ذكاء اصطناعي

الذكاء الاصطناعي يكتب ويُنتج ويتحدث! منصة Qwen من Alibaba تُنشئ مواقع وبودكاست لحظيًا

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

3 د

أعلنت «كوان» من «علي بابا» عن تحديث يمكن من إنشاء بحث علمي وتحويله إلى بودكاست.

تتيح المنصة الجديدة تحويل الأبحاث إلى صفحات ويب برسوم وجداول أو إلى بودكاست صوتي.

واجهت «كوان» اختباراً مع منافسين كبار مثل «جيميني» و«تشات جي بي تي»، وأظهرت نقاط قوة مختلفة.

الميزة البارزة: إمكانية الجمع بين النص، الصوت، والويب في تجربة تفاعلية متكاملة.

في خطوة جديدة تعكس تسارع وتيرة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت مجموعة الأبحاث التابعة لشركة «علي بابا» الصينية، المعروفة باسم «كوان» (Qwen)، عن تحديث كبير لمنصتها للذكاء الاصطناعي «كوان تشات» يتيح للمستخدمين إنشاء أبحاث علمية متكاملة وتحويلها مباشرة إلى صفحات ويب حية أو حلقات بودكاست صوتية بعدة نقرات فقط.

هذا التطور يفتح الباب أمام ثورة في طريقة إنتاج المحتوى الأكاديمي والإعلامي بواسطة الذكاء الاصطناعي، حيث يجمع النظام الجديد بين التحليل المعرفي، والعرض البصري، والتفاعل السمعي في حزمة واحدة.

وهذا الربط بين التحليل التقني والعرض الإبداعي ليس مفاجئاً في ظل سباق الشركات العالمية لتعزيز قدراتها الذكية.


من النص إلى التجربة المتكاملة


تعمل المنصة الجديدة عبر ثلاثة نماذج مفتوحة المصدر: «كوان-كودر» المسؤول عن بناء هيكل صفحات الويب، و«كوان-إيميج» لتوليد الصور والرسومات، و«كوان-TTS» الذي يحوّل النصوص إلى أصوات متعددة اللهجات. وعلى الرغم من اعتمادها على مكونات مفتوحة، فإن تجربة الاستخدام بالكامل تتم داخل بيئة «كوان» المؤتمتة والمستضافة على خوادمها الخاصة.

يبدأ المستخدم رحلته داخل «كوان تشات» بطرح سؤال بحثي، ليبدأ الذكاء الاصطناعي في إجراء عمليات بحث وتحليل للبيانات واستنتاج النتائج وتوثيقها بمصادر أكاديمية. بعد عرض التقرير، تظهر له خياران جديدان: إنشاء صفحة ويب كاملة أو إنتاج بودكاست حواري بصوت مذيعين آليين.

هذا يربط بين التطوير التقني في النماذج الصوتية والبصرية وبين الرغبة في جعل الذكاء الاصطناعي وسيلة متكاملة للتواصل العلمي.


منافسة شرسة مع عمالقة الذكاء الاصطناعي


واجهت «كوان» اختباراً عملياً أمام منصات مثل «جيميني» التابعة لغوغل و«تشات جي بي تي» من أوبن إيه آي و«غروك» من إكس (تويتر سابقاً). الاختبار تمحور حول قدرة كل نموذج على تحليل قضية فلسفية وعلمية معقّدة—وجود الله من منظور علمي وفلسفي—وفق معايير الدقة، وعمق المعلومات، ووضوح العرض.

كانت النتيجة لافتة: «كوان» برزت بتفوقها في التحليل الأكاديمي وثراء المصادر وتوازن الطرح بين المذاهب الفكرية، بينما تفوقت «جيميني» من حيث جودة الصوت والفيديو، فيما احتفظ «تشات جي بي تي» و«غروك» بقدرتهما على تبسيط المفاهيم لعامة المستخدمين.

وغني عن القول إن هذا النوع من المنافسة يعزز الابتكار ويزيد من تعدد الخيارات أمام المستخدمين بين أدوات التخصص والدقة أو تلك الموجهة للتعلم السريع.


الصفحات الحية والبودكاست: تجربة معرفية جديدة


الميزة الأبرز في «كوان ديب ريسيرش» هي إمكانية تحويل التقرير البحثي إلى موقع إلكتروني فوري التصميم والاستضافة، مزوّد بالرسوم والجداول والروابط المرجعية. أما خيار «البودكاست»، فيتيح محادثة صوتية بين مقدميْن آلييْن بتعدد في الأصوات واللغات، تحاكي برامج النقاش الأكاديمية.

لكن جودة الأصوات لا تزال متفاوتة؛ بعضها طبيعي وآخر آلي الإيقاع، على عكس بودكاست «جيميني» الذي يمتاز بواقعية وتفاعل أكبر. ومع ذلك، تبقى ميزة «كوان» في الجمع بين النص، والصوت، والويب في تجربة واحدة غير مسبوقة في السوق الحالي.

هذا يشير إلى اتجاه عام في الصناعة يسعى لتحويل المحتوى المكتوب إلى تجارب تفاعلية كاملة.


مستقبل الأبحاث الذكية وإنتاج المحتوى

ذو صلة


تؤكد تجربة «كوان» أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة للمساعدة في الكتابة أو البحث، بل أصبح منصة إنتاج كاملة يمكنها إعداد بحوث علمية، وتصميم مواقع، وتسجيل حلقات بودكاست، في دقائق معدودة. هذا النوع من الحلول يَعد الأكاديميين والمبدعين والمسوّقين بوسائل جديدة لتوسيع نطاق النشر والتأثير الرقمي.

في المحصلة، يبدو أن «علي بابا» استطاعت من خلال «كوان ديب ريسيرش» أن تضع نفسها في موقع الريادة بين النماذج البحثية الذكية التي تجمع بين الدقة الأكاديمية وسهولة التفاعل، لتؤكد أن مستقبل البحث العلمي والإعلامي أصبح أقرب إلى التجسيد المباشر منه إلى النصوص الجامدة.

ذو صلة