية. في الواقع، دفعت هذه الشكوك والقلق حول الشفافية والحصول على إذن صريح من المستخدم، عدة حكومات وهيئات تنظيمية لوضع الشركة تحت طائلة العقوبات والغرامات عدة مرات. المشكلة الأبرز هي أن معظم المستخدمين لا يعلمون في الأساس أن تحركاتهم تُسجل بشكل مستمر على خوادم جوجل.

هنا يأتي الخبر الجيد الذي قد لا يعرفه الكثير منا: لحسن الحظ، وفرت جوجل إعداداً مخفياً بسيطاً يتيح إمكانية إغلاق هذه الخاصية ومنع حفظ البيانات تلقائيًا، مما يمنحك المزيد من التحكم بحياتك الرقمية. للدخول إلى هذا الإعداد، افتح تطبيق خرائط جوجل، ثم توجه إلى قائمة الإعدادات واختر "عناصر التحكم بالنشاط" (Activity Controls). بعد تسجيل الدخول إلى حسابك، سترى خطًا زمنيًا يظهر تنقلاتك باليوم والساعة وحتى بالدقيقة. ربما تندهش مثلي عندما تُشاهد خطوطاً دقيقة توثق حتى زياراتك العابرة لمحلات البقالة أو مقهاك المفضل.

ولتسهيل الأمر بشكل أكبر، يمكنك الضغط على علامة "X" الصغيرة التي تظهر بجانب كل رحلة مسجلة، وذلك لحذف بيانات الزيارات الفردية. كما تستطيع إزالة يوم كامل أو حتى فترة زمنية محددة. وإن كنت لا ترغب بحذف البيانات يدوياً في كل مرة، توفر جوجل ميزة "الحذف التلقائي"، والتي تزيل البيانات كل 3 أشهر أو كل 18 شهراً أو كل 36 شهراً، وفق ما يناسبك.

ذو صلة

قد تتساءل الآن: هل يُعتبر وجود هذه البيانات في غاية الخطورة؟ ربما يبدو الأمر غير مؤذٍ إلى حدٍ ما، لكن في عالم الإنترنت والبيانات، تشكل بيانات الموقع الشخصي كنزًا ذهبياً لشركات الإعلانات التي تعتمد عليها لتقديم إعلانات موجهة. شخصياً، لاحظت أنني تلقيت إعلانات متكررة لبعض المقاهي والمتاجر التي أمر بجانبها بشكل منتظم، وهو أمر وجدته مقلقًا بعض الشيء. وعندما قمت بتفعيل خاصية "الحذف التلقائي"، شعرت أن أجزاءً من حياتي الشخصية بدأت تعود تحت سيطرتي مرة أخرى.

في النهاية، قد تختلف الآراء حول إذا كان من الأفضل تعطيل خاصية سجل المواقع أم تركها للاستفادة من الخدمات الشخصية والمخصصة التي تقدمها جوجل. سواء كنت ترغب بتحكم أفضل أو كنت تفضل الخدمات المصممة خصيصاً لك، من الجيد أن تعرف أنك تملك الخيار وأنك أنت من يقرر ما يناسب خصوصيتك وراحتك. قد تفكر في استبدال كلمات مثل "إعداد مخفي" بـ "خيار مُتاح لكن غير معروف"، أو تضييق التركيز على التجارب الشخصية أكثر مما فعلت هنا، لتعزيز جاذبية المقال لدى القارئ بشكل أكبر. ما رأيك أنت؟ هل ستستخدم هذا الخيار أم أنك تعتبر الخدمات المخصصة أهم من الخصوصية؟ شاركنا برأيك.

ذو صلة