ذكاء اصطناعي

العثور على جمجمة مجهولة بقرون في صخور قديمة… أقدم من أي مخلوق عرفه الإنسان!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

عرض متحف جنوب أستراليا جمجمة متحجرة لحيوان يُدعى "التمساح المتوج".

هذا الكائن ينتمي إلى فصيلة الثيرابسيدات، التي سبقت الثدييات.

الدراسة تشير إلى انقراض كبير مقارنة بالانقراضات السابقة.

اكتشاف الجمجمة يرمز لهشاشة التوازن البيئي الحالي.

معرض "الانقراضات الستة" يسلّط الضوء على تاريخ الحياة وانقراضاتها.

في كشف أثري مذهل، عرض متحف جنوب أستراليا جمجمة متحجرة لحيوان منقرض لُقّب بـ«التمساح المتوج»، تعود إلى ما قبل ظهور الديناصورات. هذا الكائن العجيب الذي عاش قبل 260 مليون سنة لفت الأنظار بقرونه الغريبة وعظامه الضخمة، في وقت تتزامن فيه هذه الاكتشافات مع دراسات تحذر من انقراض جماعي جديد يقوده الإنسان نفسه.

بينما تثير هذه الحفرية دهشة الزوار، جاءت دراسة حديثة في مجلة *Biological Reviews* لتفتح الباب أمام نقاش واسع حول مصير الحياة على الأرض. الدراسة، التي قادها عالم الأحياء روبرت كاوي من جامعة هاواي، تشير إلى أن بين 7.5% و13% من نحو مليوني نوع معروف من الكائنات الحية قد اختفى منذ عام 1500، ما يدعم فكرة أننا نعيش فعلاً «الانقراض السادس».

وهذا يقودنا إلى السؤال عن طبيعة هذا المخلوق المتوج الغريب.


التمساح المتوج: مزيج من الزواحف والثدييات

رغم لقبه الشائع، لم يكن «التمساح المتوج» زاحفًا بالمعنى الدقيق، بل ينتمي إلى فصيلة تُعرف باسم **الثيرابسيدات**، وهي الكائنات التي مهدت الطريق لتطور الثدييات. يحمل اسمه العلمي **استمنوسوخوس مِرابيليس**، وكان من فصيلة **الدينوكيفاليا** التي عاشت في حقبة العصر البرمي. عُثر على هذه المتحجرة في منطقة بيرم الروسية، وهي التي أعطت للعصر البرمي اسمه.

تميزت الجمجمة ببروزات عظمية تشبه قرون الموظ، ما جعل العلماء يرجّحون استخدامها في صراعات السيطرة أو استعراض القوة مثلما تفعل الغزلان الحديثة. وتشير القياسات إلى أن طول الحيوان ربما بلغ أربعة أمتار، مما يجعله من أكبر الكائنات البرية في زمانه. وتُظهر بقايا الأسنان أنه كان **كائنًا قارتًا**، يتغذى على اللحوم والنباتات معًا، بالإضافة إلى خصائص تدل على **حرارة دم داخلية**.

يتصل هذا الاكتشاف مباشرة بجهود العلماء في متحف جنوب أستراليا لتقديم صورة متكاملة عن تطور الحياة على الأرض.


معرض «الانقراضات الستة»: رحلة عبر الزمن

المتحف أطلق معرضًا ضخمًا بعنوان **«الانقراضات الستة»**، يسلّط الضوء على خمس كوارث كبرى أنهت حقبًا من الحياة على كوكبنا، وصولًا إلى الانقراض السادس المحتمل الذي يحدث الآن بفعل النشاط البشري. ولأن المتحجرات الأصلية هشة وثقيلة، اعتمد القائمون على المعرض على **نماذج طبق الأصل مطبوعة بتقنيات رقمية عالية الدقة**، ما أتاح للزوار رؤية أدق تفاصيل الجمجمة كما لو كانت الأصلية.

قبل افتتاح المعرض، التقط المصور المعروف **إسرائيل بالداغو** صورًا مبهرة للجمجمة وبعض العينات الأخرى، وتحدث لوسائل الإعلام عن انبهاره بمدى حفظ التفاصيل بعد مرور مئات ملايين السنين. وأكد أن توثيق هذه الكائنات المنقرضة جعله يدرك ضخامة **أزمة التنوع الحيوي** التي يواجهها العالم اليوم.

وهنا نجد أن الرسالة العلمية للمعرض لا تقف عند حدود التاريخ الطبيعي، بل تمتد لتطرح سؤالًا بيئيًا معاصرًا.


من حيوان منقرض إلى تحذير من المستقبل

ذو صلة

تُعد جمجمة «التمساح المتوج» رمزًا مصغرًا لمسيرة الحياة التي مرت بلحظات ازدهار وانقراض متعاقبة. العلماء يرون فيها تذكيرًا بمدى هشاشة التوازن البيئي، وأن ما سبّب اختفاء عمالقة العصر البرمي قد يتكرر الآن ولكن بأيدينا نحن. كما يشدّد الباحثون على أهمية **حماية الأنواع المهددة** وإعادة التفكير في علاقتنا بالطبيعة.

في الختام، يعيد هذا الاكتشاف فتح الباب أمام تأملات عميقة حول جذورنا ككائنات تعيش على كوكب متغير. فكما نجحت الحياة في تجاوز خمس كوارث كبرى، يبقى السؤال مفتوحًا: هل نتعلم من الماضي كي لا نكون نحن بداية الانقراض السادس؟

ذو صلة