الصين تطلق شرطيًا آليًا قاتلًا… يطاردك على البر والبحر بلا مهرب!

3 د
كشفت الصين عن الروبوت الأمني "Rotunbot RT-G" ليقوم بدوريات الشرطة في ونتشو.
يمتاز الروبوت بتصميم كروي يزن 125 كيلوغرامًا ويتحرك بسرعة تصل إلى 30 كيلومترًا/ساعة.
يستخدم الروبوت رذاذ الفلفل وشبكات الصيد لضبط المتجاوزين بأمان.
حاليًا، يُدار الروبوت عن بُعد ويظل بحاجة إلى تدخل بشري للتعامل مع العقبات.
السلطات تتطلع إلى توسيع استخدام الروبوتات الأمنية رغم القلق حول الخصوصية.
في تطور لافت يشبه أفلام الخيال العلمي، كشفت الصين مؤخرًا عن روبوت أمني جديد يُدعى "Rotunbot RT-G"، يتصدر دوريات الشرطة في مدينة ونتشو بمقاطعة تشيجيانغ. الروبوت الكروي الضخم بات حديث الساعة بعد ظهوره في مقاطع فيديو على الإنترنت، وهو يلاحق المجرمين على اليابسة والماء ويتصدى للهجمات بشكل مذهل، مما يفتح باب الأسئلة حول مدى واقعية استبدال الإنسان في المهام الأمنية بالتكنولوجيا الذكية.
يتميز الروبوت Rotunbot RT-G بتصميمه الفريد الذي يشبه كرة ضخمة تزن 125 كيلوغرامًا، تدور بسرعة تصل إلى 30 كيلومترًا في الساعة، وتنطلق من السكون إلى أقصى سرعتها خلال 2.5 ثانية فقط. ويعتمد على توازن جيرو-استابيلايزر متطور وكاميرات بزاوية رؤية تكاد تلتقط المشهد كاملًا حوله. إلى جانب ذلك، يحتوي على حساسات فوق صوتية تمنحه القدرة على تقدير المسافات وحساب اتجاه الأهداف، ما يعزز فعاليته في الشوارع والممرات الضيقة حيث تشتد الحاجة إلى حلول ذكية للأمن.
الجدير بالذكر أن الروبوت مزود بأسلحة غير قاتلة مثل رذاذ الفلفل وشبكات الصيد ومكبرات الصوت، والتي يمكن استخدامها لضبط المخالفين بشكل آمن. ورغم كل هذه الإمكانيات، يظل عاجزًا عن التعامل مع العوائق العمودية كالسلالم، فضلاً عن أن الإمساك بالمجرمين الهاربين ما زال يتطلب تدخل ضباط من البشر، إذ يفتقر إلى أطراف أو "إبهام" تساعده في السيطرة الكاملة. هذا يربط بين الإمكانيات التقنية المتقدمة للروبوت وحدودها الطبيعية في بيئة العمل الحقيقي.
سعي الصين نحو الذكاء الاصطناعي في الأمن ليس جديدًا، إلا أن السلطات تعوّل على هذه التجربة لتطوير أجهزة شرطة آلية تتناسب مع المهام الأكثر خطورة أو صعوبة، مثل مراقبة الحدود، إدارة الحشود، وجمع الأدلة من مواقع الجريمة. ومع انتشار مقاطع الفيديو للروبوت وهو يجوب الشوارع أو يلاحق "مشتبهين"، ازدادت التساؤلات حول سياسة الخصوصية وحقوق المواطنين في ظل تنامي الاعتماد على الروبوتات الذكية.
الروبوت بين الواقع والخيال
من اللافت أن الروبوت Rotunbot لم يصل بعد إلى مراحل الاستقلالية التامة، فهو بحسب تقارير إعلامية خاضع حاليًا للتحكم عن بعد من قبل شرطي يحمل حاسوبًا أو جهازًا لوحيًا مجاورًا، مما يجعل حديث تعويض البشر بالآلات مسألة مستقبلية أكثر منها واقعية في الوقت الراهن. ومع ذلك، تشير السلطات في الصين إلى أن الروبوت قد يصبح "زميلًا حقيقيًا" لرجال الشرطة في السنوات المقبلة، خاصة إذا تدنت التكلفة مع توسيع الإنتاج، علماً أن سعر النسخة الواحدة يتجاوز ستة وستين ألف دولار أسترالي، أي ما يعادل كلفة راتب شرطي تقريبًا.
ويمثل Rotunbot امتدادًا لنقاش عالمي يتردد صداه من السويد إلى أستراليا وأمريكا حول تطبيقات الروبوتات في تحسين الأمن أو حتى العمليات الجراحية، وتبعاته الأخلاقية والعملية. وكما هو معتاد في المشاريع الطموحة، يرى البعض في الروبوت أداة دعائية، بينما يشير آخرون إلى أنه خطوة أولى نحو ثورة قادمة في عالم الأمن العام.
ختامًا، تبدو تجربة الصين مع روبوتات الأمن مثالاً لما ينتظر المدن الذكية حول العالم من تحديات وفرص. فالاعتماد على روبوتات الشرطة يثير تفاوتًا بين الحماس لإدخال التقنيات المتقدمة في مجالات الأمن، والتخوف من مشكلات الخصوصية أو تهميش العنصر الإنساني. وبينما تواصل الصين اختبار هذه الحلول المبتكرة، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سنرى مستقبلًا يسير فيه الروبوت إلى جانب البشر في شوارعنا، أم ستظل مثل هذه الابتكارات جزءًا من عالم الخيال العلمي إلى حين؟