ذكاء اصطناعي

الأهرامات ليست ما نظنه… مدينة تحت الأرض تثير جدلاً بين علماء المصريات!

فريق العمل
فريق العمل

4 د

أعلن فريق إيطالي اكتشاف أعمدة وسلالم ضخمة تمتد أكثر من 2,130 قدماً تحت هرم خفرع باستخدام تقنيات رادارية متقدمة.

زعم الباحثون وجود "مدينة تحت الأرض" وربطوا الاكتشاف بـ"قاعة السجلات" الأسطورية في الأساطير المصرية.

شكك خبراء رادار وجيولوجيا في دقة التقنية والنتائج، ووصفوا الادعاءات بأنها "مبالغ فيها".

لم تُنشر الدراسة الجديدة بعد في مجلة علمية، ما يزيد من الجدل حول مصداقيتها.

أثار إعلان فريق بحثي إيطالي عن اكتشاف هياكل عملاقة تحت هرم خفرع في منطقة الجيزة الأثرية موجة من الجدل العنيف داخل الأوساط الأثرية والأكاديمية، بين مؤيد يرى في الاكتشاف بوادر "عالم خفي" أسفل الأهرامات، ومعارض وصف الأمر بأنه "مبالغ فيه وغير مدعوم علمياً". فما هي تفاصيل هذا الاكتشاف الغامض؟ ولماذا أثار انقساماً واسعاً بين علماء المصريات


الاكتشاف الإيطالي: أعمدة عملاقة وسلالم لولبية تحت الأرض

أعلن فريق بحثي من جامعة بيزا الإيطالية، بقيادة البروفيسور كورادو مالانغا، أنهم اكتشفوا أعمدة عمودية ضخمة تحيط بها سلالم لولبية تمتد إلى أعماق الأرض تحت هرم خفرع، أحد أهرامات الجيزة الثلاثة الشهيرة.

وذكر الفريق أن هذه الأعمدة تؤدي إلى منصة من الحجر الجيري تحتوي على حجرات وقنوات تشبه أنظمة توزيع المياه، على عمق يُقدّر بأكثر من 2,130 قدماً (أي حوالي 650 متراً) أسفل الهرم، مع وجود ممرات تؤدي إلى أعماق أكبر، وفقاً لما نُشر في تقرير صحيفة The Telegraph البريطانية يوم الأحد 23 مارس 2025.

وأشار الباحثون إلى أن الصور التي حصلوا عليها عبر تقنية الرادار تشير إلى "هيكل مضيء ومعقد ذو اهتزازات مميزة"، زاعمين أنه قد يكون دليلاً على "مدينة تحت الأرض" حقيقية.


رؤية علمية تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة

اعتمد الفريق على تقنية تصوير أعماق الأرض باستخدام نبضات رادارية عالية الدقة، مشابهة لتلك التي تُستخدم في رسم خرائط قاع المحيط عبر السونار. كما استعان الباحثون بإشارات رادارية من قمرين صناعيين يدوران على ارتفاع نحو 420 ميلاً فوق سطح الأرض، لمضاعفة دقة التصوير ومنع الأخطاء المحتملة.

ووفقاً للبروفيسور مالانغا، فإن النتائج جاءت "متطابقة بالكامل" مع ما رُصد عبر الرادار الأرضي، ما يعزز مصداقية التحليل. وقال: "عندما نُجري تكبيراً إضافياً على الصور، قد نتمكن من رؤية ما لا يمكن وصفه إلا بأنه مدينة حقيقية تحت الأرض".


ادعاءات بوجود "قاعة السجلات" الأسطورية

ضمن التصريحات المثيرة للجدل، لمّح الفريق إلى إمكانية أن يحتوي هرم خفرع على أدلة عن "قاعة السجلات" الأسطورية، وهي مفهوم متداول في الأساطير المصرية القديمة، يُعتقد أنها مكتبة أثرية ضخمة مدفونة تحت تمثال أبو الهول أو الهرم الأكبر، وتحتوي على معارف متقدمة من الحضارة المصرية القديمة.

المتحدثة باسم المشروع، نيكول تشيكولو، قالت: "الصور تشير إلى وجود حجرات تحت الأرض تضاهي في حجمها الأهرامات، مما ينسجم إلى حد كبير مع الأساطير التي تتحدث عن قاعات أمنتتي" – وهو الاسم الذي يُطلق أحياناً على تلك القاعات في الميثولوجيا المصرية.


انتقادات علمية وتشكيك في النتائج

لكن هذه الادعاءات لم تمر دون اعتراض. فقد وصف عدد من علماء المصريات وعلماء الجيولوجيا المشروع بأنه "مليء بالمبالغات ويفتقر إلى الأدلة القاطعة".

البروفيسور لورانس كونييرز، المتخصص في تقنيات الرادار الأرضي بجامعة دنفر الأميركية، صرّح لصحيفة Daily Mail قائلاً إن "التقنية المستخدمة لا يمكنها اختراق الأرض إلى هذه الأعماق"، مضيفاً أن فكرة وجود مدينة تحت الهرم "مبالغ فيها إلى حد كبير".

ورغم هذا، لم يستبعد كونييرز احتمال وجود "هياكل صغيرة مثل أعمدة أو غرف" سبقت بناء الهرم، مشيراً إلى أن "حضارات أمريكا الوسطى مثل المايا اعتادت بناء الأهرامات فوق مداخل الكهوف ذات الطابع الطقسي".


بين الاكتشاف السابق والدراسة الجديدة

الجدير بالذكر أن الفريق نفسه، بقيادة مالانغا ومعه الباحثان فيليبو بيوندي وأرماندو ماي، نشر دراسة علمية سابقة خضعت لمراجعة أكاديمية في أكتوبر 2022 ضمن مجلة Remote Sensing. في تلك الدراسة، تحدثوا عن وجود غرف وممرات داخلية وهياكل خفية داخل هرم خفرع، إلى جانب "شذوذ حراري" رُصد عند قاعدة الهرم.

أما الدراسة الجديدة، فلم تُنشر بعد في أي مجلة علمية، بل جرى عرضها في مؤتمر صحفي بإيطاليا، وتمت مشاركتها عبر مقطع فيديو نُشر يوم السبت قبل الإعلان الرسمي.


إرث غامض وفضول عالمي مستمر

ذو صلة

هرم خفرع، ثاني أكبر أهرامات الجيزة، يعود تاريخه إلى أكثر من 4,500 عام. ويقع إلى جوار الهرمين الآخرين: خوفو ومنقرع. لطالما ارتبطت هذه الأهرامات بحكايات وأساطير عن أسرار دفينة، واكتشافات تحت الأرض، ومعارف مفقودة للحضارة المصرية.

ورغم الجدل الدائر، فإن الاكتشاف الجديد – سواء أُثبتت صحته أم لا – يسلّط الضوء مجدداً على جاذبية الأهرامات كأحد أعظم أسرار التاريخ الإنساني، وعلى الحاجة إلى دراسات دقيقة مدعومة بالأدلة ومراجعة أكاديمية، بعيداً عن الإثارة الإعلامية أو التفسيرات الخارقة.

ذو صلة