ذكاء اصطناعي

الذكاء الاصطناعي يكشف أسرار الثقوب السوداء: تدوير سريع وغير متوقع في قلب مجرة درب التبانة

فريق العمل
فريق العمل

2 د

ساهم الذكاء الاصطناعي في فك شفرة غموض الثقوب السوداء.

استخدم باحثون شبكة عصبية لاستعادة بيانات من مرصد "إيفنت هورايزون".

الثقب الأسود "الرامي A*" يدور بسرعة عالية مما يُعيد النظر بالفهم التقليدي.

يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة لفهم الكون وأسراره العجيبة.

تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي مفتاح لتوسيع المعرفة الفضائية.

لوقت طويل ظلت الثقوب السوداء إحدى الألغاز الأشد غموضًا في الكون، لكن مؤخرًا ساهم الذكاء الاصطناعي في فك شفرة ما كان غامضًا عصيًا فهمه حول هذه الأجسام العملاقة. فقد نجح باحثون من معهد مورغريدج في ولاية ويسكونسن الأمريكية باستخدام الذكاء الاصطناعي لاستعادة بيانات أُهملت سابقًا من مرصد "إيفنت هورايزون"، وهي بيانات اعتبرها العلماء في الماضي معقدة جدًا وغير واضحة للمقاربة أو الفهم.

وفي الحقيقة، يعتمد علماء الفضاء عادةً على "تلسكوب أفق الحدث" (Event Horizon Telescope - EHT) الذي يعمل من خلال التقاط الموجات الراديوية ليرصد ملامح الثقوب السوداء. ولكن المشكلة كانت تكمن في أن بعض البيانات التي يقدمها لنا هذا التلسكوب كانت مشوشة للغاية، مما دفع العلماء لإهمالها وتجاهلها في أوقات سابقة.

جاء الحل من خلال الاستعانة بشبكة عصبية جديدة، وهي نوع متقدم من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تستخدم نظمًا حسابية تحاكي وظائف دماغ الإنسان لتفسير البيانات وتحليلها بسرعة ودقة تتجاوز القدرات البشرية التقليدية. هذه الشبكة العصبية المتطورة تمكنت من استعادة البيانات التي تم استبعادها مسبقًا وتمكنت من فك رموزها وإعطائنا صورة أكثر وضوحًا ودقة حول طبيعة الثقوب السوداء العملاقة.

وهذا ليس كل شيء، فنتائج الأبحاث الحديثة التي نشرتها الفرق العلمية المسؤولة أكدت أن الثقب الأسود العملاق في قلب مجرة درب التبانة - المعروف بـ"الرامي A*" أو Sagittarius A* - يدور بسرعة عالية للغاية لم يسبق تخيلها. في السابق، كان يُعتقد أن هذا الجسم الغامض يدور بسرعة معتدلة نسبيًا، لكن الاكتشاف الجديد قلب هذه الفكرة رأسًا على عقب. ويعني هذا الدوران السريع أن الثقب الأسود قد يكون أقل استقرارًا مما توقعنا سابقًا، مما سيقتضي إعادة النظر بأفكارنا حول الثقوب السوداء ومحيطها وتأثيرها على المواد التي تدور حولها وعلى مجرتها كذلك.

ذو صلة

والآن، بفضل هذا الذكاء الاصطناعي وهذا الاكتشاف المذهل، سيكون من الممكن فهم المزيد من التفاصيل حول هذه الأجسام الغامضة، مما قد يفتح آفاقًا جديدة لفهم الكون بصورة أوضح.

في النهاية، يبقى أمام علماء الفضاء طريق طويل لقطع بقية المسافة نحو استيعاب كامل أسرار هذه الظواهر العجيبة. ولعل تركيز الجهود البحثية بشكل أكبر مستقبلاً على تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها التقني الدقيق، إضافة إلى تعزيز عمليات الربط بسلاسة أكبر بين البيانات المختلفة، سيكون المفتاح نحو توسيع معرفتنا أكثر والاستمتاع برؤية أفضل لأسرار كوننا الغامض.

ذو صلة