ذكاء اصطناعي

الزلازل تخدعنا: 90% من قوتها لا نراها!

محمد كمال
محمد كمال

2 د

تظهر الدراسة أن 90% من طاقة الزلزال تتحول إلى حرارة بدلاً من اهتزازات.

تجارب المختبر أظهرت أن الصخور "تتذكر" تاريخ التشكل مما يؤثر على سلوكها.

الباحثون يسعون لتطوير نماذج تنبؤ بالزلازل أكثر دقة للتنبؤ بالأخطار.

الاكتشافات قد تسهم في تحسين وسائل التنبؤ وتخفيف أضرار الكوارث الطبيعية.

في مخيلة أغلب الناس، يرتبط الزلزال بالاهتزاز العنيف والتصدعات التي تزلزل المباني والطرقات. لكن دراسة جديدة تكشف أن ما نشعر به لا يمثل سوى جزء ضئيل من الطاقة الهائلة التي يطلقها الزلزال. التجربة التي أُجريت في أحد المختبرات فتحت نافذة غير مسبوقة لفهم فيزياء هذه الظاهرة الطبيعية المروعة.


التجربة داخل المختبر


بحث نُشر في مجلة **AGU Advances** ألقى الضوء على ما يحدث للطاقة خلال ما يشبه "زلزالاً مصغراً" تم توليده مخبرياً. استخدم العلماء عينات من **الجرانيت** لدراسة طبقة من القشرة الأرضية تعرف باسم **الطبقة الزلزالية**، وهي المكان الذي تتشكل فيه أغلب الزلازل. عند إخضاع الصخور لضغط متزايد، تمكن الفريق من مراقبة الانزلاقات الدقيقة التي تحاكي ما يجري في الفوالق الطبيعية.
وهنا تكمن المفاجأة: حوالي 90% من الطاقة تحولت إلى حرارة في مركز الزلزال التجريبي، بينما لم يتجاوز نصيب الاهتزاز الذي نشعر به فعلياً 10%. أقل من 1% فقط ذهب إلى كسر الصخور وفتح شقوق جديدة. وهذا يطرح أسئلة جادة عن كيفية قراءة خرائط المخاطر السيزمية.

وبالانتقال من النتائج المخبرية إلى التداعيات العملية، يظهر أن هذه الرؤية قد تعيد تشكيل نماذج التنبؤ بالزلازل.


بصمة الصخور وذاكرة القشرة الأرضية


اللافت أن الباحثين لاحظوا أن تاريخ التشكل والتشوه في الصخور يلعب دوراً كبيراً في سلوكها أثناء الانزلاق. عبر تحليل **المغناطيسية** والحرارة المترتبة، تبيّن أن الصخور "تتذكر" ما مرّت به، وهو ما يؤثر على طريقة انكسارها مستقبلاً. هذه الملاحظة قد تساعد الجيولوجيين على تحديد مناطق ضعف أكثر عرضة للهزات الأرضية.

وهذا بدوره يربط بين التفاصيل الدقيقة داخل المختبر والصورة الكبيرة التي يعتمد عليها خبراء **الزلازل** و**علم الجيوفيزياء** لرسم خرائط الأخطار.


نحو نماذج أكثر دقة للتنبؤ


الفريق يرى أن التجارب المخبرية تعكس بشكل مبسط، وإن لم يكن كاملاً، الواقع الطبيعي. الهدف النهائي هو تجاوز القيود المرتبطة بمراقبة الزلازل على نطاق ضيق مكانياً وزمنياً. إذا ما نجح العلماء في تطوير **نموذج فيزيائي** شامل لديناميات الزلازل، فذلك قد يمنحنا وسيلة أفضل للتنبؤ وحماية المجتمعات من أضرار مستقبلية.

هذه الرؤية تعطي بصيص أمل بأن الفهم العميق للطاقة الحرارية الداخلية يمكن أن يعزز القدرة على **التخفيف من الكوارث الطبيعية** وتقليل أثرها على المدن.

ذو صلة

خلاصة


تكشف التجارب المصغرة أن معظم طاقة الزلزال تضيع بشكل غير محسوس للعين أو الأذن، إذ تتحول إلى حرارة في أعماق الأرض. ما نختبره نحن فوق السطح ليس سوى صدى صغير من معركة ضخمة تجري بين طبقات الصخور. هذا الاكتشاف قد يفتح فصلاً جديداً في علم الزلازل ويضع أسساً لنماذج تنبؤ أكثر واقعية ودقة، الأمر الذي قد يسهم في مستقبل أكثر أماناً للبشرية.

ذو صلة