الإضاءة أصبحت عائقاً: كيف غيّر تحديث مايكروسوفت طريقة تسجيل الدخول بالوجه في الظلام؟

هل جربت مؤخراً فتح جهازك بنظام ويندوز في غرفة مظلمة واكتشفت أن خاصية فتح القفل بالوجه (Windows Hello) لم تعد تتعرف عليك؟ لست وحدك؛ الكثير من مستخدمي ويندوز يواجهون نفس المشكلة حالياً. والسبب قد يكون أبسط مما تتصور، ولكنه قد يزعجك قليلاً.

خلال تحديث أخير، قامت مايكروسوفت بتغيير الطريقة التي تعمل بها خاصية فتح القفل عبر الوجه Windows Hello، التي كانت تعتمد سابقاً على مستشعرات الأشعة تحت الحمراء (IR) فقط. واليوم، أصبح من الضروري وجود كاميرا ويب عادية ذات ألوان واضحة بالإضافة إلى هذه المستشعرات. وهو ما يعني ببساطة: لا يمكنك بعد الآن تسجيل الدخول في الظلام التام دون توفير إضاءة كافية ليتمكن الجهاز من رؤية وجهك.

لكن لماذا كل هذا التغيير؟ السبب يعود إلى ثغرة أمنية مؤخراً اكتشفتها مايكروسوفت في نظام التعرف على الوجه، قد تسمح لمحاولات احتيالية ومزيفة بالدخول إلى جهازك. لذلك قررت الشركة أن تحد من هذه الثغرة عبر إجبار البرنامج على اعتماد صورتك الواعية من كاميرا الويب إلى جانب المسح ثلاثي الأبعاد المُقدم من مستشعرات IR.

هذا يربط تغيير مايكروسوفت الجديد بتحسين الأمان، لكنه في المقابل يأتي بتكلفة واضحة لا ترضي بعض المستخدمين. تبقى نقطة قوة نظام الأشعة تحت الحمراء IR في قدرتها على العمل في بيئات الإضاءة المنخفضة أو الظلام التام، وهذه الميزة فقدت جانباً من جدواها عقب التحديث الأخير؛ إذ بات عليك إما أن توفّر إضاءة إضافية أو ترفع سطوع الشاشة حتى تتمكن الكاميرا من التقاط صورتك بوضوح.

ومن المفارقات، اكتشف بعض المستخدمين حلاً مؤقتًا لهذه المشكلة: إغلاق كاميرا الويب بشكل كامل من خلال إدارة الأجهزة "Device Manager". هذا الإجراء يعيد ميزة تسجيل الدخول بالوجه في الظلام عبر مستشعرات IR فقط مرة أخرى. ولكن بالطبع، هذا يعني أنك لن تستطيع استخدام كاميرا الويب في مكالمات فيديوك القادمة.

على المستوى العملي، قمت شخصياً بتجربة هذا الحل، ولاحظت بالفعل أن Windows Hello عادت للعمل مجددًا باستخدام مستشعرات IR فقط، ونجح الأمر ببساطة. لكن يجب أن ننوه بأن هذا الحل ليس مثاليًا وقد لا يصلح ابداً لمن يعتمدون بشكل كبير على مكالمات الفيديو اليومية.

بتلخيص كل ما سبق، فإن قرار مايكروسوفت الأخير في تحسين خاصية Windows Hello كان ضرورة لتعزيز الأمان وحماية المستخدمين من محاولات الاحتيال. ولكن على الشركة التفكير ربما في تقديم خيار أكثر مرونة يتيح للمستخدم اختيار مستوى الأمان وتفعيل خاصية IR بشكل منفصل لمن يفضل استخدامها في الأماكن المظلمة دون الحاجة للإضاءة. كما قد يكون من الأفضل استبدال عبارات مثل "توقفت" إلى "تغيرت" لكيلا يفسر المستخدمون الأمر كعطل تقني. ويبقى السؤال مفتوحاً حول استراتيجية الشركة القادمة، وعما إذا كانت ستستجيب إلى شكاوى المستخدمين وتقدم تسويات في تحديثات قادمة تساعد على تحقيق التوازن بين الأمان الكامل وراحة الاستخدام اليومية.