الصين مرة أخرى.. “التهاب الرئة البشري” وباء جديد وقلق عالمي!

2 د
يستهدف ارتفاع حالات الأمراض التنفسية في الصين الأطفال وكبار السن، لكنه لا يشير إلى وباء جديد.
فيروس hMPV موجود منذ عقود، وزيادة انتشاره الآن جزء من التغيرات الموسمية.
تشمل أسباب الارتفاع الطقس البارد وزيادة التفاعلات الاجتماعية بعد كوفيد-19.
الالتزام بالإجراءات الوقائية هو المفتاح للحد من انتشار العدوى.
تتزايد التقارير الواردة من الصين حول ارتفاع ملحوظ في حالات الأمراض التنفسية، ما أدى إلى انتشار جدل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة على منصة X (تويتر سابقًا). هناك شائعات عن اكتظاظ المستشفيات وازدحام محارق الجثث بسبب انتشار فيروسات متعددة، بما في ذلك الإنفلونزا A، والميكوبلازما الرئوية، وفيروس بشري يُعرف باسم hMPV (الفيروس البشري الميتابنيموي). لكن بين ما يُشاع وما هو مثبت، يظل هناك حقائق تستحق التوضيح.
ما حقيقة الوضع؟
تشير التقارير إلى زيادة في أعداد الأطفال وكبار السن الذين يعانون من أمراض تنفسية، إذ تُظهر الأعراض الشائعة مثل الحمى والسعال وسيلان الأنف في بعض الحالات تصاعدًا إلى التهابات أكثر حدة مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي. الأطفال هم الأكثر تأثرًا بسبب ضعف جهازهم المناعي، بينما يواجه كبار السن خطرًا مضاعفًا إذا كانوا يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو أو الانسداد الرئوي المزمن.
وفقًا للخبراء، فإن هذا الارتفاع في الحالات لا يعود لفيروس جديد بالكامل، بل هو نتيجة طبيعية لعوامل متعددة. مع الطقس البارد، والعودة إلى الحياة الطبيعية بعد سنوات من القيود الصارمة بسبب كوفيد-19، ظهرت فترة من "التعرض المكثف" للفيروسات التي كانت من قبل مكبوتة بسبب تقليل التفاعلات الاجتماعية.
هل نحن أمام وباء جديد؟
رغم تداول مقاطع فيديو وصور على منصات التواصل تظهر مستشفيات مزدحمة، لم تصدر السلطات الصحية الصينية أو منظمة الصحة العالمية أي تحذيرات رسمية عن وباء جديد. فيروس hMPV، رغم زيادة انتشاره، ليس بجديد؛ فقد تم التعرف عليه لأول مرة عام 2001، وعادة ما يظهر خلال مواسم الشتاء. حتى الآن، تُظهر البيانات أن الإنفلونزا A تبقى السبب الرئيسي وراء معظم الحالات التنفسية هذا الشتاء.
لكن هذا لا ينفي أن hMPV قد يسبب قلقًا، خاصةً مع زيادة أعداد الإصابات في فئات معينة. ومع ذلك، لم تصل الأوضاع إلى مستويات الأزمة التي قد تتطلب إعلان حالة طوارئ صحية.
ما الذي يجب أن نفعله؟
في ظل هذه الأوضاع، يمكن اتخاذ خطوات بسيطة للوقاية من العدوى وتقليل خطر انتقال الفيروسات:
- غسل اليدين بانتظام لمدة لا تقل عن 20 ثانية بالماء والصابون.
- ارتداء الكمامات في الأماكن العامة المزدحمة.
- تجنب الاختلاط عند الشعور بالمرض.
- تقوية جهاز المناعة عبر تناول أطعمة غنية بالفيتامينات وشرب السوائل الدافئة.
كما يوصي الخبراء بالبقاء على اطلاع من خلال المصادر الموثوقة وتجنب الانجرار وراء الشائعات التي قد تزيد من الهلع دون مبرر.